" اتفضلي يا عروسة , دا بيتك و مطرحك "
استجابت ودخلت ما يسمونه "عش الزوجية" ... تلفتت حولها وجدت كل شيء _منذ زواج أختها _ كما هو لم يتغير .
نظرت إلي النسوة التي حولها ، ينظرن إليها نظرة
تشفي
غيرة
حسد
وربما ... موساة .
لا يهم ، تجاهلت مثل عاداتها مؤخرا كل كلام يقال . ... وكل نظرة تُراء.
وأغلق الباب ..
زفت للتو لرجل غريب ، تعلم أنه لم يتزوجها رغبة فيها بل لأجل أولاد أختها المتوفاة ..
توأمان بنت وولد ...
حاولت التقدم عرقلها حلم كل بنت ، حتي هي ..الفستان !
" أساعدك "
هل لاحظ وجودها في الغرفة أخيرا
ظنت انه لن يبالي حتي بوجودها ... ردت ببطء
"يا ريت "
قام من مكانه وتقدم ناحيتها
" تعالي هنا ... هتعرفي تقلعيه "
هزت رأسها بنعم .. لا تعلم كيف ولكن ستحاول !
أوقفها ... وحاول الحديث ولكن ببعض التردد
"بصي عايز اقولك كلمتين ... علشان ابقي معاك علي نور "
لم تنطق .. فتشجع هو
" بصي يا بنت الناس , أنا آسف علي اللي حصل ده .. بس أهي ظروف واتحطينا أنا وأنت فيها غصب عننا ,
بس بردك مش هظلمك. . أكيد كان ليك حاجات تانية عايزة تعمليها...و أحلام كا ... "
قاطعته
" لا والله مكنش فى حاجة "
اندهش من ردة فعلها وضحك فأحست بالحرج
" ريحتيني. .. بصي أنا كنت بحب أختك الله يرحمها صحيح مكنش فيه حاجة يعني زي قصة حب ما قبل الزواج بس انت عارفة القصة .... كان ممكن اتجوزك انت في الأول ... بس نصيب اتجوزكم انتم الاتنين ..
عارف ان ده مش وقت كلام زي ده بس قلت لازم أصارحك, و كمان
مش هوصيكي علي ولادي أظن أنك أنت مش هتقصري فيهم
وإن كان علي انا مش هتعبك ولا هحملك ان شاء الله فوق طاقتك "
سكنت مكانها تحبس بعض العبرات في مقلتيها ولكن حاولت التشجع. .. تعلم هذا مسبقا ولكن الواقع أمر ..
أحس بسكونها حاول تخفيف التوتر الواقع بينهما قال مازحا
" هو انت هتفضلي قاعدة كدة ... يعني مش هتغيري "
نظرت إليه نظرة تساؤل
" هو انت مش هتنامي ... أصلي تعبان وعايز انام "
قامت سريعا تداري خيبة أملها ؛ فمهما كان هي أنثي ، أخذت شيئا ترتديه وذهبت إلي الحمام !!
****** ↚
استيقظت من نومها علي خبط الباب ، نظرت بجانبها وجدت ما يسمي بزوجها ... نظرت بحسرة علي حالها ولكن خبط الباب لم يدعها أن تستمتع حتي بلحظة حسرتها!
حاولت إيقاظه
- عزيز .. عزيز
استيقظ من نومه
في ايه !!
الباب ... الباب بيخبط. .
أفاق من نومه ... لبس رداءه وفتح الباب
صباحية مباركة يا عريس .... والله ما كنت عايزة ازعجك بس زي ما انت شايف العيال منيمونيش طول الليل .... أنيم واحد التاني يصحي. .. خلاص دماغي فوت ...
ولا يهمك يا "أمينة " كتر خيرك ... هاتيها
أخذ ابنته منها وقال
أمال فين "حسن" ؟
"حسن " نايم دلوقتي .... بس البت دي مبتبطلش. .. طول الليل هاتك يا عياط .... ربنا يهدهمولك. ..
اللهم اااامين ... خلاص لما يصحي هتيه. ..
خلاص ماشي .
وكادت أن تسير لولا أنها تذكرت أمرا
اه صحيح ... الحاج بيقولك أجهز انت والعروسة علشان تفطروا معانا ..." حسنية" بتجهز الفطار دلوقتي .
خلاص ماشي ... خمسة و طالعين ..
**
كانت تستمع للحوار الدائر بينه وبين زوجة أخيه ... عليها أن تواجه الواقع هي الآن زوجة ... ومن غير ما تعرف أو تحسب هي أم أولاد !!
*********
↚
سارت بجانب زوجها تحمل -ابنتها- علي كتفها تحاول تهدئدتها ولو قليلا ...
وجدت حماها المصون يترأس " الطبلية" وحوله أولاده
حسن وزوجته حسنية
فاروق وزوجته أمينه
وثم هو-عزيز - وزوجته ..
أما الأطفال دائما يأكلون قبل الكبار ....
