تأملا في الحب والحرب131:
إلى صديقي أحمد يوسف، إذ يقول إنّه لا يستطيع الصمت، بعد أنْ تعوّد على التحليل السياسي:
يا صديقي، لا أعلم من طلب منك الصمت..
ربما كان تنظيمك..
ربما كان المعلقون على نشراتك.
ولكنك ترجو أن لا تعلم..
أو ترانا لا نعلم..
يا صديقي، أنت تنتمي إلى حزبٍ جرّ الخرابَ على القضية الفلسطينية.
وعندما تُحلّل تحرص على أنْ لا تُغضب حزبَك، الذي لا يريدك.
يا صديقي، أنت موهومٌ بأنك لا تغادر حزباً شاركتَ في بنائه..
كأنك تجهل أنّ كلّ من شاركوا في بناء تنظيم الإخوان المسلمين، غادروه، ولعنوه، وتبرأوا منه.
يا صديقي، لم يتبق من أعضاء مكتب الإرشاد، ولا كُتّاب النشراتِ الإخوانية المؤسسين، أحدٌ غير حسن البنا.
وها أنت ذا يا صديقي، واقفٌ على الحرف بين حدّين، كلاهما باطل:
فمن جهة تريد أن تكون حمساويا معتدلا، ومن جهة مقابلة تريد أن تحافظ على علاقة مع هذا الحزب.
وإنّ الجنّة والنارَ لا يتصالحان.
وليس فلسطينيا من يقبل الآن بتنظيمٍ، انتقلَ من مرحلةِ العداء لمنظمة التحرير، إلى مرحلةِ العداءِ لكلِّ ما هو فلسطيني.
يا صديقي، إنَّ تنظيمك يفضّل تقبيلَ يدِ المرشد الإيراني، على الاتفاق مع رئيسِ الشعب الفلسطيني.
يا صديقي، إنّ تنظيمك الذي تحرص على عدم إغضابه، ليس عدوّاً لمحمود عباس فحسب، بل هو عدوٌّ لياسر عرفات، رئيس روحنا، وصانع كينونتنا.
يا صديقي إن فلسطينيةَ تنظيمك لم تعد موجودة.
يا صديقي، أنت لستَ أعقلَ من محمد الغزالي، ولا الشعراوي، ولا فتحي يكن، ولا ياسر عرفات، ولا أبو يوسف النجار، ولا محمد حسن الباقوري، ولا البهيِّ الخولي، ولا سيد سابق، ولا حسن الترابي، ولا سعيد حوَّى، ولا كل المغادرين الذين كتبوا وأسسوأ، ثم اكتشفوا الخديعة فغادروا.
يا صديقي، إنَّ للتحوُّلاتِ الفكرية رجالاً، لا أعلم إن كنت منهم.
يا صديقي، هل سمعت بالمثل الرائع:
الرجال إنْ قالتْ غيّرتْ.
يا صديقي لقد قيل دوما: إن الحمار - فقط - هو الذي لا يغير رأيه..
يا صديقي، إن العلاقة مع التفكير خطيرة جداً.. فهل كنت خطيرا على أحد ذات يوم؟