يوميات الحب والحرب 133:
حربٌ وجلاءٌ وفسادٌ ووكالةٌ ومتدينون جدد:
لكم الله يا أهل غزة..
أَجْلَتْني الحربُ من بيتي، فتنقلتُ في عدة مناطق من جنوب القطاع ووسطه..
وفي كلِّ موطنٍ، قال لي مندوب المقاومة التي جاءت بالحرب، بأن الأولوية في المساعدات والغاز "للمواطنين".
الغاز الذي يتحكم المتدينون الجدد في توزيعه، تسرقه المقاومة وتبيعه في السوق السوداء، الكيلو بمائة شيكل، ويقولون: هو من عند الله.
وكذلك كان السكر الكيلو بثمانين شيكلاً، والمسعّرُ هو "المقاومة".
ولم تعد الأشياء إلى سعرها الطبيعي، إلا على يد الاحتلال، بعد أن انتزع المعبر من يد "المقاومة الربّانيّة".
لم أستلم ولا كوبونة، من التي يوزعها مندوب "المقاومة" في أي منطقة، وكلما راجعته قال بوقاحة المتدينين الجدد: إن الأولوية "للمواطنين".
ها نحن وقد صرنا بفضل "المقاومة" غير مواطنين.
فهل هكذا سيكون شكل فلسطين حين "تحررها المقاومة"؟
أما الوكالة فصارت أشدَّ فساداً ونهباً، ولا توزع إلا ما لا قيمة له، وفي غيرِ وقت الحاجة.
الوكالة والمقاومة، كلاهما في كل موقع، يزعم أنه خيرٌ من غيره.
وفي كل موقع كلاهما ينهب، ويشارك الآخر في النهب، ويتقاسمه.
أنا مع إنهاء أعمال هذه المنظمة الفاسدة، التي تسمى الوكالة. فهي لا توزع المساعدات.
ولقد رأينا المساعدات في السوق بعد أن نهب الناهبون مخازنها.
حين يفسد جهازٌ دولي، أو تنظيمٌ يقول إنه وطنيٌّ، فمن عدم الوطنية دعمُهُ باسم الوطنية، لأنه يعتمد في فساده، على قبولنا الصامت بفساده.
الفساد خيانةٌ وطنيةٌ، خاصةً في زمن الحرب.
والوكالة فاسدةٌ حتى النخاع. ويبدو أن قد أصبح فسادُها مصلحةً دولية، لإتمام مؤامرة إخضاع الشعب الفلسطيني.
وأشدُّ موظفي الوكالة فساداً، هؤلاء الناعمون، الذين يحرصون على الظهور بمظهر الأُمناء.
وإنّهم لأخبثُ من الشيطان الرجيم شخصياً.
ووالله إني لأخشى أن يكون هذا جزءاً من مقدمات عذابٍ، يحلُّ بشعبٍ كلما أصابته النوائبُ اشتد إعلانه للكفر.. دون نكير.