تعلم النظام لأن أختها دائما كانت تحكي عنه ... فحماها المصون دائما ما يضع خطوط لكل شيء
كل واحدة من زوجات أبنائه
تطبخ يوما .... والثانية عليها بالأواني ... والثالثة بالترتيب
وهكذا يضع لكل واحدة شيئا عليها عمله يدير بيته كشركة وهم العملاء . ..
لا يحب المشاكل أبدا ويحب دائما بأن يجتمع أولاده حوله ...
يظل يراقب نظرات أحفاده لبعضهم لذا أمر بإطعامهم في البداية ... فهو عندما يراهم يأكلون يشعر هو بالشبع ،
ألا يقولون " أعز الولد ولد الولد " .... قد سمعها في صغره ، وأحس بها في كبره ،ويحاول تحقيق الود بينهم قبل دفنه !!
عند الانتهاء من الأكل سارعت أمينه وحسنية برفع الأواني
وقال الحاج "فؤاد "
عايزكم انتو الاتنين
وأشار إلي عزيز وزوجته ..
قاما كلاهما واتبعا خطواته ... تشعر برهبة داخلها من هذا الرجل لا تعرف لم !! ولكن ستحاول أن تطيعه قدر الإمكان ...
عزيز
ايوة ياحاج
لازم تروح شغلك من بكرة ... محدش يفهم في الشغلة دي غيرك ..
حاضر يا حاج .
أتم كلماته لابنه ويعلم انه لن يتباطأ في التنفيذ ... ثم وجه كلامه إليها
وانت عايزك في كلمتين كدة .
ثم نظر إلي عزيز
خد بنتك ... وروح أطمن علي ابنك .. وقول لأمينة تستريح شوية .. علشان تعرف تواصل مع عيالها
أخذ ابنته علي مضض و ذهب سريعا ..
أقعدي يا " شهد " ..
استجابت لنبرته التي تغيرت فجأة وسمعته
بصي يا بنتي انا زي ابوك دلوقتي ... يعني أي حاجة تزعلك من ابني تيجي تقولي لي انا ... مش لحد تاني !! فاهمة
هزت رأسها بنعم .. برغم الحنية التي تشعر بها في طيات كلامه إلا أنها فهمت رسالته وحاولت حفظها ..
وسمعته يكمل
أنا عرفت باللي حصل قبل كدا ..
رفعت رأسها ... تريد أن تفهم منه عن أي أمر يتحدث ؟ ؟
ابتسم في وجهها وقال
عرفت باللي حصل قبل جواز أختك ... وحتي بعد ما ماتت عرفت باللي عملتيه ... صراحة عجبتني دماغك علشان كدا وافقت ... بحب البت اللي تعافر علشان اللي عايزاه ... بس
اتسعت عيناها لما تسمعه .... لم تكن تعرف أنه سيوصل به المعرفة إلي هذا الحد ... حاولت تحثه علي التكملة
بس .... بس ايه ؟
بس انت دلوقتي مشيت كل الطريق ... وواقفه علي الباب و خايفة تخبطي. ..
ونظر إليها بعمق
لازم تخبطي علشان يتفتحلك الباب وإلا إللي جوة مش هيعرف إنك واقفة ، ولا إيه رأيك ؟
فهمت رسالته الثانية ، قالت بحسرة
بس اللي جوة قافل قوى !!
قال مشجعا إياها
↚
اللي يمشي علي الرمل السخن علشان يوصل ... مش هيصتصعب عليه يخبط يوم ... اتنين ... إن شاء الله شهر أو سنه المهم الباب يتفتح. .
ومتخفيش صدقيني اول ما هتيجي تخبطي هتلاقي الباب موارب بس اعرفي كويس هتخبطي في أنه حته أصل مش كل حته ف الباب بتعرف توصل الصوت !!
أحست بحماسة من كلامه .. سعدت به وقالت وهي قائمة
ماشي هحاول ياحاج بس بردك مش هستغني عن توصيتك. ..
سارت بقوة ، بعد ما حصل البارحة من ترك زوجها لها فقدت الأمل ولكن كلام حماها جعل الروح يدب في أوصالها مرة أخري ... ستحارب. .. ستحارب من أجله ... وستعوضه! وستعوض نفسها !
ابتسم الحاج فؤاد من مكانه ... وسره ما وصل إليه حديثه ... يعرف ابنه أكثر من نفسه ... ويعرف كم اختار هذه المرة الزوجة المناسبة وإن كان عن طريق الخطأ!!!
***
وصلت إلي داخل البيت ووقفت " أيهم غرفتها ... ؟ "
سألت نفسها .. تري واحد ، اثنان ، ثلاثة ، أربعة أبواب قريبة من بعضها أيهم غرفتها وأيهم لغيرها !؟
أحست بها أمينة وقالت
اوضتك التانية .
