📁 آخر الأخبار

Fwd: الحضارة المصرية القديمة ما بين التوحيد والوثنية:


ارجو نشر المقال باسم سهيله عمر    

الحضارة المصرية القديمة  ما بين التوحيد والوثنية: 

=================================================================== 

 


الحضارة المصرية القديمة  ما بين التوحيد والوثنية: 

تفاوتت وجهات النظر بين المؤرخين ما بين من يقول ان عقيده الحضارة المصرية القديمة هي وثنيه وما بين من يرى انه المصريين القدامى عرفوا التوحيد لأله واحد. 

وانا سأعرض  في مقالي هذا كلا الرأيين. الراي الذي يرى ان المصريين القدامى عرفوا التوحيد: ثم سأعرض الراي الاخر. ثم سأضع رايي الشخصي وكيف يتم استغلال البرديات المصرية في أجندات مشبوهة. 

كان من بين من يروا ان القدماء المصريون عرفوا التوحيد هو الدكتور مصفى محمود والكثير من المؤرخين المصريين. واستندوا للمعطيات التالية بشكل عام:  

((  

1. التوحيد بدا على  ارض مصر منذ  ٢٢٥٠٠ سنه. بدأ منذ اوزوريس الذي كان اول ما جاء مصر بالتوحيد وكان اول من علم بالقلم ولبس المخيط واتى بمبادئ علوم الفلك والتنجيم وضبط الفصول والزراعة والتقويم الشمسي. وعلمهم انه هناك خالق واحد ومن يموت سيبعث بين يديه ليحاسب ثم سيصير الى خلود في نعيم او عذاب حسب اعماله.  

3. اختلف في نشاه سيدنا ادريس عليه الصلاة والسلام ومولده.  هناك من رأى انه ولد في فلسطين. ومنهم من قال انه ولد في بابل واخذ بعلم الأنبياء الأوائل ادم وشيت وانه ادرك من عمر ادم 1308 سنه.  وبعد وفاه سيدنا ادم عليه الصلاة والسلام  اتاه الله النبوة. فنهى المفسدون من بني ادم عن مخالفتهم عن شريعة الله وادم وشيت. والأغلبية منهم خالفته. فقرر ان يرحل من ارض بابل ومن الفساد بها. فمشى في ارض ربنا حتى هداه الله الى ضفاف مصر. فعلم الناس مكارم الاخلاق والتوحيد والهداية. سيدنا ادريس عليه السلام عاش 800 سنه قبل ان يرفع الله روحه للسماء ولم يقبض روحه. 

4. وكعاده الشعوب القديمة تحول اوزوريس بعد ذلك الى أسطورة والى اله ونسجت حول سيرته الملاحم والاغاني والأناشيد. وما قيل عن ادريس هو نفسه ما فيل عن اوزوريس. والاله هانوه وصف انه اله الماء والفيضان ومنفذ البشرية هو سيدنا نوح عليه السلام. واتوم هو  سيدنا ادم عليه السلام اول من نزل الارض في مبدا الخلق. واوزير قد يكون عزير الذي جاء ذكره في القرءان والتوراة واماته الله ١٠٠ عام ثم احياه فكان معجزه تحولت الى أسطورة ثم تحول الى اله. وللفراعنة حوابي ٢٨٠٠ اله. وهذا العدد ليس بالأصل الهه انما افعال وصفات للإله الواحد. 

5. كتاب الموتى هو مجموعة من الوثائق الدينية والنصوص الجنائزية التي كانت تستخدم في مصر القديمة، لتكون دليلاً للميت في رحلته للعالم الآخر، اُستخدمت من بداية العصر الحديث للدولة المصرية القديمة (حوالي 1550 قبل الميلاد) إلى حوالي 50 قبل الميلاد. مصطلح «الكتاب» هو المصطلح الأقرب لوصف هذه المجموعة الواسعة من النصوص التي تتكون من عدد من التعاويذ السحرية تهدف إلى مساعدة رحلة شخص ميت إلى الآخرة. تم تأليف هذه التعاويذ من قبل العديد من الكهنة خلال فترة حوالي 1000 سنة.  

