يوميات الحب والحرب129:
يبدو أن الشعب الفلسطينيَّ نفسه، قطيعٌ لم تتطور بِنْيَتُه ليصير شعباً.
والحقيقة أنْ قد طالما بدا لي شعبي أمةً حديثة التكوّن، داعيها ومفجِّرُ كينونتها الأولى ياسر عرفات، رضي الله عنه.
لم يَكَدْ يُتِمّ بناء الطوف الأول من الوطنية الفلسطينية، حتى استشهد.
لقد تعرض شعبي لِوَأْدِ مسيرته قبل اكتمالها.
لو كانت قبيلتي شعباً لثارت.
لو كانت قبيلتي الصغيرة أُمّةً، لما سمحتْ لكل وغدٍ بأن يصيرَ رئيسَ حزبٍ، فيقودها، ليسرق ما تبقى من أجداث أطفالها، ويبيع سراويل نسائها.
لو كانت قبيلتي شعباً، لدفعت ربعَ هذا الثمن فتَحَرَّرت من الأوغاد.
لكن شعبي قبيلةً صغيرةً، من قبائلَ غيرِ أصيلةٍ، من الخشب المشلًّخ.
قبيلتي بدأت التحول لتصيرَ الشعب الفلسطيني، على يد ياسر عرفات.
قبيلتي الآن كومةٌ من البوص،الذي لا يصلح لصناعةِ الرماح.
ولو لم تكن قبيلتي بوصاً، لما سمحتْ للفئران بأن تقرض أساساتِ جدرانِ بيتها.
ستصرخ الفئران بأنها شعبٌ، ولكنّ صراخها لن يتعدى "ضراط الفيس بوك".
سيبصق التاريخ على قبيلتي، ويكتبها في المحاولات الفاشلة.
أنعى إليكم قبيلةً ينتهك زعماءُ الأحزاب أعراضَ نسائها، فصار كل ما ترجوه أن تنال الثمن.