استدارت وجدت امينة لتشير إلي الغرفة التي علي يمينها وسمعتها تقول
بصي اللي هناك دي أوضة الحاج .. وبعدها انت وعزيز. .. ودي اوضة حسنية والأخيرة دي بتاعتي ..
تتكلم وتشير إلي كل واحدة ...
اندهشت من المكان فهي رغم أن أختها كانت متزوجة هنا ألا أنها كانت تمنع نفسها من المجئ عمداً!!
شكرت أمينة ودخلت غرفتها ...
وجدت عزيز يمسك ابنته و يحاول تهدئدتها وهي لا تكف عن البكاء !!
شعر عزيز بثقل داخله من طلب أن تمسك ابنته .. وهي !!
هي فهمت ... وذهبت إليه وأمسكت الفتاة حاولت هزها ولكن دون جدوى ..
وهو يراقب لا يعرف ماذا يعمل ؟
وهي بغريزة الأمومة - التي وهبها الله لكل بنت - عرفت السبب ..
أنا عايزة حفاضة. ..
هه !!
نرمين عاملة حمام وعايزة تغير ... عايزة حفاضة ليها ..
أه .... طيب بصي هنا الحفضات أهي ... كل أما تحتجيها هتلاقيها في المكان ده ..
أخذ حفاضة وأعطاها إياها. . وهي أخذتها منه وذهبت للحمام ...
****
نامت ..؟
أه لسة يدوبك رضعتها ونامت ... كنت عايز حاجة ؟
لا ... أه ... آه عايز
ههه مالك متلغبط كدا ... في إيه عايزه ؟
أحس براحة في الحديث معها لا تشعره بكلفة في الكلام ، وتتعامل معه كأنها تعرفه من سنين ... ليس من البارحة فقط !!! هي عكس أختها إذن !!
كنت عايز ايه يا عزيز ..
أمم ... بقولك حسن دلوقتي مع جده في البرندة لسة صاحي دلوقتي يريتك تبقي تخديه ... هو عكس أخته يعني ربنا يهديه ...
متكملش. ✋✋✋.!
فزع منها ومن طريقة وقفه بهذه الطريقة
ليه !؟
أصل بصراحة لما أنا بشكر في حاجة بتقلب معايا في ثانية متعرفش ازاي .. أقول انا بعرف بطبخ محشي حلو يطلع محروق ، أقول الإنسان ده معايا حلو ... في ثانية ألاقيه يتقلب معايا ... بالله عليك ما تكمل علشان أنا مش ناقصة دي أخته دي كفاية علي ، ميبقاش البت والولا!!!
سكن قليلا ... يحاول استيعاب ما تقول !!
ثم انفجر ضاحكا ... أحب بساطتها في الكلام .. لم يتعود علي هذا من قبل !!
هههههههههههه ، خلاص ماشي مش هقول حاجة .. اهو !!
وأطبق علي يده بطريقة مضحكة علي فمه
كدا تمام يا باشا ...
↚
تبسمت لفعلته وأحست بنور الشمس يطلع كأنه وقت الشروق ... ربما ليست شمس النهار بل كانت شمس قلبها !! .
وهو كاد ينصرف .. ألا أنه رجع مرة أخري وقال
هو صحيح انت بتعرفي تعملي محشي .. بس بالله عليك مش محروق !!
أومأت برأسها بنعم !! وهي ما زالت علي ابتسامتها. . سيكون هناك نهار جديد عليها ...
******
كدة خلصت .
قالتها شهد بصوت هادئ جدا بعد فراغها من أصعب مهمة لديها ... ألا وهي نوم نرمين وحسن !!
لم تعلم أبدا بأن الأمر بهذه الصعوبة ... لكن عليها أن تتحمل ... من أجل نفسها !!
زفرت زفرة طويلة أخرجت ما في داخلها من هموم ... أو هكذا ظنت ، تمنت أن تخرج تلك الهموم مع الهواء ؛ ألا أنها تشبثت بقوة .. كأنها _الهموم _ستفقد حياتها إن خرجت ممن تظنه مخدعها!!
حاولت السير ببطئ شديد لكي لا توقظ الطفلان....
سارت خطوة ، الثانية ، الثالثة ... أحست بحركة أحدهما تلفتت ببطئ شدييييييد .... وجدتهما نائمين! !
حمدت الله ... و طارت إلي الخارج !!
******
ممكن أساعدك ؟
هه ..... لا متشكرة اووي ... دا يومي في غسيل المواعين .
ااه ... أنا أعرف شوية عن النظام هنا .. كانت اختي بتتكلم شوية عنه ..
سكتت حسنية قليلا ولم تعقب علي قول شهد ... فآثرت فضول تلك الأخيرة
في حاجة يا حسنية !؟
لا ابدا ... معلش أصل بالي مشغول حبتين ... بس انت سيبتي العيال فين .. مش سامعة حسهم زي العادة ؟
نايمين. .. بصعوبة علي ما قدرت أنيمهم. ..
