ﻗﻠﻢ ﻃﺎﺭﻕ ﻋﺰﻳﺰ ..
الاعلامي ﻣﺤﻤﺪ ﻛﺮﻳﺸـﺎﻥ
ﻗﺒﻞ ﺛﻼﺛﻴﻦ ﻋﺎﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺸﻬـــــﺪ :
ﻛﻌﺎﺩﺗﻪ طارق عزيز ﺟﻠﺲ ﻳﺪﺧﻦ ﺍﻟﺴﻴﺠﺎﺭ ﺑﺎﺳﺘﻤﺘﺎﻉ ﻭﺍﺿﺢ وﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺒﻪ ﺍﻟﺸﺎﺫﻟﻲ ﺍﻟﻘﻠﻴﺒﻲ ﺍﻷﻣﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﻘﺒﺎﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻋﺔ ﺍﻟﺸﺮﻓﻴﺔ ﺑﻤﻄﺎﺭ ﺗﻮﻧﺲ ﻗﺮﻃﺎﺝ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﺃﻳﺎﻡ ﺇﺟﺘﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﻓﻲ ﻣﻘﺮﻫﺎ ﺍﻟﻤﺆﻗﺖ .
ﺣﺪﺙ ﺫﻟﻚ ﺑﻴﻦ ﻋﺎﻣﻲ 1983 ﻭ 1985 ، ﻻ ﺃﺫﻛﺮ ﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﺍﻵﻥ ﺃﻳﺎﻣﻬﺎ ﻛﺎﻥ ﻃﺎﺭﻕ ﻋﺰﻳﺰ ﺃﺣﺪ ﺃﺑﺮﺯ ﻧﺠﻮﻡ ﺗﻠﻚ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﺎﺕ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﺔ ﺍﻻﻳﺮﺍﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺃﻭﺝ ﺳﻌﻴﺮﻫﺎ ﺑﻴﻦ ﻛﺮ ﻭﻓﺮ ، ﻛﻨﺖ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﻲ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﻭﻗﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻋﺔ ، ﻃﺒﻌﺎ ﺍﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﺪﻳﺮ ﻣﻜﺘﺐ ﻭﻛﺎﻟﺔ ﺍﻷﻧﺒﺎﺀ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﺔ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ «ﺷﻄﺎﺭﺗﻲ» ﻭﻗﺘﻬﺎ ﻣﺮﺍﺳﻼ ﻟﺼﺤﻴﻔﺔ « ﻋﻜﺎﻅ » ﺃﻥ ﺃﺫﻫﺐ ﻣﻊ ﻛﻞ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﻭﺃﺭﺍﺑﻂ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻄﺎﺭ ﻣﺴﺘﻘﺒﻼ ﻗﺪﻭﻡ ﻛﻞ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﻷﺣﺼﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺗﺼﺮﻳﺤﺎﺕ ﺧﺎﺻﺔ ﻭﺃﻛﺮﺭ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﺩﻳﻊ ، ﻣﺮﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻮﻗﻌﺎﺕ ﻭﻣﺮﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ « ﺗﻜﺘﻴﻚ ﺍﻟﻤﻄﺎﺭ » ﻫﺬﺍ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﺎ ﺍﻗﺘﻨﺼﺖ ﺑﻪ ﺗﺼﺮﻳﺤﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﻏﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺤﺒﻠﻰ ﺑﺎﻷﺣﺪﺍﺙ .
ﺍﻗﺘﺮﺑﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﻃﺎﺭﻕ ﻋﺰﻳﺰ ﻭﺍﻗﺘﺤﻤﺖ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﻠﻴﺒﻲ ﻣﺤﻴﻴﺎ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺃﺭﻣﻲ ﺑﺴﺆﺍﻟﻲ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻱ «ﻣﺎﺫﺍ ﺗﻨﺘﻈﺮﻭﻥ ﺳﻴﺪي ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﻣﻦ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻜﻢ ﻫﺬﺍ؟ » ﺿﻐﻄﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺠﻞ ﻭﺑﺪأ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺃﻗﺎﻃﻌﻪ ﺑﻌﺪ ﺃﻗﻞ ﻣﻦ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﻣﻌﺘﺬﺭﺍ ﻷﻥ ﺍﻟﻤﺴﺠﻞ ﻟﻢ ﻳﻌﻤﻞﺣﺎﻭﻟﺖ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺗﺸﻐﻴﻠﻪ ﻣﺮﺍﺕ ﻭﻣﺮﺍﺕ ﻣﺮﺗﺒﻜﺎ ﺩﻭﻥ ﻓﺎﺋﺪﺓ ، ﺇﻋﺘﺬﺭﺕ ﻣﺘﻠﻌﺜﻤﺎ ﻓﺎﺑﺘﺴﻢ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ :"ﻭﻻ ﻳﻬﻤﻚ ﺳﺠﻞ ﻣﺎ ﺳﺄﻗﻮﻟﻪ ﻛﺘﺎﺑﺔ» ، ﺍﺯﺩﺍﺩﺕ ﻭﺭﻃﺘﻲ ﻭﻣﻌﻬﺎ ﺍﺯﺩﺍﺩ ﺗﺼﺒﺒﻲ ﻋﺮﻗﺎ ﻓﻠﻢ ﺗﻜﻦ ﻟﺪﻱ ﻻ ﻭﺭﻗﺔ ﻭﻻ ﻗﻠﻢ .!! (ﺑﺴﻴﻄﺔ ﻋﻴﻨﻲ) هكذا ﻋﻘـّﺐ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﻣﺒﺘﺴﻤﺎ ﻭﻧﺎﺩﻯ ﻋﻠﻰ ﺣﺮﺳﻪ ﻃﺎﻟﺒﺎ ﻣﻨﻪ ﺍﻥ ﻳﻌﻄﻴﻨﻲ ﻭﺭﻗﺔ ﻭﻗﻠﻤﺎ ﻭﺷﺮﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺳﺆﺍﻟﻲ ﻻ ﻣﺘﺄﻓﻔﺎ ﻭﻻ ﻣﻌﺎﺗﺒﺎ . ﻏﺎﺩﺭﺕ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻛﺎﺩ ﺃﻣﻮﺕ ﺧﺠﻼ، ﻋﺰﺍﺋﻲ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺃﻧﻲ ﺣﺼﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺼﺮﻳﺢ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﻤﻮﺍﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﺭ ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ . ﻛﺎﻥ ﺑﺎﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻲ ﺑﻜﻞ ﺳﻬﻮﻟﺔ « ﻳﺎ ﺍﺑﻨﻲ ﺃﻧﺖ ﺻﺤﺎﻓﻲ ﻓﻲ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻣﺸﻮﺍﺭﻙ ﻭﻟﻢ ﺗﺘﻔﻘﺪ ﺍﻟﻤﺴﺠﻞ ﻭﻻ ﺗﻤﻠﻚ ﺣﺘﻰ ﻭﺭﻗﺔ ﺃﻭ ﻗﻠﻤﺎ .. ﺧﻠﻴﻬﺎ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ » . ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻤﻨﻲ ﺩﺭﺳﺎ ﺑﻜﻞ ﻫﺪﻭﺀ ﻭﺍﻻﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻻ ﺗﻔﺎﺭﻕ ﻣﺤﻴﺎﻩ ﺭﻏﻢ ﺑﻌﺾ ﺍﻻﻧﺰﻋﺎﺝ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺪﺍ ﻣﻦ ﻣﻼﻣﺢ ﺟﻠﻴﺴﻪ ﺍﻟﺸﺎﺫﻟﻲ ﺍﻟﻘﻠﻴﺒﻲ .
