أخر الاخبار

لماذا تتجاهل «الميادين» الجبهة الديمقراطية وقوات الشهيد عمر القاسم ؟! / بقلم : وسام زغبر


لماذا تتجاهل «الميادين» الجبهة الديمقراطية وقوات الشهيد عمر القاسم ؟!

 

                                        وسام زغبر

                                   عضو الأمانة العامة لنقابة الصحفيين - غزة

 

 

بقي هذا السؤال يراودني، وأنا أتابع فضائية «الميادين» وتغطيتها الدائمة للأحداث اليومية، التي نعيشها في قطاع غزة، منذ حوالي 10 أشهر، نجابه فيها عدواً شرساً، لا يقيم وزناً لا لقانون دولي، ولا لأية مشاعر إنسانية، تربى جيشه على القتل، تحقنه يومياً أيديولوجية صهيونية، فاشية هي الأخرى بكل ما في الكلمة من معنى، تستمد مفاهيمها من التلمود، الذي لا يرى في العالم، سوى عبيداً لليهود.

ولعل هذا ما يفسر لنا الطبيعة الإجرامية للحرب الهمجية التي نعيشها في القطاع، وقد تعارف العالم على تسميتها باعتبارها حرب إبادة جماعية، تطال البشر والعمران والبنية التحتية، وتفسد البيئة، بحيث يتحول القطاع إلى رقعة غير صالحة تماماً للحياة الإنسانية، بل ولكل أنواع الحياة، النبات والحيوان.

في العودة إلى السؤال أعلاه، فإن «الميادين» تنتمي إلى شبكة الفضائيات العربية التي تتبنى نهج المقاومة بكل أشكالها ضد المشروع الصهيوني، ولكل المشاريع الإمبريالية، الأطلسية، المعادية، ليس لشعبنا الفلسطيني فحسب، ولا لشعوبنا العربية فقط، بل لكل الشعوب المغلوبة على أمرها، والمناضلة من أجل بناء دولتها الوطنية، متحررة من كل أشكال التبعية السياسية والاقتصادية والمالية، للولايات المتحدة وحلفائها الأطلسيين.

فضلاً عن ذلك إنطلقت «الميادين» وشعارها «تقديم الواقع كما هو»، أي بعيداً عن كل أشكال التحوير والتحريف، وكل أنواع الفبركات التي تمارسها فضائيات أخرى، أخذت على نفسها، أن تردد ما يرد في فضائيات العدو الإسرائيلي، أو تلك المهيمنة على الإعلام في واشنطن أو في لندن أو غيرها من عواصم الغرب الأطلسي.

وكوني واحداً من المتابعين الدائمين لفضائية «الميادين»، لاحظت في تغطيتها لأخبار المقاومة وفصائلها، أنها تتجاهل عدداً من الفصائل الفلسطينية في أخبارها، منها على سبيل المثال: الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وجناحها العسكري «قوات الشهيد عمر القاسم»، ولعل آخر مثالين على ذلك:

1- ما قدمته «الميادين» في «المسائية» منذ أيام في الملف الخاص بتقرير «هيومن رايتس ووتش»، وادعاءاتها حول ممارسات المقاومة، أشار مقدم البرنامج إلى «كتائب القسام» وغيرها، لكنه تجاهل «قوات الشهيد عمر القاسم»، علماً أن «هيومن رايتس ووتش» أوردت «قوات الشهيد عمر القاسم» في المرتبة الثالثة في تقريرها، كما أن المكتب الإعلامي لـ«قوات الشهيد عمر القاسم»، كما وصلني منهم، قدم مطالعة شديدة الأهمية، استعان بها عدد من المحللين في فضائيات أخرى. بتقديري؛ لم يكن لتغييب «قوات الشهيد عمر القاسم» في «مسائية الميادين»، أي مبرر إعلامي أو سياسي.

2- وفي سرد ردود فعل فصائل المقاومة على خطاب نتنياهو في الكونغرس الأميركي، ورد ذكر بيان السلطة الفلسطينية، وحركة فتح، وحماس، وغيرها في نشرة الساعة 11 من المساء نفسه في «الميادين»، وتم تجاهل بيان الجبهة الديمقراطية دون أي مبرر يقنع المتابع بذلك.

كما ذكرنا، فإن شعار «الميادين» هو «تقديم الواقع كما هو»، نؤكد أن الجبهة الديمقراطية هي فصيل فلسطيني، له دوره المتقدم والملموس باعتراف الجميع، إن على الصعيد السياسي، أو الفكري، أو الجماهيري، أو العسكري. وأعتقد أن تجاهل «الميادين» لهذا الفصيل، أمر لا يبرره لا إنتماء «الميادين» إلى محور المقاومة، وخندقها (والجبهة الديمقراطية أحد الأطراف الفاعلة في هذا الخندق)، كما لا يبرره منطق العمل الصحفي الواجب أن يقدم «الواقع كما هو».

آمل أن يشكل عتابي هذا، لزملائي في «الميادين»، رسالة أخوية، تنجح في تصويب الموقف من الجبهة الديمقراطية وجناحها العسكري، وباقي الفصائل

 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-