ربنا يكون في عونك ... أنا وأمينة كنا بنحاول ديما نراعيهم. .. بس أن شاء الله انت تخلي بالك منهم .. وأنا وأمينة اتفقنا انت عليك هم .. واحنا الباقي ، متشغليش بالك بحاجة خااالص غيرهم ..
ليه كدا .. انا عايزة أساعدكم. .
ياختي ساعدي نفسك الأول ... دول مش عيال ... دول احم ...بسم الله الرحمن الرحيم ..
ضحكت شهد على كلمتها يبدوا أن الطفلان قد تركا بصمة لن تمحي بسهولة داخلهم
حرام عليك تقولي كدا يا حسنية .. دا الأطفال ملايكة. .
والله ياختي انت اللي شكلك ملاك ... ربنا يهدهملك. .
ثم سكتت برهة وأكملت
شكلنا أن شاء الله هنبقي حبايب ونقعد نتساير مع بعض بدل ما انا قاعدة لوحدي كدا ..
ليه ما انت معاك أمينة وقبل كدا كان معاكم أختي !!
سكتت حسنية ثم قالت بعد تنهيدة
متستعجليش يا عروسة .. بكرة تعرفي اللي فيها .. أهم حاجة في البيت ده سرك ميتعداش من هنا!!
وأشارت إلي فمها وأكملت
حتي لي ... وحتي لو أصريت. .. واللي يقولك سرك في بير .. ردي عليه وقولي :-البير بيشرب منه الكتير !!
*********
جلست في غرفتها .. " مالذي كانت تقصده حسنية بكلامها ؟ وهل فعلت أختها شئ !!؟ " كانت تلك الأسئلة تدور وتدور في فلك واسع كبير ...
تحتار هل أختها فعلت شئ مثل عادتها ... ؟
إذن لم كانت توهمنا بالعكس ..!
لم لم تكن قريبة من سلفاتها!
مالذي يبعد حسنية وأمينة وأختي عن بعضهم ...؟
تنهدت بعمق ... رمت جسدها علي السرير ... وقالت
" قريبا سأعرف. .. لن يبقي أي شئ سراً إلي الأبد"
دخل عزيز فقامت مسرعة واعتدلت في جلستها ، تنحنح هو وأدرك توترها. .. وقال
إنت كلت ؟
لا لسة ... إنت جعان ؟
صراحة أي ..
طيب ، هقوم أجهز الأكل ..
اطلبي حد يساعدك .. علي ما تعرفي مكان الحاجة هنا ..
حاضر
كادت أن تسير ... وقفت مكانها ثم رجعت
↚
هو ... امممم
استعجب من رجوعها فسألها يحثها علي الكلام
في ايه ؟
يعني هي أختي ....
صمتت تفكر ... تريد ترتيب أفكارها ثم قالت
1. أختي كانت عملت حاجة وحشة !! يعني في تصرفاتها ... كان في حاجة ممكن تشكك فيها ؟
مش فاهم ؟
توترت. . خرج.السؤال علي غير المراد ..
ثم قالت تنهي دفة الحوار
خلاص خلاص مفيش حاجة ....
وتركته وذهبت ، وظل هو يتخبط في أفكاره "تري ماذا كانت تقصد ؟"
******
" إنت هتنام دلوقتي ؟"
أي ... أنت عارفة أبوي طلب مني لازم أروح الشغل بكرة ...
اممم ... اطلع برة علشان مزعجكش؟
لا ... خليك هنا ، مينفعش تطلعي علشان انت عارفة الأوض جنب بعضها فميصحش ..
طيب ، أنت هتصحي إمته علشان أصحيك ؟
لا متقلقيش أنا بصلي الفجر وبزود علي هناك ..
طيب لو لقيتني نايمة ابقي صحيني أصلي الفجر بالمرة ...
سُر هو لسماع هذا منها ... حاول كثيرا مع أختها لصلاة الفجر ولكن لا حياة لمن تنادي !!
قال مسروراً
خلاص ماشي ... يللا تصبحي علي خير .
سرت هي عندما رأت ابتسامته ... لا تعلم ماذا قالت لأجل هذا ؟
ولكن ستظل تدعوا الله دائما .... أن يقرب إليها _زوجها _.
*****
انا ماشي دلوقتي عايزة حاجة .
ترجع بالسلامة ..
كاد ينصرف ألا أنه رجع مرة أخري وقال
إنت معاك رقم تليفوني ؟
أطرقت رأسها في خجل و ردت
لا مش معايا .
طب إكتبيه... لو عزت حاجة رني علي ..
ماشي ... اتفضل ......
*****
كدة بقي البضاعة الجديدة هتوصل بعد شهرين ..
أي يا عزيز بيه ... إحنا طلبناها علي ما تجهز يكون إحنا جهزنا المخازن علشان نستقبلها ...
خلاص كدة تمام روح انت علي شغلك
انصرف العامل و تلفت عزيز إلي مكتبه ليري بعض الحسابات المركونة. .. رن هاتفه ، وجده رقم غريب ، وأجاب علي المتصل
السلام عليكم
ردت علي استحياء
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته. .. احم ازيك يا عزيز ...
