“شارل مارتل” و ابنه “بيبان” و حفيده “شارلمان”...العائلة التي انقذت أوروبا و المسيحية
شارل مارتل و معركة بلاط الشهداء
شارل مارتل هزم المسلمين في معركة بلاط الشهداء او بواتييه و اوقف تقدمهم في بلاد الغال (فرنسا) سنة 732م و قتل قائد الجيش الاسلامي عبد الرحمن الغافقي و سنكتفي هنا بذكر أقوال بعض المؤرخين الغربيين لتبيان اهمية هذه المعركة تاريخيا
يقول المؤرخ إدوارد جيبون في كتابه"اضمحلال الإمبراطورية الرومانية": "وإن حصل ما قد ذكرت كنا اليوم سنرى الأساطيل الإسلامية تبحر في مصب التايمز بدون معارك بحرية ولكان القرآن يدرس اليوم في أوكسفورد ولكان علماء الجامعة اليوم يشرحون للطلاب باستفاضة عن الوحي النازل على محمد"
يقول أيضًا المؤرخ البلجيكي غودفروا كورث قائلاً: "يجب أن تظل هذه المعركة واحدة من أهم الأحداث الكبرى في تاريخ العالم، لأنها حددت ما إذا كانت الحضارة المسيحية ستستمر أم سيسود الإسلام جميع أنحاء أوروبا".
كما قال المؤرخ الألماني هانس ديلبروك عن هذه المعركة: "لم يكن هناك معركة أكثر أهمية منها في تاريخ العالم".
الملك بيبان و انقاذ البابا من اللومبارديين
أتى الخطر الذي هدد البابا من اللومبارديين الذين شكلوا الموجة الثانية من الغزو الجرماني في القرن الثامن لاوروربا، كانوا ينوون السيطرة على ايطاليا و كل الاراضي حولها مما شكل تهديدا كبيرا على البابا فاستغاث بالامبراطور البيزنطي و الذي كان منشغلا في صد غزوات المسلمين، فأجاب الملك بيبان نداء البابا و أخضع اللومبارديين و ترك البابا في مأمن.
شارلمان...مؤسس أوروبا و ناشر المسيحية
اعتبر شارلمان واحدا من أبرز أسماء التاريخ الأوروبي، فهو “والد أوروبا الحالية”، بتعبير عدد من المؤرخين؛ وهو ثالث إمبراطور من أباطرة الكارولنجيين، حكم مدة 46 سنة (768 – 814) وأول من حمل لقب إمبراطور الإمبراطورية الرومانية المقدسة، وجمع ألمانيا وفرنسا تحت رايته، ليخلق أول إمبراطورية شمال جبال الألب بعد سقوط الإمبراطورية الرومانية.
إضافة لهذا، حسب السردية الرسمية دائما، فقد وقف شارلمان في وجه الامتداد الإسلامي في أوروبا، وتمكن من الحد من توغلهم فيها عبر معركة “ممر رونسفال” أو “باب الشزري” سنة 778، كما خاض 45 معركة حربية، خمسة منها ضد إمارة الأندلس، وخمسة ضد إمارة صقلية وجنوب إيطاليا الإسلامية، فيما الباقي كانت ضد باقي أوروبا.
لعب شارلمان دورا أساسيا في تنصير أوروبا في أوائل العصور الوسطى، إذ جلب المبشرين الأنجلوساكسونيين إلى مملكته، من أجل نشر الديانة المسيحية التي لم تكن قد انتشرت آنذاك في أوروبا بشكل كبير. سيعمل أيضا على تطوير نظام التعليم في أوروبا، التي كانت غارقة آنذاك في الجهل، مستلهما التجربة العباسية، إذ استدعى ألكوين من يورك ومجموعة من المثقفين، من أجل إرساء ما سمي بالنهضة الكارولنجية.