📁 آخر الأخبار

ابراهيم ابراش.. حماس والمنظمة والخروج عن نهج التحرير


 ابراهيم ابراش

حماس والمنظمة والخروج عن نهج التحرير


أحاول قدر الإمكان تجنب التعقيب على تصريحات مستفزة لقادة حماس حتى لا أزيد من توتير الوضع الداخلي أكثر وللحفاظ على شعرة معاوية، ولكن تستفزني بعض التصريحات التي تنافي العقل والمنطق وتعبر عن انفصام عن الواقع و تعالٍ على الشعب أو كأن الشعب جموع من الجهلة.

وفي هذا السياق تأتي تصريحات السيد خالد مشعل التي تقول إن تدمير غزة ثمنا من أجل التحرير. ولا نعرف إن كان يقصد تحرير فلسطين أم تحرير غزة التي كانت بدون احتلال قبل ٧ اكتوبر وحررتها المقاومة كما تقول حماس عام ٢٠٠٥؟!

وكيف يتسق القول بأن تدمير غزة ثمنا وخطوة في معركة التحرير مع شروط حماس الأخيرة لإنجاز صفقة تشترط فيها حماس وقف الحرب؟ فعقليا ومنطقيا كيف يمكن التوفيق بين طلب وقف الحرب وبضمانات أمريكية ودولية من جهة والحديث عن التحرير!!وكيف ستكون حرب تحرير بدون حرب! إلا إذا كان مشعل يقصد تحرير قطاع غزة كما أسلفنا؟

وفي ظل ما يجري في الضفة كنتيجة ولو غير مباشرة لطوفان الأقصى، من تدمير مخيمات وتهجير المواطنين من القدس وتزايد الاستيطان واقتحامات المسجد الأقصى الخ، فهل هذا أيضا ثمنا للتحرير؟ .

لو تم التحرير بالفعل لكنا نتقبل كل هذا الثمن ولو كانت حماس حررت شبرا واحدا من فلسطين أو تملك استراتيجية وطنية للتحرير لسرنا وراءها ولكن كل ما يهم حماس تثبيت سلطتها في غزة، وهو ثمن بخس مقابل كل هذا التدمير واستشهاد حوالي ٣٨ ألف شهيد وآلاف المفقودين واضعافهم من الجرحى والمعتقلين. 

ومن جهة أخرى عندما أعلق على بعض تصريحات ومواقف حركة حماس أجد من يرد قائلاً ولماذا لا تنتقد المنظمة والسلطة وحركة فتح؟ ومع أنني كثيراً ما أنتقد المنظمة والسلطة ولا أدعي أن عندهم الخلاص والحل لكل مشاكلنا، إلا أن ما وصل له حال القضية والوضع في غزو بعد مصيبة طوفان الأقصى تجعل أخطاء المنظمة والسلطة أقل إثارة للجدل أمام مغامرات حماس.

فقط للتذكير، دخلت حماس الانتخابات في يناير ٢٠٠٦ في سياق انتخابات مجلس تشريعي لسلطة فلسطينية أوجدتها اتفاقية أوسلو أي كانت انتخابات لسلطة أوسلو، وكان شعار حماس الإصلاح والتغيير في السلطة، وإذ بها وبعد عام من فوزها بالانتخابات تقوم بانقلاب على سلطة أوسلو وتشكل سلطة في غزة في ظل الاحتلال أيضاً.

 ولذلك لا يلام البعض إن التجأوا مرة أخرى للمنظمة ما دامت الحالة الوطنية لم تنتج حالة سياسية جديدة بعد فشل كل حوارات المصالحة مع تأكيدي مرة أخرى أنني لا أرى الحل والخلاص عند المنظمة والسلطة في واقعهم الراهن، وأن كلا الطرفين -منظمة التحرير وحركة حماس- بعيدين عن نهج التحرير.

.