رؤيا الأنبياء والمرسلين عموماً ورؤيا محمد خصوصاً
محمد بن سيرين
في رؤيا الأنبياء والمرسلين عموماً ورؤيا محمد خصوصاً سمعت أبا بكر أحمد بن الحسيين بن مهران المقري، قال: اشتريت جارية أحسبها تركية، ولم تكن تعرف لساني، ولا أعرف لسانها،
وكان لأصحابي جوار يترجمن عنها، قال فكانت يوماً من الأيام نائمة، فانتبهت وهي تبكي وتصيح وتقول: يا مولاي علمني فاتحة الكتاب، فقلت في نفسي انظر إلى خبثها، تعرف لساني ولا تكلمني به، فاجتمع جواري أصحابي وقلن لها:
لم تكوني تعرفين لسانه والساعة كيف تكلّمينه؟ فقالت الجارية: إني رأيت في منامي رجلاً غضبان وخلفه قوم كثير، وهو يمشي، فقلت من هذا؟ فقالوا موسى عليه السلام ثم رأيت رجلاً أحسن منه ومعه قوم وهو يمشي، فقلت من هذا؟
فقالوا محمد صلى الله عليه وسلم، فقلت أنا أذهب مع هذا فجاء إلى باب كبير وهو باب الجنة، فدق ففتح له ولمن معه ودخلوا، وبقيت أنا وامرأتان، فدققنا الباب ففتح، وقيل من يحسن أن يقرأ فاتحة الكتاب يؤذن له، فقرأتا فأذن لهما، وبقيت أنا فعلمني فاتحة الكتاب، قال فعلمتها مع مشقة كبيرة، فلما حفظتها سقطت ميتة قال الأستاذ أبو سعد رحمه اللهّ:
رؤيا الأنبياء صلوِات الله عليهم، أحد شيئين، إما بشارة وإما إنذار ثم هي ضربان: أحدهما أن يرى نبياً على حالته وهيئته، فذلك دليل على صلاح صاحب الرؤيا وعزه وكمال جاهه وظفره بمن عاداه، والثاني يراه متغير الحال عابس الوجه، فذلك يدل على سوء حاله وشدة مصيبته، ثم يفرج الله عنه أخيراً، فإن رأى كأنّه قتل نبياً،
دل على أنّه يخون في الأمانة وينقض العهد لقوله تعالى: (فبمَا نقضِهِم ميثَاقَهًمْ وكُفْرِهِمْ بِآياتِ الله وَقَتْلِهِم الأنْبياءَ بِغَيْرِ حَق) هذا على الجملة، وأما على التفصيل: فإن رأى آدم عليه السلام على هيئته نال ولاية عظيمة إن كان أهلاً لها لقوله تعالى: (إنِّي جَاعِلٌ في الأرض خليفةً) فإن رأى أنّه كلمه، نال علماً لقوله تعالى: (وَعًلّمَ آدم الأسماء كُلّها)
ومن يَحلِلْ عَلَيْهِ غَضبيَ فَقَدْ هَوَى} . ولو رأى كأنه سقط من حائط أو سماء أو جبل دل على غضب الله تعالى عليه فإن رأى نفسه بين يدي الله عز وجل في موضع يعرفه انبسط العدل والخصب في تلك البقعة وهلك ظالموها ونصر مظلوموها فإن رأى كأنه ينظر إلى كرسي الله تبارك وتعالى نال نعمة رحمة فإن رأى مثالاً أو صورة فقيل له إنّه إلهك أو ظن أنّه إلهه سبحتنه فعبده وسجد له فإنّه منهمك في الباطل على تقدير أنّه حق وهذه رؤيا من يكذب على الله تعالى فإن رأى كأنه يسب الله تعالى فإنّه كافر لنعمة ربه عز وجل غير راضٍ بقضائه.
في رؤيا الأنبياء والمرسلين عموماً ورؤيا محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خصوصاً
سمعت أبا بكر أحمد بن الحسين بن مهر أن المقري قال اشتريت جارية أحسبها تركية ولن تكن تعرف لساني ولا أعرف لسانها وكان لأصحابي جوار يترجمن عنها قال فكانت يوماً من الأيام نائمة فانتهت وهي تبكي وتصيح وتقول يا مولاي علمني فاتحة الكتاب فقلت في نفسي انظر إلى خبسه