لمن لا يعرف بايدن فهو يمثل سياسة اليسار الأمريكي والعلمانيين الذين يؤيدون حرية التحول الجنسي والإجهاض وقضايا تعارض الأديان. بينما يمثل ترامب الكنائس البروتستانتية والمسيحية الصهيوو.نية المتدينة التي تؤمن بأرض الميعاد وعودة المسيح..
إذن الخلاف بينهم ليس خلافا دنيويا. فهو خلاف ديني عقائدي. ومع ذلك احتكموا إلى القانون والديمقراطية. وبقوا أسياد العالم دون اقتتال.
2. في كيان الاحتلال توجد طوائف دينية الأشد تطرفا من الحريديم الذين يصل بهم الحد إلى العيش وحدهم في تجمعات سكنية. ويلبسون ثيابا خاصة بهم. ويقيمون شعائرهم الدينية. ويؤمنون بعقائد لاهوتية شديدة التطرف. ومع ذلك يحترمون القانون والديمقراطية ولا يتجاوزونها. حتى ولو كان رئيس وزرائهم يساريا أو علمانيا. ولم يستغلوا ظروف كيانهم بتجاوز القانون بحجة أنه يخوض حروبا على أكثر من جهة.
3. في غزة بعد فوز حمااش في انتخابات 2006 خرج قياداتها ليقولوا أن الانتخابات القادمة ستكون يوم القيامة. كإشارة أنهم لن يتنازلوا عن السلطة أبدا. وبالفعل. انقضى الآن 19 سنة دون إجراء أي انتخابات. ويقومون بتخوين خصومهم وشيطنتهم داخل الوطن بماكنة إعلامية هائلة ومستمرة ليل نهار. ويقيمون دولة داخل الدولة بقانون حزبي وانتخابي خاص بهم. ويعتبرون القانون الفلسطيني مع الغزيين خارج الحركة أشياء ثانوية من الدرجة الثانية أو الثالثة...
هل الإسلام يقول ذلك؟. هل غزة هي المنطقة الوحيدة في العالم التي يوجد فيها متدينون؟ لماذا المتدينون في كل دول العالم يتصالحون مع القانون إلا في غزة. فلا يرضون إلا أن يكونوا فوق القانون؟ لماذا المتدينون الأشد تطرفا في العالم يقبلون التعايش بمساواة مع غيرهم في وطن واحد إلا في غزة. فإنهم لا يقبلون إلا أن يكونوا فوق الناس أو يحدثون الفوضى؟.
ألا يوجد في الإسلام ما يدعو إلى التعايش والتسامح داخل البلد الواحد حتى ولو كان الجيران غير مسلمين؟ هل الادعاء بمقااومة الاحتلال يبرر كل هذه التجاوزات والشعور الفوقي الذي يستحوذ على الحركة وعناصرها. لما ذا لا يتجاوز الجمهور القانون في كيان الاحتلال بادعاء أنهم يخوضون حروبا؟ لماذا تجري التحقيقات الآن في الحرب مع أكبر قادة الحرب على سبيل المثال. تساحي هانغبي على 10 الاف شيكل. من العام 2017. لماذا لم يتذرعوا بمسامحته بحجة الحرب وأنه قائد ومسؤول في المجلس العسكري؟.
أعتقد أنه مطلوب من خمااش بعد انتهاء هذه الحرب. وخروجها بأي شكل كان. أن تضع هذه الأسئلة في إطار مراجعاتها الشاملة لتجربتها. فقد تكون هي السبب الرئيس في حالة الفشل التي وصلت إليها.
.
,Dr. Taysir Abd