لماذا يكره يهود أمريكا ترامب؟! بقلم/ توفيق أبو شومر
حاولتُ أن أجمع آراءَ عددٍ من يهود أمريكا البارزين، لأتمكن من الإجابة عن عنوان المقال: لماذا يكره يهود أمريكا، والدياسبورا الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب؟ ولماذا ارتفعت نسبة اليهود من منتخبي، الرئيس، جو بايدن الديموقراطي في هذه الانتخابات بصورة حادة وصلتْ إلى حوالي 77 %، أي أكثر ممن انتخبوا، هيلاري كلنتون الديموقراطية عام 2016 كانت نسبتهم 45% فقط، هذه النسب أجرتها منظمة، جي ستريت اليهودية في أمريكا؟
تابعتُ بعضَ النشرات الإخبارية اليهودية الصادرة في أمريكا، وبعض الصحف الإسرائيلية، وصفحات أخرى، فعثرت على الأسباب التالية:
إن الرئيس الأمريكي (السابق) ترامب اعتاد أن يُردد في كل تجمعات اليهود ومناسباتهم القول التالي: "إسرائيل هي وطنكم، نتنياهو رئيسُ دولتكم"
قال لقادة الجالية اليهودية عشية الانتخابات يوم 3-11-2020م: "نحن-الأمريكيين-نقدركم أيها اليهود، نحبكم، نشكركم، إن كل يهودي يدعم الحزب الديموقراطي غير مخلصٍ لوطنه"!
اعتبر كثيرون من اليهود هذه الأقوال بأنها لا سامية، غير مباشرة، وكأن ترامب يقول، أنتم ضيوف على أمريكا، أي أن، ترامب لا يعترف بأن يهود أمريكا هم مواطنون أمريكيون، بل هم يهودٌ ينبغي أن يعودوا إلى إسرائيل، وهذه هي أهم مبادئ اللاسامية، أي، كُره اليهود لأنهم يهود، والمطالبة بإبعادهم عن أوروبا وأمريكا وتجميعهم في إسرائيل.
لكنَّ معظم الحركات والجماعات اليهودية لا ترغب في إلصاق تهمة اللاسامية بالرئيس الأمريكي، ترامب، كما أنَّ معظم الحارديم يعتبرونه(غويما) سخَّره اللهُ لخدمة اليهود، لذلك أسمَوْهُ (قورش) ملك الفرس، الذي سمح بإعادة يهود بابل إلى القدس كما يزعمون، أو هو كما أسماه كثيرون، حمار الماشيح، وهو الحمارُ الذي امتطاه الماشيحَ اليهودي المنتظر إلى غايته، ثم تُرك الحمارُ ليموت وحده، او تأكله الكلاب والذئاب!
قالت منسقة حركة If Not Now)) بيكا لوباو، يوم 4-11-2020م، وهي حركة يسارية يهودية في أمريكا:
"كثيرون من الأمريكيين يؤمنون بأن ليهود أمريكا ولاءيْنِ، أولا، ولاؤهم لإسرائيل، وهو الأهم، ثم ولاؤهم لأمريكا، وهو الأقل، لسوء حظ هؤلاء؛ فإن اليهود في أمريكا لن يُغادروا أمريكا، فقد رفعتْ حملةُ ترامب الانتخابية شعارا يقول: الصوت اليهودي لترامب، ما يعني أن كل يهودي لا يصوت لترامب فإنه يجعل إسرائيل في مأزق، إن ذلك يعني؛ يا يهود أمريكا عودوا إلى إسرائيل، واتركوا لنا أمريكا، هذا هو خطاب الكراهية، وهو لا سامية"!
كما أن مسؤولة الحركة السابقة أشارت بوضوح إلى عقيدة، ترامب الدينية حين قالت:
"بصراحة ترامب عرَّاب الحركة المسيحانية الأنجيلية"
من المعروف أن، ترامب هو صهيوني إنجيلكاني، يؤمن بأن لليهود دورا وظيفيا، وهو تمهيد الطريق لعودة الماسيح المنتظر، بعد معركة هرمجدون الأسطورة، حين يحكم الماسيحُ العالم ألف سنة.
أما الكاتب، في صحيفة، أروتس شيفع، صحيفة المستوطنين، 5-11-2020م،Jay Shapiro فقد فسَّر كره يهود أمريكا لترامب، بأنه يعود لأسباب اقتصادية، إذ أن يهود أمريكا مشغولون بمصالحهم الخاصة أكثر من اهتمامهم بما فعله ترامب لإسرائيل، وأن ما فعله لإسرائيل، من نقل السفارة، وصفقة القرن، واتفاقية أبراهام التطبيعية لا يعنيهم، فهم يتماثلون مع المواطنين الأمريكيين.
أما سبب كره اليهود الحارديم في إسرائيل لترامب، فهو ينطلق من كون ترامب، مسيحاني إنجيلي يُبشر بالمسيحية، وهذا التبشير بالمسيحية أخطر الأمور عند هؤلاء الحارديم، فقد أغلقت سلطة البث الإسرائيلية فضائية التيار المسيحاني الصهيوني، (شيلانو)، لنا، يوم 26-6-2020م، بتهمة أنها وسيلة إعلام تُبشر بالدين المسيحي، كان المحرض الرئيس على إغلاقها، هو الحريدي المُنشق عن حزب شاس، عضو الكنيست عن حزب الليكود، ديفيد أمسالم، مع أن هذه الفضائية لها مائتا قناة فضائية ومحطة إذاعة في معظم أنحاء العالم.
l.com.