بين تصريحات مجدلاني وزكارنة .. غزة الضحية !!!
كتب الصحفي / سامح الجدي
لا يكاد يمر علينا شهر إلا ويخرج علينا فيه بطل جديد من أبطال الشو الإعلامي والباحثين عن الشهرة، حتى ولو كان على حساب المظلومين والمقهورين .. ليبث سموم حقده الدفين تجاه غزة وشعبها الباسل، الذي حمل الهم الوطني في أكثر من مرحلة من مراحل النضال الفلسطيني، ودفع في سبيل ذلك الغالي والنفيس، فقدم عشرات آلاف الشهداء والأسرى والجرحى والمبعدين والمشردين.
فها هو اليوم وفي إطار الحملة الممنهجة ضد غزة، يطل علينا السيد بسام زكارنة، ليتهم كل من يطالب بحقوقه التي كفلها القانون، وينادي بوقف سياسة التمييز الجغرافي، بأنهم إما جهلة أو جواسيس، ويبرر بشكل سافر للحكومة سياساتها العنصرية، فقبل على نفسه أن يكون "تيس محلل" لمثل هذه السياسة العنصرية.
إن استغرابي من تصريحات السيد زكارنة نابع من أمرين اثنين: الأول أنه عضو في المجلس الثوري لحركة " فتح "، هذه الحركة العظيمة التي حاربت الجغرافية المقيتة، والمناطقية العفنة التي غذاها الاحتلال الإسرائيلي وأذنابه، والثاني أنه الرئيس السابق لنقابة الموظفين العموميين، التي كانت تدافع عن حقوق الموظفين في الضفة والقطاع دون تمييز يذكر أو حقد يظهر.
فتصريحات السيد زكارنة لم تكن الوحيدة تجاه غزة وسكانها المظلومين والمقهوين من القريب قبل البعيد، فسبق تصريحاته تصريحات أخرى من السيد أحمد مجدلاني حملتت في طياتها ما حملت، ونتج عنها ما نتج، وتفاعل معها من تفاعل.
بت على قناعة تامة أن هذه التصريحات التي تطلق بين الفينة و الأخرى، هي تصريحات منظمة لها أهدافها، وهي من وجهة نظري تصريحات اختبارية تهدف لاختبار رأي الشارع في ما هو قادم من إجراءات أخرى مخطط لها مسبقاً.
المحاولات الدائمة لربط الإجراءات المتخذة تجاه غزة وموظفيها بالانقلاب والانقسام وإنهائه، هي محاولات تضليلية هدفها استمرار الوضع على ما هو عليه، فالمتضرر الأكبر من هذه الإجراءات هم خيرة مناضلي فتح الذين حولوا بفعل إجراءات الحكومة إلى متسولين ونصابين وملاحقين من التجار وأصحاب العقارات وحكومة الأمر الواقع بغزة، وقطاع غزة ليس لحماس كما يحاول البعض أن يصور ذلك، فخيرة مناضلي عمود خيمتنا منظمة التحرير هم في غزة.
رسالتي إلى الوالد الكبير السيد الرئيس محمود عباس أبناؤك في غزة قتلوا جوعاً، وأصبحت تنهشهم الكلاب الضالة، التي تريد إزاحة رجال فتح الأوفياء، الذين دافعوا عن شرعيتكم في كل الأوقات، ليتربعوا هم على عرش الوطن ومكتسباته.
أما رسالتي إلى الأخ محمد اشتية رئيس وزراء دولة فلسطين "في غزة والضفة والقدس"، غزة تنتظر وعودكم التي تحدثتهم بها في غير مرة، بأن كل المشاكل الوظيفية التي تخص قطاع غزة سوف تحل فور انتهاء الأزمة المالية " التقاعد المالي، توحيد نسب صرف الرواتب بين شطري الوطن، تفريغات 2005، الترقيات، وغيرها من القضايا الوظيفية"، ونذكركم بالآية الكريمة "وأوفوا الكيل إذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم ذلك خير وأحسن تأويلا".
والرسالة الأخيرة للجنة المركزية لحركة "فتح" والمجلس الثوري : أبناء فتح في غزة حرم أبناؤهم من الدراسة الجامعية، وهجر أبناؤهم بعد أن تقطعت بهم السبل، وبات غالبيتهم على حافة الانهيار. عليكم الدفاع عن أبنائكم وفرسانكم، وعليكم لجم المتحدثين منكم حول غزة وأبنائها، كونوا معنا أو التزموا الصمت.
أما أنت يا سيد زكارنة عليك مراجعة موقفك الأخير .. إنها غزة العزة .. إنها غزة البطولة والفداء .. ستكرم من أكرمها .. وستحاسب من أهانها .. أما الجهالة والجوسسة فلها أهلها..