📁 آخر الأخبار

غزة والأنفاق قصة كفاح لن تنتهي نفق غزة (نفق الملكة هيلانة)

 غزة والأنفاق قصة كفاح لن تنتهي 

نفق غزة (نفق الملكة هيلانة)

الملكة هيلانة المرأة القوية وصاحبة العقل الراجح، حسنة الصورة، جميلة النفس، وهي والدة الإمبراطور الروماني قسطنطين الكبير.

اختارت كنيستها على موضع مرتفع بغزة (المسجد العمري حالياً) حيث يسهل اكتشاف الأعداء

الملكة هيلانة ونفق غزة

كعادة الإمبراطوريات القديمة كان الجانب العسكري فيها هو الجانب الأهم فعمدت تلك الإمبراطوريات إلى بناء القلاع والحصون والخنادق والأنفاق لتساعدها في التغلب على الأعداء وهذا ما قامت به غزة في عهد الملكة هيلانة حيث حفر الغزيين نفقاً يربط الكنيسة التي تقع بحي الدرج (المسجد العمري حالياً) بشاطئ البحر

تذكر الروايات أن الكنيسة البيزنطية التي على شاطئ غزة (كنيسة تل بطشان) وهي إلى الجنوب قليلاً من حسبة الصيادين هي المخرج لهذا النفق وأن الملكة هيلانة كانت تتنقل من كنيستها بحي الدرج إلى شاطئ البحر عن طريق هذا النفق

يقول المؤرخ سليم المبيض أنه في عام 1927 حصل بغزة زلزال كبير دمّر أجزاء واسعة من المدينة وعلى إثره اكتشف النفق حيث ظهر النفق من أسفل الجامع العُمري الكبير في وسط مدينة غزة، ويقول فمشينا بداخل النفق حتى سوق الخضار، وصولاً إلى المستشفى الأهلي فكان عرضه واتّساعه وعمقه يتّسع حتى يتسنى السّير به بحراً من قبل الأفراد والجماعات.

ولأن النفق يمتد لمساحات واسعة فقد حدث عدة انهيارات لأفرع نفق الملكة هيلانة، وفي العام 1977 حدث انهيار في جامع الوزيري، ما أدى إلى هبوط الساحة السماوية بداخله.

وأضاف المبيض في حديثه أنه عندما تمّ التوجه إلى مكان الانهيار نزلنا للأسفل فوجدنا غرفة كبيرة تحت الأرض، وأثناء البحث والتنقيب تبين أن النفق يتّجه نحو الغرب

 وبعد سنتين، ولمرة أخرى، حين كانت بلدية غزة تقوم بأعمال الحفر لإنشاء ميدان فلسطين في وسط المدينة هبطت الأرض في بداية شارع عمر المختار، وظهرت أثار جديدة للنفق وأكد أن النفق كان يدخله جيوش وأشخاص وقيادات عند وقت الضيق والهروب في حال تمّ محاصرة المدينة، كما كان يستخدم لأغراض استراتيجية لنقل المعدات الحربية القتالية والجنود، مضيفاً أنه أثناء دخولي للنفق عثرت على نقود ومعدات 

جدير بالذكر أن جريدة فلسطين الصادرة في مدينة يافا نشرت بتاريخ 2-3-1938 خبر اكتشاف النفق وقالت أن فضل اكتشافه يعود إلى حسام الدين الجاعوني والدكتور طاهر الخطيب وأحد عمال الأشغال واسمه يوسف الشياح