ﻃـﺒُﻊ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻓﻲ ﺫﺍﻛﺮﺗﻲ ﻣﻨﺬ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ . ﻟﻢ ﺃﻧﺲ ﻟﻪ ﻣﻌﺮﻭﻓﻪ ﺃﺑﺪﺍ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺑﺎﻣﻜﺎﻧﻪ ﺃﻥ ﻳﺤﺒﻄﻨﻲ ﺑﻤﻼﺣﻈﺔ ﻻﺫﻋﺔ ﺃﻭ ﺍﺳﺘﺨﻔﺎﻑ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﻔﻌﻞ . ﺗﻐﻠﺒﺖ ﻓﻴﻪ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪ ﺑﺎﻟﺘﻮﺍﺯﻱ ﻣﻊ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻲ ﻭﺍﻟﻤﺜﻘﻒ ﻓﻠﻢ ﺗﺘﺮﻙ ﻣﻜﺎﻧﺎ ﻷﻱ ﻏﻄﺮﺳﺔ ﻣﺤﺘﻤﻠﺔ ﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﻓﻲ ﻋﺮﺍﻕ ﻛﺎﻥ ﻭﻗﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﺰ ﻋﻨﻔﻮﺍﻧﻪ، ﻳﺼﻮﻝ ﻭﻳﺠﻮﻝ ﺭﻏﻢ ﺟﺮﻭﺡ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻨﺎﺯﻓﺔ . ﻛﻢ ﻛﺎﻥ ﺑﻮﺩﻱ ﺃﻥ ﻳﻘﺮﺃ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﻄﺮ ﺣﺘﻰ ﻳﻌﺮﻑ ﻛﻢ ﻛﻨﺖ ﻣﻤﺘﻨﺎ ﻟﻪ ﻃﻮﺍﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﻭﻛﻴﻒ ﻛﻨﺖ ﺃﺫﻛﺮ ﻟﻪ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻣﻌﺮﻭﻓﻪ ﻫﺬﺍ ﻭﺃﺭﻭﻳﻪ ﻷﺻﺪﻗﺎﺋﻲ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮﺍﺭ، ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺃﻭ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺫﻛﺮ ﺍﺳﻤﻪ ﺑﻴﻦ ﻓﺘﺮﺓ ﻭﺃﺧﺮﻯ ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﻣﺤﻨﺔ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻃﻮﺍﻝ ﺍﻹﺛﻨﻲ ﻋﺸﺮ ﻋﺎﻣﺎ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺒﺎﻏﺘﻪ ﻗﻀﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﺭﺍﺩ ﻟﻘﻀﺎﺋﻪ .
ﺃﺷﻴﺎﺀ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻬﺎ ﺳﻮﻯ ﺃﻥ ﺗﺜﻴﺮ ﺇﻋﺠﺎﺑﻚ ﺑﺎﻟﺮﺟﻞ ﻭﺃﺩﺍﺋﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺑﻐﺾ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻤﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺭﺃﻳﻚ ﻓﻲ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻲ ﺍﻟﺮﺍﺣﻞ ﺻﺪﺍﻡ ﺣﺴﻴﻦ ﻭﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻤﻞ ﻣﻌﻪ . ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺩﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺎ ﻣﺤﻨﻜﺎ ﻻ ﻳﺸﻖ ﻟﻪ ﻏﺒﺎﺭ ﻓﻲ ﻣﻨﺼﺒﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺳﻮﺍﺀ ﻭﺯﻳﺮﺍ ﻟﻠﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﺃﻭ ﻧﺎﺋﺒﺎ ﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ، ﻛﺎﻥ ﻣﺘﺤﺪﺛﺎ ﻟﺒﻘﺎ ﻭﻋﻨﻴﺪﺍ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻮﻗﺖ، ﺫﺍ ﺣﻀﻮﺭ ﺑﺪﻳﻬﺔ ﺃﺧﺎﺫ، ﺻﺎﺣﺐ ﺣﺠﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﺑﺠﺮﺃﺓ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﺃﻱ ﺭﻋﻮﻧﺔ ﺃﻭ ﻗﻠﺔ ﺃﺩﺏ . ﻛﺎﻥ ﺭﺟﻞ ﺩﻭﻟﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺎ، ﻣﺆﻣﻨﺎ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻨﺨﺎﻉ ﺑﺎﻟﻌﺮﺍﻕ ﺍﻟﻘﻮﻱ ﺍﻟﻤﻬﺎﺏ . ﻭﻟﻠﺘﺎﺭﻳﺦ ﻭﺍﻹﻧﺼﺎﻑ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺇﻥ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﻣﻮﺍﻗﻔﻪ، ﻭﻣﻮﺍﻗﻒ ﻗﻴﺎﺩﺗﻪ، ﺳﻮﺍﺀ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺃﻭ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﺃﻭ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻣﺎ ﻓﺘﺄﺕ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺗﺜﺒﺖ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﺸﻄﺔ ﻛﻤﺎ ﺑﺪﺕ ﻓﻲ ﺣﻴﻨﻪ، ﻛﻤﺎ ﺃﺛﺒﺘﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﻛﺬﻟﻚ ﺃﻥ ﻋﺮﺍﻕ ﺻﺪﺍﻡ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻘﺎﺭﻥ، ﺭﻏﻢ ﻛﻞ ﻣﺂﺧﺬ ﺍﻻﺳﺘﺒﺪﺍﺩ ﻭﺍﻟﻤﻐﺎﻣﺮﺍﺕ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺤﺴﻮﺑﺔ، ﺑــ « ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ » ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺮﺗﻊ ﻓﻴﻪ ﻣﺎﻓﻴﺎﺕ ﺍﻟﻄﻮﺍﺋﻒ ﻭﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻭﺗﺠﺎﺭ ﺍﻟﻌﻤﺎﺋﻢ .
ﻟﻢ ﻳﺘﺎﺟﺮ ﺑﻤﺴﻴﺤﻴﺘﻪ ﻭﻟﻢ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﻣﻘﺎﻳﻀﺘﻬﺎ ﺑﺤﺮﻳﺘﻪ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﺗﺸﻔﻊ ﻟﻪ ﺣﺘﻰ ﻣﺴﺎﻋﻲ ﺍﻟﻔﺎﺗﻴﻜﺎﻥ ﻹﻃﻼﻕ ﺳﺮﺍﺣﻪ، ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻇﻞ ﻣﺤﺒﺎ ﻭﻭﻓﻴﺎ ﻟﺮﺋﻴﺴﻪ ﺣﺘﻰ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺃﻋﺪﻡ ﻭﻟﻢ ﻳﻘﻞ ﻓﻴﻪ ﺃﺑﺪﺍ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺸﻜﻞ ﻋﺮﺑﻮﻧﺎ ﻟﻠﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺣﺮﻳﺘﻪ . ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺣﺒﺴﻪ ﻭﺍﻹﻣﻌﺎﻥ ﻓﻲ ﺇﺑﻘﺎﺋﻪ ﻫﻨﺎﻙ ﺑﻤﺤﺎﻛﻤﺎﺕ ﻫﺰﻟﻴﺔ ﻭﺗﻬﻢ ﻣﺘﻬﺎﻓﺘﺔ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻣﻔﻀﻮﺣﺔ ﻟﻺﻧﺘﻘﺎﻡ ﻣﻦ ﺃﺩﺍﺋﻪ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﺍﻟﺮﺍﺋﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺑﻠﺪﻩ . ﻛﺎﻥ ﻣﺰﻋﺠﺎ ﻓﻲ ﻣﻨﺼﺒﻪ ﻭﻓﻲ ﺳﺠﻨﻪ ﻭﻓﻲ ﺇﻃﻼﻕ ﺳﺮﺍﺣﻪ … ﺑﻞ ﻭﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﺍﻋﺪﺍﻣﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﺠﺴﺮﻭﺍ ﻋﻠﻴﻪ . ﻛﺎﻥ ﻃﺎﺭﻕ ﻋﺰﻳﺰ ﺭﺟﻼ ﺑﻜﻞ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ، ﻋﺎﺵ ﺭﺟﻼ ﻭﻣﺎﺕ ﺭﺟﻼ . ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ .
ﻣﺤﻤﺪ ﻛﺮﻳﺸـﺎﻥ
٭ ﻛﺎﺗﺐ ﻭﺇﻋﻼﻣﻲ ﺗﻮﻧﺴﻲ