📁 آخر الأخبار

خديجة بن ڤنة تحذر الجزائر من اشباح تتحرك في الظلام

 فيما يشبه الرسالة "المشفرة" من مختبر "عجن" الأزمات وتسويقها؛ الإعلامية خديجة بن ڤنة، تحذر أهلها  بعيون "زرقاء اليمامة" التي لمحت "أشجارا"، لتقول لهم: إني أرى أشباحا تتحرك في الظلام؛ فخذوا حذركم!

بعبارة أدق؛ وفي نصيحة لأبناء وطنها ودون أن تعلنها صراحة؛ خديجة بن ڤنة؛ تشفر لمن يفهم أن "اللعبة" على مشارف أبوابنا، وأنه ما على الجزائر إلا استباق ما يطبخ في مخابر "الإلهاء" والتلاعب الإعلاميين بمصير الأوطان والأمم.


الجميل في منشور "بن ڤنة"؛ أنها  فضحت خط الجزيرة ذاتها، رغم عدم ذكرها لها بالإسم؛ لكن كشفت الطريقة التي يتم بها قرصنة "الأوطان" واختراقها..

___

بن ڤنة كتبت قائلة: 

"كل الأزمات تبدأ بالإعلام، البروباغاندا، الدعاية، الكذب، التضليل، الإشاعة، غسيل الدماغ، التلوين، الإثارة العاطفية، و الذباب.

فهل تحتاج الجزائر اليوم إلى إعلام قويّ ومهني واحترافي في مواجهة التحديات والأزمات؟"

___

أيها السادة، "زرقاء اليمامة" لم تكتب منشور رأي على جدار صفحتها، ولكنها قالت لكم؛ أنها رأت أشجار تمشي تجاه مرابضنا، فصدقوها ولا تسخروا مما أبصرت، فإنها رأت ما لم تروا وهي أعلم بمطاهي الإعلام وخاصة في مطبخ "الجزيرة"؛ وما يعده من واجبات جاهزة التسويق !


كثيرة هي الشخصيات صاحبة المناقب لدى العرب. حاتم الطائي اشتهر بالكرم، الشاعر أبو النواس بحب الخمرة، الشاعر بن الرومي بالتطيّر أي التشاؤم، وبالطرافة المقترنة بالحكمة اشتهر أبو دلامة. أما زرقاء اليمامة فكانت شهرتها غريبة كما ورد عنها في التاريخ، كانت هذه الحسناء تكحّل عينيّها بالكحل العربي حتى أزرقّت جفونها.


اسمها الحقيقي

ورد في الكتب العربية القديمة أن امرأة قيل إن اسمها يمامة عاشت في بلدة صغيرة اسمها جوّ، على بعد 30كم شمال الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية، وكانت جزءاً من إقليم نجد وسط الجزيرة العربيّة، ويبلغ امتداد طولها 900كم، وعرضها 400كم.



براعتها

اشتهرت يمامة بحّدة بصرها، وقيل إنّها كانت ترى الشعرة البيضاء في اللبن، وتُبصر الراكب من مسيرة ثلاثة أيام، فتُنذِر قومها بقدومه. سميت يمامة بزرقاء لزرقةٍ في عيونها، ولأنها لعبت دوراً عسكريّاً في بيئتها، فكانت تنذر قومها إذا أبصرت الجيوش القادمة لغزوهم، فيستعدّوا.


ذاع صيتها بين القبائل، وباتت هدفاً رئيسياً لأي غزاة ينوون دخول بلدتها. استخفّ عسكر المدينة حين حذّرتهم من أشجار قادمة وخلفها جيوش قبيلة حِميَر، فلم يصدقوها، ولما وصل الأعداء إلى قومها أبادوهم واقتلعوا عينَي زرقاء اليمامة وصلبوها على مدخل البلدة التي سميّت باليمامة نسبة لها. 


زمانها

قيل إن قِصّة زرقاء اليمامة حدثت في العصر الجاهليّ. وحدّد مؤرخون زمن حدوثها في القرن العاشر قبل الهجرة؛ كما قال بعض المستشرقين إنّها حدثت في حوالي 250 ق.م، ويُرجَّح أنّها حدثت قبل ذلك، ولكن لم يرد عنها خبر مؤكد في الآثار والأخبار.



أمّا موقعها فهو مدينة جوّ التي كانت تسكنها قبيلتان هما طَسْم وجَديس. وكان ملك طسم ظالماً يذلّ قبيلة جَديس، فنشبت حروبٌ بين القبيلتين. 


ظروف مقتلها

كان ملك طسم ويدعى "عميلق" يمنع زفاف أي امرأة من جديس إلى زوجها إلّا بعد أن تدخل عليه. ثار أهل جديس على الملك وقتلوه مع أتباعه باستثناء شخص واحد استطاع أن يتعاون مع ملك نجران، وأن يدخل البلدة ليأخذ بالثأر.


يغلب الظن بأنّ قصة زرقاء اليمامة من وحي الخيال، إلّا أنّها تبقى تُراثاً تزخر به كتب التاريخ، كما أنّها تثبت أنّ للعرب معرفة قديمة بالقِصّة القصيرة تماماً كمعرفتهم بالطب والفلك والتاريخ. وردت في كتاب الأغاني للأصفهانيّ، وجاءت في كتاب المُستقصى للزمخشريّ، وفي العقد الفريد لابن عبد ربه، وفي خزانة الأدب للبغدادي، وفي مَجمَع الأمثال للميدانيّ، وغيرها من المراجع التاريخيّة الأخرى.