6. كتاب الموتى يعتبر أقدم كتاب انتهى الينا علمه، دون في عصر بناء الهرم الأكبر، ولا تزال نسخة منه محفوظة في المتحف البريطاني. فيه دعوات للآلهة وأناشيد وصلوات، ثم وصف لما تلاقيه أرواح الموتى في العالم الآخر من الحساب وما يلحقها من عقاب وثواب. فقد شيدوا المعابد الضخمة إلى جانب المقابر التي لا تقل روعة وفخامة، حيث اعتقدوا بالبعث وبعودة الروح.. كما حرصوا على وضع كل الاشياء الخاصة بالمتوفى من طعام وحلي وكل ما كان يحبه في حياته معه في مقبرته حيث يمكن لروح الميت أن تأكل وتشرب منها عند عودتها إلى الجسم، وقبل سعيها إلى الحياة الأخرى.  هذه التعاويذ والتمائم السحرية - فيما كان يسمى نصوص الأهرام في عصر الدولة القديمة - كانت تنقش على جدران المقابر العادية والاهرامات أو على التابوت الحجري أو الخشبي توضع إلى جانب المومياء لتكون دليلا للميت في رحلته للعالم الآخر. حيث كانت هذه التعاويذ بمثابة تعليمات إرشادية تمكن المتوفى من تخطي العقبات والمخاطر التي ستصادفه في أثناء رحلته إلى الحياة الأخرى، وتدله أيضا على الوسائل التي يستخدمها ليتمم هذه الرحلة بنجاح من دون أن يتعرض لأي سوء. في نفس الوقت تذكره بأسماء الآلهة التي سوف يصادفهم في طريقه هذا، إذ أن نسيان اسم أحد الآلهة لا يكون في صالحه، وخصوصا وأنه من ضمن تلقيه حسابه في الآخرة سوف يقف أمام محكمة مكونة من 40 إلاها .  

7. في عصر الدولة الوسطى والدولة الحديثة، بدأ كتابة نصوص كتاب الموتى على ورق البردي ووضع هذا الكتاب بجوار المومياء داخل التابوت. وكان كل مصري قديم ذو شأن حريصا على تكليف الكهنة بتجهيز كتاب للموتى له، يذكر فيه اسمه واسم أبوه واسم أمه وعمله في الدنيا. وذلك استعدادا ليوم وفاته وتجهيز طقوس نقله إلى مقبرته.  

8. قيل عن نصوص كتاب الموتى انها انه إرشادات وتعاويذ للمتوفي ليتخطى العقبات في طريق رحلته للحياة الأخرى  وانه يجب ان يكون حافظ أسماء كل الالهه ليكمل طريقه للحياة الاخرى. وانه يجب ان يمثل امام محكمه مكونه من 40 اله ينظرون في امره. وانه القدماء المصريون لديهم 2800 اله وانه كان هناك تعدديه كبيره. ولكن هناك من يرى ان هذا ليس صحيح لان به أناشيد توحيد تدلل على ان مصر على توحيد منذ الحضارة المصرية القديمة. امنوا بالإله الواحد والحساب والثواب والعقاب. وهذه بعض الادله على ذلك من خلال كتاب الموتى والبرديات مصريه: 

9. مثل هذا التراث الديني منذ اكثر من ٢٢٠٠٠ سنه لا يمكن ان يأتي من فراغ. ومثل هذه النبرة من التوحيد لا يمكن لن تنزل الا من مشكاه انبياء نزلوا مصر وساحوا بها وانبياء لم يأتي ذكرهم بالكتب السماوية.  

           على سبيل المثال، هذا دعاء  يدلل على التوحيد بكتاب الموتى: "أنت الأول وليس قبلك شئ، وأنت الأخر وليس بعدك شيء" 

           ويقول الإله الواحد في كتاب الموتى: "خلقت كل شئ وحدي ولم يكن بجواري أحد". 

