حرب الايقونات المقدسة......صراع مسيحي بتأثير اسلامي
حرب الايقونات المقدسة هي حرب ونزاع حدث في الامبراطورية البيزنطية فقط، و امتد اثره الى الغرب ايضا، واستمر لمدة قرنين في القرن الثامن و التاسع الميلادي. ولا علاقة لكنيسة الاسكندرية و كنيسة انطاكيا بذلك الصراع كونهمه ابتعدتا منذ القرن الخامس عن الغرب و الكنيسة البيزنطية. فالايقونة هي رسم او نحت صنع لهدف العبادة وللارتقاء للمصلي او الناظر لها من الامور الارضية الى الروحية.
يرجح المؤرخون ان يكون تاثر جماعة من داخل الكنيسة البيزنطية بأفكار الدين الاسلامي ومعتقداته عن الله والأصنام شرارة بدء الحرب، فقد أمر الخليفة يزيد بن عبد الملك سنة 732م بأن تحطم جميع الصور والأيقونات والآثار في الكنائس. فوفقا لارنولد جاي توينبي فقد شجعت الانتصارات العسكرية الاسلامية المهيبة خلال القرنين السابع و الثامن المسحيين الرافضين للايقونات الشعائرية او التعبدية على تدميرها كاقتباس لموقف الاسلام الرافض لها.
خلق تحطيم الأيقونات انقسامات سياسية واقتصادية في المجتمع البيزنطي، فدعمت الشعوب الشرقية من الإمبراطورية تحطيم الايقونات، وهي الأفقر وغير الإغريقية والتي تحمّلت مهمة التصدي لغارات العرب بشكل دائم. في المقابل، عارض الإغريق الأغنياء في القسطنطينية بالإضافة إلى شعوب البلقان والمقاطعات الإيطالية بشدة تحطيم الأيقونات.
فترة حرب الأيقونات تنقسم إلى مرحلتين خلال القرنين الثامن والتاسع:
1- المرحلة الاولى: بدأت في العام 726م وإمتدت إلى العام 787م، وذلك عندما هاجم الإمبراطور ليون الثالث الأيقونات ومنعها وأحرقها واتلفها، كما قتل كلّ من خالف قراراته من المسيحيين. إنتهت المرحلة الاولى في ظل حكم الإمبراطورة إيريني. كما إنعقد على أثر هذه الاحداث المجمع المسكوني السابع عام 787م في نيقية والذي أقرّ تكريم الأيقونات لإرتباطها بسر التجسّد.
2- المرحلة الثانية: إمتدّت هذه المرحلة من العام 813م لغاية العام 842م. بعد موت الإمبراطور ثيوفيل المحارب للأيقونات قامت الإمبراطورة ثيودورة بوقف الحرب.
تم ازهاق عشرات الالوف من النفوس كنتيجة للحرب و كان الرهبان الاكثر تضررا لكثرة قتلاهم و لتخريب اديرتهم ونهب ممتلكاتها، وتكريس الانقسام بين الكنيستين الكاثوليكية و الارثودكسية، و التجاء البابا لقوة الجرمان (الفرنجة) - شارلمان كأول امبراطور جرماني للامبراطورية الرومانية منذ سقوط قسمها الغربي بيد القبائل الجرمانيه قبل ذلك بحوالي ال ٤٠٠ عام - في الحماية بدلا من الامبراطور الشرقي كتكريس للانقسام و بنقل سلطة الامبراطورية من الشرق الى الغرب.