الْروَحَ تَزورَ الروَحْ
تَلهُو بِنا الحياةُ، وتَسَرح، ونحنُ أحيانًا نَنَصَح، وتَارةً نَمرح، ونفرح، ونَمَزحَ، ونَسَرح، ونشَرح، وننشّرِح ونَشَقَحَ، أو نَنَكَشِّحَ؛ والأيامُ قد تطرح، وقد تسطح فَتَّجِّدْ من يصيِح، ويَصرُخُ، ويُصَرِح، ويفضحَ!. ومن الواضِح، واِتَضِّحْ بشكلٍ واضِح صحيح وصريِح في بعضِ اللوائح بأن كُلُ إِناءٍ بِما فيهِ ينضَحْ!. نحن في زمانٍ قد يصير المليِّحُ، قبيِح!؛ والقبيُحُ مَلْيِّحَ، والفَالِحُ، والفلاحُ مَطَّروحْ، ومسطُوحَ ومبطوح، وقد ترى الشعبُ يصيح، وينُوحَ، ويَتَطُوح، فطاحَ كَالمنَطُوح المُنبَّطِحَ المَبَطُوحَ!؛ وهكذا تروحُ ليالي الأفراحُ المِلاحَ، فكما تنتهي الأتراح، ولا تبقى قرُوح ولا جروح، وكٌل يمضى إلى غايتهِ وتروحُ السنين كالبرق مُسرعةً كهبوب الرياح، كأنها ما بين عَشيةٍ أو ضحاها، أو انبلاجِ ضياء الصباح!. ومن الناس الصدُوق، الَصَبُوحَ الفواح الذي يَفوحُ بِّعَبَقِ البوَحِ الفَواحِ المُريِح للأرواح فَّيُصَبِحْ في كل فجر صَباحِ لَواحٍ، دحِداحِ يلوُح بكل ما في الفؤادِ، والروح من دوحٍ صَداحَ، مداح فيه البراحُ. ومنا من ينُوحُ على فراق الأحبابِ، بِّبِوحٍ حزينٌ على فراق أرواحٍ كانت تُصِّبِحُ عليهِ في كل صباح فكان نورها مثل ضياء نور المصباحِ وكانبلاج فَجِّر الصباح؛ فلن، ولم ننسى تلك الأرواح التي فارقت ديار دُنيا الأتراح، إلى ديارٍ فيها جنةِ الأفراح؛ وقد ظلَتَ تلك الأرواح تُحَلَقَ معنا في كل مساءٍ وصَبَاح، كالمِصبَاحَ؛ وكم تهفو الروح لزيارة تلك الأرواح الملاح التي كانت عنوانًا لِلصلاحِ، والفلاح والنجاح، عِطرُها فواح؛ فما أجمل تزاور الأرواح في الرؤيا بِالمنام فتفرح حينما تتلاقي مع الراحلين في عالم الأرواح فتسعد معهم الروح، وتبتهِج، وتستريح، لِمن أرواحهم في جناتِ الخُلد تَسرح، وتَمرح.. يا أيها الناس زورا المقابر، ولا تنسوا من مات!؛ فحين تزورهُ يفرح، ويَنَشَرِح!؛ أليس من البِر، والوفاء زيارة من سبَقَكُمْ وراح من تِلك الأرواح لجناتِ الأفراح؛ فَزورُوهُم مرةً في كُل أسبُوع، وخَاصَةً يوم الجمعة ففيِهِ البرَاحَ والراحةُ، والاِرتياح؛ فمن مات أَبَواهَ فليذهب دومًا للمقبرة لزيارتهم، والدعاء المتواصل لهم، والصَدقة عنهُم... فالأنُفس، والأرواح الباقية في دارِ الدُنيا، كالسائِح السَواحَ تبقى مُتَعَلِّقَةَ مُتَألِقَة بالأرواح التي رحَلتَ للدارِ الأخرة فالأرواح جُنود مُجندة؛ فلا تُحَّزِّنُوَا مُوتَاكُمْ بِعدم زيارتهم، ففي زيارة المقابر أَجِّر، وعِظَّة، وعِبرة، ودمَعةُ شَوقٍ. وارتياح، وبراحَ، ورقة قلبٍ، وسَمَاحَ؛ فكُلنا للقَبْرِ عَابِر، فمن الوفاء، والبِّرْ أن تَروحَ الْروَحَ لِتَزورَ الَروَحْ، والأَرَواحَ.
الباحث، والكاتب، والمحاضر الجامعي، المفكر العربي والمحلل السياسي
الأديب الأستاذ الدكتور/ جمال عبد الناصر محمد عبد الله أبو نحل
عضو نقابة اتحاد كُتاب وأدباء مصر رئيس المركز القومي لعلماء فلسـطين
عضو الاتحاد الدولي للصحافة الإلكترونية/ dr.jamalnahel@gmail.com
رئيس المؤسسة الفلسطينية الدولية للتنمية، والتدريب، والاستشارات
--
دكتور/ جمال عبد الناصر محمد عبد الله أبو نحل
0568919333-059771126-0598919333
-------------------------------------------------------------
فيس بوك :https://www.facebook.com/jamal0017
فيس بوك احتياطي : https://www.facebook.com/jamal.nahel.3
مدونة فيس : https://www.facebook.com/DR.JAMA12345/
------------------------------------------------------------
تويتر : @DrNahel سكاي بي : dr.jamalnahe