           من الأجزاء الأساسية في كتاب الموتى دعاء يدافع به الميت عن نفسه (ويسمى الاعتراف بالنفي): ا"لسلام عليك أيها الإله الأعظم إله الحق. لقد جئتك يا إلهي خاضعا لأشهد جلالك، جئتك يا إلهي متحلاي بالحق، متخليا عن الباطل، فلم أظلم أحدا ولم أسلك سبيل الضالين، لم أحنث في يمين ولم تضلني الشهوة فتمتد عيني لزوجة أحد من رحمي ولم تمتد يدي لمال غيري، لم أكن كذبا ولم أكن لك عصيا، ولم أسع في الإيقاع بعبد عند سيده. إني (يا إلهي) لم أجع ولم أبك أحدا، وما قتلت وما غدرت، بل وماكنت محرضا على قتل، إني لم أسرق من المعابد خبزها ولم أرتكب الفحشاء ولم أدنس شيئا مقدسا، ولم أغتصب مالا حراما ولم أنتهك حرمة الأموات، إني لم أبع قمحا بثمن فاحش ولم أغش الكيل. أنا طاهر، أنا طاهر، أنا طاهر. وما دمت بريئا من الأثم، فاجعلني ياإلهي من الفائزين.لم احرم الماشية من عشبها، لم اصنع الفخاخ لعصافير الاله، لم اصطاد السمك من بحيراتهم، لم امنع المياه في موسمها، لم اقم سدا أو عائقا امام الماء الجاري، لم اطفي نار متأججة (مشتعلة)" 

           وفي متون البرديات القديمة يصفون بدا الخلق هكذا: "في البدا كان الظلام والعماء والسكون ولا شيء سوى المحيط . وفي باطن هذا المحيط المظلم خلق الله نفسه بنفسه وخرج ليفيض النور والحياه على الوجود وكان اول ما خلق ملائكة التكوين الثمانية. خلقهم من انفاسه ليكونوا حمله عرشه فوق الماء. والعرش كان التاسع لهؤلاء الثمانية المقدسين". ولاحظ هذا يتشابه مع قوله تعالى:"وكان عرشه على الماء". وقوله تعالى: "ويحمل عرش ربك ثمانية". ورقم 9 هو رقم مقدس عند الفراعنة. وكذلك الرقم 7 لان الله خلق الكون في سته أيام وفي اليوم السابع استوى على الغرش.  

           ويصف كتاب الموتى نعيم الجنة: "انه تجري بها اربعه انهار. نهر من الماء الزلال ينبع من عين الخلود ونهر من اللبن المقدس يتساقط من ثدي نوت ونهر من خمر ذهبي يسيل من اشعه الشمس ونهر من عسل مصف  ينحدر من حدائق الجنه.  وسماء الجنة صافيه تعكس الوان الطيف واشجارها دانيه القطوف وحصاها من الحجار الكريمة".  وهذا يتوافق مع ما ورد في القرءان الكريم حول وصف نعيم الجنة. 

           وفي هذه البرديات: "ان الانسان الذي خلقه الله على  صورته له هو الاخر تاسوع. فالروح يكون لها استواء عرشي في الشهر السابع. حملها عناصر الحياه الثمانية في الانسان وهي القلب والقرين والعقل والظل والطاقة والجسم الاثيري والجسم المادي والاسم". وهذا يصف العناصر الأساسية للإنسان ويتوافق مع قوله تعالى ان لكل انسان قرين. 

           في محكمة الموتى، يمثل الميت أمام محكمة مكونة من 42 قاضيا للاعتراف بما كان يفعله في حياته، في مقدمتهم رع-حوراختي. ونري أوزيريس جالسا على العرش وخلفه تقف أختاه إيزيس ونيفتيس وأمامه الأبناء الأربعة لحورس واقفون على زهرة البردي وقد قاموا بالمحافظة على جثة الميت في القبر. يأتي حورس بالميت لابسا ثوبا جميلا ليمثل أمام أوزيريس ويدخل بعد ذلك الجنة. ونرى أنوبيس يصاحب الميت لإجراء عملية وزن قلبه. فإذا كان قلب الميت أخف من الريشة سمح له الحياة في الآخرة. وإذا كان قلب الميت أثقل من «ريشة الحقيقة  (ماعت) فمعنى ذلك أن الميت كان جبارا عصيا وكاذبا في حياته في الدنيا يفعل المنكرات، عندئذ يلقى بقلبه ويلتهمه الوحش الخرافي عمعموت المنتظر بجانب الميزان، وتكون هذه هي نهايته الأبدية. بينما يقوم تحوت (إله الكتابة) بتسجيل نتيجة الميزان بالقلم في سجله.  