علم صوتها .. لاحظ فيه الخجل ، قال مازحا
الله يسلمك .. إنت مصدقت تاخد الرقم وللا ايه .. يدوبك خدتيه من هنا وترنى من هنا !!
سألت ولم تفهم مقصده
نعم !!
ههههه ، مالك قفشت كدة .. كنت بهزر ملكيش فيه ..
هو إيه ؟
الهزار ...
صمتت لا تعلم بم تجيبه. . يأخذها في نواحي تلجم لسانها و تجبرها علي الصمت وعشيرته
أدرك صمتها فقال
كنت عايزة حاجة ؟
إنت فطرت ؟
يعني انت بتتصلي بي وتبطليني عن شغلي علشان تسأليني فطرت ؟
أي
ليه !!
عايزة أطمن عليك ..
↚
لم يرد ... ربما انشغل بزلزال أُحدث في قلبه !
سمعها تناديه بنبرة ميزها هذه المرة
عزيز
نبرة الخجل وإن كان يقاوم !!
نعم
مجوبتش علي ..
لا لسة !!
طيب روح افطر ..
حاضر
استجاب لها .. لا يعرف لم !!
ليس من عادته ..
ولكن لأول مرة في حياته طلب الإفطار ..
أكله بشهيه...
استغربه من حوله ... ولكنه لم يبال بهم ...
******
رجع "عزيز" البيت متأخرا ظنت "شهد " أن هذا معاده الطبيعي ...
دخل غرفته وألقي السلام وقال مستغربا
إنت صاحية ليه لحد دلوقتي ..
مستنياك ..
ليه ؟
علشان نتعشي...
أطرقت رأسها في خجل وأكملت
أنا مشفتكش طول النهار ولا قعدت معاك ... ففضلت مستنياك من ناحية أطمن إنك هتتعشي ، ومن ناحية إنك ...
رفعت رأسها ونظرت لعينه
إنك بخير .
لجم من تصريحها. . برره بأنها تراعي ربنا فيه ليس أكثر .. نزع ما يحاول قلبه _قبل عقله _ بأن هناك شيء آخر ...
قال بمرح بخلاف ما بداخله
أمال فين الأكل ده ..
ثواني يكون جاهز
ظلت عينيه تراقبها إلي أن اختفت وتمنى داخله ألا يكون الأمر صحيحا !!
**
وضعت شهد العشاء وجلسا سويا يتناولاه
سأل عزيز عن ولديه ... وهل أتعباها فأجابت بالرفض
استغرب من موقفها تذكر كلمات أمينة وحسنية عن التعب الذي كان يصيبهما من ابنيه. ..
لم يزيد في الأمر ربما كانت تحاول ألا تزيد مشاكله ..
ولم يدر أنها كانت صادقة في مقيلها !!
ابتسم " الحاج فؤاد " وهو يراقبهما من بعيد ثم قال بصوت خافت
" شكلها عرفت تخبط علي الباب كويس "
ثم استدار وذهب إلي غرفته راضيا مبتسما ...
*****
جلس عزيز حائرا يمسك هاتفه يفتحه يقلب فيه لاشيء
" لم لم تتصل ....؟ هل هناك خطب بها ؟
هل هي مريضة ؟
أو ربما حدث شيء للأولاد ؟
طوال الشهرين الفائتين وهي تتصل بي علي الدوام !!
لم تنقطع يوما !
إذن لم الغياب ....
أأتصل!!
ماذا سأقول ؟
كلا كلا لن أفعل! !
↚
ويكأن الأمر لا يهمني ..
ولكنه حقا يهمني ..
تباً !!!! "
ترك مجلسه ، ظل يذهب جيئة وإيابا .... عاودته أسئلته
"هناك خطب بها
كلا ليس هناك !
ولم أهتم من الأساس !!!
هل سأجدها تنتظرني مثل كل يوم
طبعا ! فهي لم تكن لتأكل إلا معي ، حتي غدائها لا تتناوله إلا عشاءا ومعي
حسنا ، سأجدها تتنظرني حينما أعود !!
وحينها سأعرف لم لم تتصل !! "
*******
دخل الغرفة ، بحث عنها .. هنا ... كلا
هنا كلا .. تبا أين هي !!
وقعت عينه على السرير وجدها نائمة ...
تمتم في استغراب وذهول
" مالها ؟!"
تقدم ناحيتها ، حاول إيقاظها
ردت وهي نائمة
" عزيز إنت جيت "
" ها ... إنت نايمة من إمته مش من عادتك !!"
" مش عارفة ... أنا كنت قاعدة ولقيت نفسي عايزة أنام ... هقوم أجهز ليك الأكل "
كادت أن تقوم اوقفها قائلا
" هو إنت مش .... احم
مش هتكلي "
" لا. بصراحة مش جعانه ... أصل أكلت العصر كدا .... ومن ساعتها وانا شبعانة "
وقف مكانه ... لا بد أن يكون هناك خطب ما بها ...
