صح
صحيفة العربي تكشف مستقبل معبر رفح البري
بحث الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمس مع مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، ومنسق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجلس الأمن القومي بريت ماكغورك، تطورات الأوضاع الإقليمية امريكا، خاصة الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل المحتجزين في قطاع غزة، إلى جانب مستقبل معبر رفح البري.
صور جوية لمعبر رفح البري .. يظهر بالصورة صالة الوصول وكبار الزوار ممسوحات بشكل كامل
وأكد الرئيس السيسي، خلال اللقاء الذي حضره وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ورئيس المخابرات العامة اللواء حسن رشاد، إلى جانب السفيرة الأمريكية بالقاهرة هيرو مصطفى غارغ، على أهمية التحرك العاجل لإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، خاصةً مع دخول فصل الشتاء، وشدد على أن حل الدولتين يمثل الأساس لتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.
معبر رفح محور المباحثات:
وفقًا لمصادر مطلعة، تناولت المباحثات بين الجانبين مستقبل معبر رفح باعتباره جزءًا أساسيًا من أي ترتيبات لوقف إطلاق النار في غزة. يشكل المعبر منفذًا حيويًا لسكان القطاع، لكنه يواجه تحديات مرتبطة بالوجود الإسرائيلي في محور صلاح الدين (فيلادلفي).
صور جوية لمعبر رفح البري .. يظهر بالصورة صالة الوصول وكبار الزوار ممسوحات بشكل كامل
ويكتسب المعبر أهمية مضاعفة في ظل الإغلاق الكامل حاليًا، حيث يمثل شريان الحياة الوحيد بين غزة ومصر، خاصة مع استمرار الإجراءات الإسرائيلية الصارمة على معابر أخرى مثل كرم أبو سالم، ما يعرقل دخول المساعدات والبضائع.
الوضع الحالي للمعبر يعكس تعقيدات إنسانية وسياسية. منذ القصف الإسرائيلي في مايو/أيار الماضي، تعرضت بنيته التحتية لدمار كبير، شمل صالات السفر والمرافق الأساسية، في حين استمرت عمليات التجريف الإسرائيلية في الجانب الفلسطيني، ما يعكس نوايا الاحتلال للإبقاء على سيطرته، وهو ما ترفضه مصر بشكل قاطع.
وعلى المستوى الفلسطيني، يمثل تشغيل المعبر تحديًا سياسيًا، خاصة مع غياب توافق بين الفصائل الفلسطينية. ووفق اتفاق عام 2005، يتطلب تشغيل المعبر وجود إدارة فلسطينية توافقية تحظى بقبول دولي ومصري وإسرائيلي، إلى جانب إشراف دولي من الاتحاد الأوروبي، وهو ما يزيد من تعقيد الملف بسبب سيطرة حماس على غزة ورفض حركة فتح لبعض المقترحات.
صور جوية لمعبر رفح البري .. يظهر بالصورة صالة الوصول وكبار الزوار ممسوحات بشكل كامل
رؤية مصرية ودولية
على الصعيد المصري، أوضح مختار الغباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن الأولوية الحالية لمصر تتمثل في وقف الحرب وتخفيف معاناة سكان القطاع عبر إدخال المساعدات الإنسانية، مع تأجيل البت في القضايا الشائكة مثل الوجود العسكري الإسرائيلي في محور صلاح الدين.
في السياق ذاته، رأى الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني طلال عوكل أن الحديث عن تشغيل معبر رفح سابق لأوانه، في ظل عدم وجود اتفاق شامل يشمل محور صلاح الدين. لكنه أكد أن مصر تمتلك دورًا رئيسيًا في دفع الأطراف الفلسطينية نحو توافق يمكن أن يسهم في إدارة مشتركة للمعبر.
وشملت المباحثات نقاشات حول مستقبل معبر رفح البري، باعتباره جزءاً أساسياً من أي ترتيبات لوقف إطلاق النار في غزة لأهميته كمنفذ حيوي لسكّان القطاع لكنه يواجه تحديات تتعلق بالوجود الإسرائيلي في محور صلاح الدين وهو الأمر الذي كان محل نقاش بين الجانبين المصري والأميركي.
أكدت المباحثات المصرية الأمريكية على أهمية التعاون بين القاهرة وواشنطن لتعزيز الاستقرار الإقليمي، مع التركيز على معالجة القضايا الإنسانية العاجلة في غزة، واستمرار الجهود لدفع المفاوضات نحو اتفاق يحقق مصالح جميع الأطراف.