           وفي مشهد تجد «أني» وزوجته يواجهان سبعة أبواب لبيت أوزيريس. ثم يدخلان بيت أوزيريس من حقل الأشجار ويقابلون 10 من 21 من الأسرار السماوية وتقوم بحراستها كائنات شرسة كل واحد منها في صومعته. 

           ومن اجمل ما قيل في البرديات ان الأخرة هي الميزان الذي تعتدل به الدنيا. فلا يمكن ان يكون الموت نهايه كل شيء. فلا بد ان يكون حساب وبعث ليكون لكل شيء معنى وللدنيا غايه وللميزان اعتدال.   

10. اوليس التحريف والتبديل افه الكهنة وهم الذين حولوا هذا الركب من الرسل الى الهه ونسجوا حولها الاساطير وحولوا الأسماء والصفات الإلهية الى ارباب بلا عدد ليكون لكل رب قرابين وضرائب تجبى من البسطاء. ثم جاء الفراعنه الذين سخروا الدين لأغراضهم السياسية واستخدموه سلاحا للسلطة المطلقة. 

12. ومن هذا الصرع جاء هذا التاريخ المختلط زاخر بكم هائل من الشرك والتعددية. وهذه المعارك التي خاضها الملوك الشرفاء مثل جينا وامنحتب واخناتون الذين حاولوا انتشال العقيدة من الشرك والعودة بالعقيدة للتوحيد. لكن بعد كل انتفاضة يعود الكهنة فينتصرون بمؤامراتهم ولا يجد الموحدون مخرجا الا الهرب والهجرة والفرار بأنفسهم .وهذا ما تحكيه البرديات عن السابي الذين فروا للجزيرة العربية بعد قتل اخناتون هربا من الاضطهاد. والسابي هم الذي جاء ذكرهم بالقران باسم الصابئة فجعلهم الله من الناجين يوم القيامة. وكذلك قبيله عبد مناف من منف ومثلهم قبائل جرهم الذين لجات اليهم ام اسماعيل. لقد كانت مصر دائما ارض التوحيد لهذا اطلق عليها الفراعنة جيبتا اي egypt اي ارض الاله.  

13. ومن اكثر من ٢٢٠٠٠ قامت اول جامعه وأكاديمية علميه عي جامعه اون. في هذه الجامعة درس افلاطون وارسطو وسواون وفي بردياتها المفقودة اسرار علوم الاطلنطس واسرار علوم الهرم.  

14. وكيف استطاع الرجال في هذا الزمان رفع الحجر الجرانيت بوزن ٧٥ طن ليكون سقف غرفه الملكة بالهرم وبدون اوناش او تكنلوجيا. فقط بالتلاوات وتركيز الهمه واستخدام القوه المغنطيسية الذاتية لإلغاء الجاذبية الأرضية.  

15. وفيها البرديات التي اندثرت عن اسرار الحروف والارقام وفيها فنون الطلاسم والسحر والكثير مما اخذه اليهود في كتابهم الكبالا.  

16. وجاء في تاريخ مصر مرحله الاقطاع وتجد الثورة الشيوعية الأولى  التي أدت الى نهاية الأسرة السادسة في عام 2280 قبل الميلاد   وطاردت علماء الدين والمثقفين في منف وادت الى الانهيار الحضاري الأول وهجره الالاف من العلماء من المثقفين الى الجزيرة العربية وبابل وفلسطين . والذين استوطنوا منهم الجزيرة العربية عرفوا بقبيله عبد مناف نسبه الى منف وقد اطلقوا على مكة ببكة  وتعني بالهيروغليفية ارض الامان.   

17. اذن مصر كانت ارض التوحيد وان التوحيد كان قديم قبل اخناتون. وان التعددية الوثنية كانت حرفه الساسة والكهنة.  والمسلات التي انتشرت على ضفاف النهر وارجاء مصر تشهد على ذلك الواحد في السماء الذي تعلقت به القلوب انها مآذن التوحيد. 