تبدلت إلي كائن آخر تماما !!
سمعها
" ممكن توعي هقوم أجهز الأكل بسرعة "
رد وهو مازال في تفكيره
" لا مش هتعشي ... ريحي إنت
بس .... هو إنت ت ع ب ا ن ة "
ردت بثقة فهي فهمت تردده ف السؤال
" لا مش تعبانة ولا حاجة ... ليه بتقول كدا ؟ "
" ها ولا حاجة ... ريحي إنت أنا هطلع برة شوية "
" هتروح فين دلوقتي ... الوقت متأخر !!"
" هروح أوضة المكتب شوية .... وبعدها هنام بإذن الله "
" ماشي يا عزيز "
اتجه ناحية الباب متسائلا
" ما الذي غيرها ؟ "
ولم ينتبه إلى تلك الابتسامة التي ظهرت علي محياها !!
******
↚
أمسكت - ابنتها - هذه الفتاة لا تكل ولا تمل من البكاء حمدت ربها علي عثورها علي تلك الطريقة التي تهدأهما ولكن اليوم الفتاة تعبة. .
اقتربت من المطبخ هدأ صوت "نرمين " وسمعت كلام آخرين
حاولت ألا تسترق السمع والتفتت تعود إلي مخدعها ألا إنها وقفت حين سمعت إسمها فأنصتت أكثر وأكثر وكأن نرمين قد سخرت لها لتستمع إلي ذاك الحوار !!
*****
دخلت الغرفة _بعدما اطمىنت علي نرمين _ مشتتة التفكير رفعت رأسها تدريجيا وجدت عزيز علي_ غير العادة_ جاء مبكراً
قالت فزعة
بسم الله ..
تفاجئ عزيز مما حدث لها
في إيه شفت عفريت
خضتني يا عزيز
ضحك علي فعلتها
طيب هعملها كل مرة ... بس لما آجي من السفر
قالت بدهشة
سفر !!
قال وهو يبحث عن حقيبته
أي .. البضاعة هروح أتمم عليها ... علشان ميحصلش لبس زي المرة اللي فاتت .
طب هتقعد كام يوم ؟
أجاب بلا مبالاة
ممكن تلات أو أربع أيام كدا ..
ليه كدا !!
انتبه لنبرتها.... تلفتت إليها وجد نظرة
قلق
دهشة
نظرة تقول " لا " !!
تحولت نظرته إليها ... اقترب منها خطوة، الثانية ، حتي وقف قصادتها
اول مرة ينظر إليها ... وجه لوجه
مرت عينيه لملامحها ، أحس بأنه اول مرة يراها ... شعر بضربات خفيفة
مؤلمة
لكن ممتعة !!
أول مرة يشعر بها
لم يترجمها !!
ولم يحاول
نظر إليها نظرة .. إعجاب ... رآها أنثي !!
قال بصوت رخيم
شهد !!
رفعت رأسها مستعجبة ..
أكمل بنبرته
مالك مستغربة كدا ليه ؟
أصل اول مرة تناديني بإسمي
بجد !!
حك رأسه وقال ببلاهة
مع إني بكرره كتير
رفعت رأسها للمرة الثانية ... تعجبت مما يقوله
نظرت لعينيه. . وجدتهما لأول مرة تنظران إليها ...
نظرة أحبتها !
نظرة انتظرتها !
نظرة حلمت بها !
استمتع عزيز بتقابل أعينهما
للعيون لغة لا يفهمها الآخرين
اتسعت ابتسامتها الممزوجة بالخجل
ولم تعرف ما حدث بعدها في قلبه
زادت ضرباته. .. تمني أن تزيد .. أن تستمر .. أن .. لا يعلم
يريد فقط توقف الوقت عند هذا الحد ..
يكفيه هذا !!
كنت عايز تقول إيه يا عزيز؟
أجاب بعفوية
نسيت !!
ضحكت ... علي قوله
وأكمل
لما هاجي من السفر عايزة أتكلم معاك يا
نظر إليها بعمق
وقال بصوت من قلبه
يا شهد !!
أومأت بابتسامة عذبة
ماشي ... هفكرك.
أيوة عايزك تفكريني. .. أصل بنسي كتير ..
لم تجاوب ... سمعت صوت " حسن " يصيح بالبكاء ... هرعت إليه ... ولم تري ابتسامة عزيز
قائلا " هو صحيح أنا كنت عايز أسألها علي إيه !؟ "
*****
↚
تنبه إليها أحس بها بتغيير لم تعد تتصل !! ، ولم تعد تأكل معه ، ولم تعد تفتح حوارات معه مثل عادتها ...
بعيدة كل البعد عنه ... يراها مشتتة التفكير دائما ..
قرر بكسر حاجز الصمت بينهما ... يثير فضوله كثيرا أمرها - علي غير عادته - أيقن في نفسه أنها صارت تهمه بشكل أو بآخر ..
