الاسِتمَتَاع بِجَمَالَ الإِستِمَاع
تَألف النفس البشرية الحبيب، والَطِّيبْ، والأَديبُ، واللَبيب، وصَاحبُ الأدب السَاحِبْ، المهُذب المهُيِبْ الَطَيَبُ الَخِلال، المتُحلي بِالوقارِ، والجمالِ، والكمَال، والمتُوشِح، والمُتألق بِدماثةِ الأخلاق؛ صاحِبُ الابتسامةِ الدائمة السائرة الدائمة المُستدامة العابرة الجابرةِ للخواطِر؛ والفواحة كالعِطر، والعُودِ، والعنبر، والبخور، والعبير المنثور، كرحيقِ الزهُور؛ وكَالؤلؤِ المكنُون، الانسان الزاخِر بالخير السامِق الرائقِ الفائِق، وليس كمن كَان كالمُنافق الناعِق العائق الشَاحب الصاخِب الغاضب الشَاجِب الحَاجِب الساببِ السائب المتُسيب المُتسببِ بِّضُرٍ عَجيبٍ رهيب!!؛ فيا جمَال وجلال من كانوا من أهَل المعروف في الدُنيا، لأنهُم أصَحابُ المعروفِ في الآخرة، فهنيئاً لمن لم يكُن في الدُنيا غَادِر عتُلٍ جبارٍ فاجر كَاسر، للحقِ نَاكر!؛ أو مُعاير ٍ مُتغيرٍ، مُغايرٍ، ويا لجمالهِ وحُسنهِ وسعادتهِ من عاش حُر فلا يضُرُ، ولا يَعِرُ، ولا يغُرْ، ومن مَرْ، ويَمَرْ علي مَرِ المُرْ والمَرمَر المَرِير فيُحليه، والشرِ فَيُجَليهِ، ويَعطي المسكين، والفقير، حتى يُرضيه، ويُراضيِه، ومن الناس كالنور في بسمتهِ، وطَلَتِهِ، وطَلعتهِ، واطِلالتِهِ بروحهِ البهية الشجية الندية الطرية، العَليِة العلُوُيِة ذاتِ الجمال، والجلال، والسناءُ، والبهاءُ، والهناء، والبقاء، والرخاء، والخيرُ، والسخاء، ونفسهُ راضيةً مرضية، فلا تقترف السُوءْ، أو الشحناءُ، والبغضاء، وتكره الفاحشُ، والفحشاء، وتحُب الخير، لا الشَر، والنور، لا الظلام، والسرور، والدورُ، والقصُورَ، وتعَمل لِيومِ العُبوُر في القُبُور، ثُم لِيومِ الَبعثِ، والنشُور؛ والنَفَس تُحِبُ، وتَطرب بِسِيرةَ الحُبْ، لا الجُبْ؛ والمَحبة، والتحية، النقية، الوَردية، الفواحة العاطرةِ الندية، والود، والوردِ الجميل في المزهرية، وتعَشق الوُلدَ، والمدد، من غير عددَ، والسعادة بدون كَبَدْ؛ فالكلام الطيب الجميل لهُ أثرُ طيبٌ للسامعِ، والمُستمع المُنصت باقٍ كالمسكِ، والعنبر الأزفر، جميلٌ كجمال يوُسف عليه السلام، والقمرُ يزداد روعةً، ورونقاً، وجمالاً، وحلاوةً، كلما زاد من حوله الظلام، فيا أيهًا الأحباب مهما كانت شِدةِ الألم إمزجُوها ببحرِالأمل، وقولوا للناسِ حُسناً، وطبِبوا القلوب المكلومة، ومتعوُها بجميل الاسِتمَتَاع بِجَمَالَ الإِستِمَاع، فالقلوب تصدأ، والسمعُ أَصمٌ إن لم يتحلي، ويتجلي وينجلي بكمال، وجمال، وجلال الاسِتمَتَاع بِجَمَالَ الإِستِمَاع للقُرآن الكريم، المُنزل من اللهِ رب الارباب، ومُسَبِب الأسباب، ومجري السحاب، وهازم الأحزاب، الرحيم بعبادهِ يوم التناد؛ يوم تُولون مُدبرين؛ وليبقي عندكم الأمل مع العمل، ولنستمع، فَّنَستَمتِع، بالتأمل، والتدبر، والتفكر، فيما نُفكر، ونتَفكَر، ونتفَاكر، فيما سمعناهُ مُتَفكرين، لنَتَذكر، ثم لنسرح، ونمرح، ونَذكُر، ما مَر بنا، وفينا، من الاستمتاع، بجمال الاستماع، والانصات لسَمرً جميل كان كالقَمر المُنير، وكذلك ما مضي من حِلكةٍ، وضُرْ، ومن سِرٍ، وسرور، ومن ساعاتٍ ناعمة كالحرير، وأُخَّرُ مُرٌ، مَرمَرٍ، مَريرٍ، كالقمطرير؛ وكله يمُرُ؛ وتظنهُا أحياناً تَجِفْ كأنها لا تُمطر، ثم تُمطرُ، وتمطرُ، غيثاً مُنهمر، كأنهُ لن يتوقف!؛ ومع هذا، وذاك،،، تبقي أذاننا تطرب بسماع ألسنتنا الذاكرة، وقلوبِنا الراضية الشاكرة الصابرةً الحامدةً، ومعها نطربُ، ونسعد بالاسِتمَتَاع بِجَمَالَ الإِستِمَاع.
الباحث والكاتب الصحفي، والمحاضر الجامعي المفكر العربي والمحلل السياسي
الأديب الأستاذ الدكتور/ جمال عبد الناصر محمد عبد الله أبو نحل
عضو نقابة اتحاد كُتاب وأدباء مصر
رئيس المركز القومي لعلماء فلسطين