)) 

اما الراي الاخر الذي يقول ان المصريين القدامى كانوا وثنيين فاحد الآراء من حامد الحنبلي بإيجاز: 

((الفراعنة كلهم تقريبا على الشرك إلا من رحم الله تعالى حسب التاريخ المدون عنهم. وهم كانوا يؤمنوا بالبعث واليوم الآخر حسب تصورهم. في أحد معابدهم في صعيد مصر قد رسموا القلوب وهي توزن على الميزان في اليوم الآخر. أما عن إخناتون فالمنقول أنه كان يعبد الشمس وسماها آتون.  وهناك ممن نقلوا اسلامه تضليلا مثل  نجيب محفوظ فقال: "الملك النبي إخناتون". أما فرعون موسى فالأكثرون على أنه رمسيس الثاني. أما عن اسلام الفراعنة وتوحيدهم فقد كتب أناس في ذلك منهم سيد كُريم وأظنه ذهب لإسلام فرعون نفسه فلا تعجب. ومن القصص الواردة في القرآن والسنة رجح أناس ان الفراعنة حكموا في عصر نبي الله ابراهيم وموسى لذا كان يوصف الحاكم بأنه فرعون. أما عصر نبي الله يوسف فقد كان أيام الهكسوس وهم غزاة من آسيا لذا كان يوصف الحاكم بأنه الملك. وعلى أية حال التاريخ المنقول عنهم هو منقول عن تلك المعابد الوثنية التي تعج بآلهتهم فهو غير محايد في نقله فلا يعتبر به كثيرا وغالب من دافع عنهم إنما هي تخرصات لا تغني شيئاً متأثرة في الغالب بتلك النعرة الفرعونية التي بتوها في كل شيء حتى ننسى هويتنا الإسلامية.  ومن المضحك المبكي ادعاء المعظمين للفراعنة أن الفرعون أخناتون أول من دعا إلى التوحيد حيث وحّد الآلهة في إله واحد هو الشمس، وكأن هذا هو التوحيد الذي يفخر به المسلمون! و يلزمهم على ذلك أن يكون آدم و نوح و من سبق هذا الفرعون من الرسل عليهم السلام لم يدعوا إلى التوحيد، وهؤلاء المروجون لهذا لديهم تعصب جاهلي لمصر حتى إنهم ينسبون كل فضيلة في العالم إلى مصر، و لذا تندر بهم وبتعصبهم أخونا الشيخ سيد حسين العفاني في قوله: "و أخناتون للتوحيد داعٍ قديما قبل كل المرسلين حتى كعبتنا الحبيبة لو أرادوا لقالوا إنها كانت بسينا":كون الحضارة الفرعونية كانت حضارة وثنية، فهذا أمر لا شك فيه، يشهد بذلك كتاب ربنا، كما تشهد بذلك معابدهم وأصنامهم الباقية إلى يومنا هذا. وأما كونها وثنية محضة أو غير محضة فأنا لا أعرف الفرق بينهما، فالوثنية وثنية حتى لو كانت مصحوبة ببعض المعتقدات الصحيحة كالإيمان بوجود الله وهم يشركون في عبادته غيره أو الإيمان باليوم الآخر وهم يكذبون الرسل، كل ذلك لا ينفعهم عند الله ولا يرفع عنهم وصف الوثنية. وأما مسألة الإشادة ببراعتهم في البناء أو غيره من أمور الدنيا التي برعوا فيها فجائز لا بأس به)) 

:  

وضعت كلا الرأيين للحيادية.  