رآها بدأت ترتب ملابس سفره
تقدم ناحيتها وبدأ في سؤالها بنبرة توحي باهتمامه بها فقال :-
ألا قولي لي يا شهد أنا شايفك بتسرحي كتير كدا علي غير العادة !!
توقفت عن تنظيم الحقيبة وسألت نفسها " هل لاحظ شرودها ؟"
ردت بثقة
لا مفيش حاجة ..
تقدم ناحيتها وقال
هما العيال بيتعبوك. .. أنت طول الشهرين مشتكتيش منهم. .. أنا قلت احتمال مش عايزة تحمليني فوق طاقتي !!
لا والله مش بيعذبوني ...
اتجهت ناحية الدولاب وأكملت
دا أنا لقيت طريقة بتخليهم هاديين وراسيين ويبطلوا عصبية !!
طب ما تشجيني. .
ماشي هقولك ... بص أنا قبل الجواز كنت بحب أسمع إذاعة القرآن الكريم اوووي ومرة سمعت فيها حديث اللي معناه إن اللي بيقرأ أو بياخد عموما سورة البقرة فهي بتكون بركة ... واللي بيتركها حسرة ... ومخدتش بالي من بقية الحديث ...
وأنا كنت في حسرة مكفياني
قاطعها. .. بفضول بيّن
حسرة إيه !!
أجابت متلاشية سؤاله
دا موضوع تاني ... المهم إيه قررت من يومها أقرأ سورة البقرة كان الموضوع صعب علي اووي في الأول ولكن مرة في مرة بدأ لساني ياخد عليها ... واللي ساعدني اكتر إن انا كنت بدعي ربنا كتيييير في الصلاة علشان أثبت عليها أصل بيني وبينك كانت كبيرة اووووي بس لما كنت باجي عند آية " وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون " كنت بحس إن الموضوع هيبقي سهل لو دعيت ربنا وبالفعل حصل اللي حصل والحمد لله بقيت عملاها كورد لي والحمد لله مقطعتش يوم. ...
ولما اتجوزت ولقيت العيال مغلبني في الأول ومش عارفة أقرأ الورد؛ عزيمتي هبطت وبدأت أقصر في القراءة ....
فجيت سمعت في التسجيل اللي برة ده كأنها رسالة من ربنا الحديث ده تاني ولكن المرة دي كله ... " أخذها بركة وتركها حسرة ولا يستطيعها البطلة السحرة "
قلت انا ناقصني البركة وكمان ممكن العيال دول يبقوا محسودين ولا حاجة .. وقررت من يومها أقرأها عليهم ...
والله يا عزيز كل إما آجي أقرأها ألاقيهم يهدوا خاااالص وكمل السورة و اليوم يبقي حلو
لحد ما عرفت كمان حاجة بتخليهم يعيطوا اووي
سأل بلهفة فقد استجاب لحديثها
إيه هي ؟
إنت عارف إن ربنا -سبحانه وتعالى - بيخلي الملائكة بتحفظنا من السوء صح
أي
طيب ... أنت عارف كمان إن الملائكة مبتدخلش بيت فيه صور ولا كلب ... وأقصد بالصور يعني الحاجة اللي فيها روح !!
أي عارف ... وكمان اللي فيه جرس
أيوة صح .. نسيت دي هههه
أكملت
طيب أنا بقي أي حاجة كان عليها صور هدوم مليات مفارش حتي الصور الفوتوغرافية كنت بشيلها. .. علشان إنها بتجيب الشياطين
بتجيب الشياطين ازاي
علشان الملائكة مش موجودة .... ما هو المكان اللي مفيهوش ملائكة الشياطين بتبقي رتعة فيه !!
ضحك علي تعبيرها
رتعة
أي بتبقي رتعة ومتبته. . ما هم الملائكة مبتجتمعش مع الشياطين في مكان !! والحمد لله لقيت العيال الهدوء جالهم الحمد لله العصبية خفت .... ومعدوش بيتعبوا أو ي زي الأول ربنا يهديهم
اللهم آمين ...
سكت برهة و قال
طيب عرفنا أن شرودك وسرحانك مش من العيال ... أمال من إيه ؟
ها !!
إنت مخبية حاجة ؟
بصراحة في حاجة ... بس متشغلش بالك دلوقتي لما تيجي من السفر هقولك ... علشان في غموض كدا .... وعايزة أفهمه !!
قلقتيني! !
ولا تقلق ولا حاجة .... الموضوع إن شاء الله بسيط ..
طب هو بخصوص إيه ؟
هو لازم أقول
أي
بخصوص أختي
سلوى !!
إحم. .. أي ... لما تيجي من السفر إن شاء الله هحكيلك كل حاجة
ربنا يسهل
******
داخله حرب عشواء ينقصه شيء .. يشعر به داخله ..هو الآن مسافر !! ... وتاركها!
أمسك حقيبته الصغيرة ... و ترجل ..
