الأصابع الأمريكية والإسرائيلية في سوريا
رغم أن الفصائل السورية التي تشكل الجسم الرئيسي لإسقاط النظام تحت مسمى "ردع العدوان" أنطلقت بدعم وغطاء تركي، إلا أنها غير مقبولة أمريكيًا ولا إسرائيليًا.
وعلى عكس التحليلات الساذجة التي تقول أن الشعب السوري سيختار قيادته الجديدة بدون تدخل جهات خارجية ولا إمكانية لفرض ذلك، فهذا كلام فارغ، وللأسف أن نرى "باحثًا" في مركز الجزيرة للدراسات مثل لقاء مكي يروج لهذه السذاجة.
أمريكا وإسرائيل والإمارات والأردن لن يتركوا سوريا لوحدها، وسيحرصون على اللعب بالوضع الداخلي فإن لم يستطيعوا تركيب نظام مفصل على مقاسهم شبيه بنظام السيسي أو الملك عبد الله، فسيحاولون تقسيم سوريا أو إشغالها في صراعات تستنزفها.
الانقلاب على مرسي وجماعة حفتر في ليبيا والدعم السريع في السودان والمجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن، كلها مشاريع إسرائيلية أمريكية وتنفيذ إماراتي، وسيحرصون على تكرار تجاربهم هذه في سوريا ودورنا التوعية حتى لا نقع في نفس الفخ.
اقرأ أيضاً: فصائل عراقية تتهم إسرائيل بتحريك الجماعات الإرهابية في سوريا وتتوعد بالعمل ضدها
الحذر في سوريا يجب أن يأتي من عدة جهات لكن قبلها يجب التحصين الذاتي وذلك بالابتعاد عن الصراعات الداخلية والإقصاء والخطاب الطائفي التوتيري فغياب هذه العوامل تصعب على إسرائيل وأمريكا التدخل.
الجهات التي يجب الحذر منها:
1- قوات سوريا الديموقراطية (قسد) والتي تسيطر على شمال شرق سوريا حيث توجد آبار النفط وجسمها الرئيسي هي مليشيات كردية، بالإضافة لقوات عشائرية (في الدول العربية تستخدم كلمة العشائر كغطاء لعملاء الاستعمار).
تحاول قوات سوريا الديموقراطية استغلال الفراغ القائم للتمدد وهي تتمتع بدعم عسكري أمريكي وإسرائيل تتواصل وتنسق معها.
2- ما يسمى "جيش سوريا الحرة" وهو فصيل صغير موجود في قاعدة التنف الأمريكية، واستغل انهيار النظام وتقدم نحو تدمر وقاعدة التيفور، وهو محسوب على المعارضة لكن يتلقى الدعم المباشر من الأمريكان.
رغم أنه صغير الحجم لكن ستعمل أمريكا على نفخه بالمال والسلاح حتى يكون احدى أدواتها الفاعلة.
3- تحاول إسرائيل التواصل مع الدروز في السويداء ونسج علاقات معهم، لحد الآن لم تنجح هذه المحاولات وهي تحاول اللعب على وتر الطائفية، ولن تنجح إن تم استيعاب جميع فئات الشعب السوري في سوريا ما بعد الأسد.
4- بعض الشخصيات الانتهازية وخصوصًا معارضة أوروبا التي تتملق للأمريكان والإسرائيليين وطمأنتهم بأنه لا خصومة مع إسرائيل، ونرى ونسمع كلامهم المقرف في وسائل الإعلام الأجنبية والعربية والعبرية (ضع خطين تحت العبرية)!
هذه الشخصيات رغم أنه لا وزن لها على الأرض في سوريا إلا أن أمريكا ستعمل على فرضهم بحجة أنها "شخصيات مقبولة دولية" وهنا مكمن الخطر.
يجب أن نكون تعلمنا الدرس من الثورات العربية، فإسقاط المستبدين هي المهمة السهلة أما المهمة الأصعب فهي بناء دولة جديدة بعيدًا عن عبث الأمريكان وعبيدهم.
اقرأ أيضاً: فصائل عراقية تتهم إسرائيل بتحريك الجماعات الإرهابية في سوريا وتتوعد بالعمل ضدها