واذا سألتموني رايي . فالحقيقة انه ورغم وجود بعض الاختلافات بين معتقداتنا في الحاضر عن الحياة الآخرة فتوجد بين معتقداتنا ومعتقدات المصري القديم تماثل لا ننكره وهناك أيضا تماثل في بعض الاذكار وانا لا استغرب ان المصريين القدامى عرفوا فعلا التوحيد لله تعالى. لأنه سبحانه وتعالى قال في كتابه: ( وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولا ).  فحتما كان هناك انبياء ورسل يدعون للتوحيد لله ويهدون الناس لطريق الحق بكل العصور. او على الأقل توجد كتب وصحف تركوها من ورائهم تهدي الناس للحق المبين وتوارثتها الاجيال. لكن لا ننسى أيضا ان المصريين القدامى تركوا في اثارهم  اصنام وتماثيل مما يدلل على عدم استواء و عدم صفاء العقيدة لمن عبدوا هذه الاصنام.  وعلى هذا الراي فالأرجح ان المصريين كانوا على ديانة التوحيد  وادخل الكهنة والساسة في الدين التحريف والتعددية الوثنية كما يرى د محمود مصطفى.   

ولا يسعنا الا ان  نقول كما قال سيدنا موسى عندما ساله فرعون عن القرون الأولى. فاجابه سيدنا موسى انه علمهم عند الله.  أي ان حتى سيدنا موسى نفسه لم يكن على علم بديانة المصريين في القرون الأولى ورد ذلك لعلم الله تعالى. 

كما قال تعالى: " قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى * قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى". 

وارى ان المشكلة الحقيقية هنا ليس في اذا كان المصريون القدامى وثنيون او موحدون، وان كان اخناتون نبيا ام لا. فكلنا ميتون وسنحاسب على اعمالنا. لكن المشكلة انه سيتم استغلال البرديات المصرية في تحريف الديانات السماوية الراسخة ولدرجه انه ممكن يرد اليها كل ما يراد تحريفه. واليكم عينه مما رايته في فيديوهات شخصيات اتجهت لهذا بشكل واضح . وأمثال هؤلاء اليوتيوبر كريم العدوي. لتروا كيف سيتم استغلال البرديات المصرية لتحريف الديانات السماوية والنيل من هيبه رسلنا وانبياءنا: 

           ادعى البعض ان شيئا مما وثق عن مزامير داوود مأخوذ مع أناشيد اخناتون 

           ثم اعلن كريم العدوي عن اكتشافه الخطير ان الملك اخناتون هو سيدنا موسى نفسه ؟؟ بينما لا يوجد ادنى علاقه بين تاريخ سيدنا موسى والملك اخناتون خاصه ان سيدنا موسى ولدته امراه من نسل سيدنا يعقوب في الفترة التي كان يقتل بها أبناء بني إسرائيل أي لا علاقه له بالملك والعرش.  

           وادعى كريم العدوي  ان قوم عاد كانوا بمصر وان حضارة كانت أطلنطس كانت بمصر. ثم عاد وقال ان عاد الثانية هي من كانت بمصر. ولا اعرف من اين اتى بعاد الثانية ؟؟ 

           وهولوا من عظمه أبو الهول وادعوا ان تحته مكتبه عامره بالبرديات، وان تحته بوابات نحميه بإمكانها ان تنقل الشخص من عالم لعالم متخطيه حدود الزمان والمكان والمادة. فان كان تحت أبو الهول كل هذه العجائب، فاين هي في الواقع؟؟؟  

           وصل ادعاء كريم العدوي ان يقول انهم وجدوا في مقبره توت عنخ امون برديات بإمكانها ان تكذب رواية خروج موسى مع بني إسرائيل من مصر.   وكأن هذا الخروج لم يذكر بالقران الكريم ؟؟؟ 

           ويعد كريم العدوي حديثا بعمل فيديو يفجر به اكتشافه الخطير ان هيكل سليمان كان بمصر. ولا تستغربوا ان يفاجئكم كريم العدوي بحلقه ناريه يدعي فيها ان الارض المباركة هي الاهرام وان الكعبة المشرفة كانت بالأصل بالأهرامات ثم نفلت مها. 

هذه فقط عينه كيف سيتم استغلال البرديات المصرية لتحريف الديانات السماوية. أي سيقال كل ما جاء بالديانات السماوية هو من برديات مصريه ومن ثم يتم تغيير هويه رسلنا وانبياءنا واماكننا المقدسة. ولمصلحه من كل هذا ؟؟؟ لا اعرف ؟؟ 

Sohilaps69@outlook.com