توقف قبل ان يمسك بالمقبض ، استدار إليها .. نظر لعينيها. .
وقال بتردد
إنت عايزة حاجة أجيبهالك وأنا جاي ..
ردت بنبرة مطمئنة
سلامتك ...يارب ترجع لنا بالسلامة ..
لم يكفيه السلام . وإجابتها لم تكن كدواء لما يشعر به قلبه من مجرد الابتعاد !!
أنصت إلي قلبه و أنزل الحقيبة واقترب منها ..
لا يعرف لم اقترب ..
↚
أحس بنفسه يتقدم أكثر وبدون أن يدرك اقترب أكثر منها .. وقبل جبينها. .
ظلت ساكنة .. أحبت قربه ..عبيره يسحرها. .
انتشلها من الأرض وأجلسها علي السحاب ... أحست بدفء غريب .. تتمني أن لا يبتعد ..
أفاق مما فعله .. قال بتردد
أنا ... أنا ... ماشي
أخذ حقيبته علي عجلة وذهب سريعا ... يحاول إنقاذ نفسه ... مما ظن أنه قد غرق فيه !!
*****
تمسك هاتفها تقلب فيه .. تريد الإتصال , الطمأنينة عليه ..
هل وصل ؟ أم ليس بعد ؟
لم تسأله عن مدة الرحلة ..
مرت ثلاث ساعات .. بالتأكيد وصل ..
لكن لو اتصلت ... سيخرب ما كانت تخطط له !!
ما العمل الآن ؟
انتشلها من تفكيرها مجئ كبير البيت " الحاج فؤاد "
وجدها ساكنة هادئة علي غير العادة تراقب -أبنائها - ولكن ليس عقلها معهم ..
أدرك فيما تفكر وقال
اتصلت بعزيز يا شهد ؟
ردت ببطء
لا .
ليه يا بنتي متصلتيش بيه ... مش تطمني علي جوزك بردك ...
والله ... احم
روحي اتصلي بيه يا شهد .... الراجل بيحب المرة اللي تهتم بيه ... مش اللي تطنشه!
أخذت هاتفها وكأنه أعطاها مفتاح سؤالها وقالت مسرعة
معلش خد بالك من العيال ...
ماشي ... يللا وابقي طمنينا ..
سارت بخطوات تشبه العدو .. ولم تدرك ابتسامة الحاج فؤاد متمتما " ربنا يهدي سركم يا بنتي "
و انحني حاملا نرمين بين يديه قائلا
" ايوة كدا عايزك زي خالتك كدا أوعي في يوم من الأيام تكوني زي أمك !!"
*****
وصلت لداخل غرفتها واتصلت به .. فهي حقا اشتاقت لصوته
سمعت الرنين أنصتت وجاء صوته قائلا
السلام عليكم.
و عليكم السلام... ازيك يا عزيز ..
الحمد لله .. ازيك يا شهد .. انا قلت أنك مش هتتصلي !!
ليه بتقول كدا ؟
أصل بقالك يجي أسبوع كدا معملتهاش. ..
سألت بشك :
هو إنت لحظت ؟
أي ... وبصراحة رغم علمي بكدا إلا إني كنت مستني اتصالك ..
سألت بنبرة ممزوجة بالفرح
ليه ..
أجاب بنبرة حانية ,رخيمة, مشتاقة
علشان بحبه ..
وقفت مكانها .. أدركت ما قال وردت ببلاهة
هه !!
مالك ؟
انت ... أنت بتحب إيه ؟
أعادها بنبرته الأولي
بحب أسمع صوتك ..
هه ..
ضحك علي ما أصابها ...
وهي سمعت ضحكته من هنا .. وسمعت قرع طبول الفرح في قلبها من هناك .
أدرك عزيز ذهولها. . فهو قصد أن يري تأثير كلامه عليها .. وقال بصوت حاني يخرج من قلبه
شهد !!
أجابت دون شعور بنبرة مماثلة له :
نعم !!
إنت كويسة ؟
قالت والابتسامة علي ثغرها
احسن من أي وقت ..
غاب قليلا في الرد عليها وقال
بصي هكلمك بعدين ... ماشي ..
ماشي !!
أغلق الهاتف ..
وهي أمسكت الهاتف وظلت تراقبه هنيهة. ... ضمته إلي صدرها راقصة رقصة تعبر بها عن مدي فرحها ... فهو أخيرا اعترف لها !!
*****
بعد ثلاثة أيام ..
عاد الحبيب إلي البيت تزينت برداء جديد .. تريد مقابلته بأحسن ما لديها ... عطرت الغرفة بعطر فواح ..ربما كانت بداية جديدة لهما .. بعد محادثتهما الأولي أحست به بتغيير ... ليس علي النحو التي تريده هناك نغزة لا تعرف ما هي ...
تتذكر اول محادثة بعد سفره كانت طائرة من الفرح بسبب ما سمعته ... ولكن بعدها هناك تغيير !!
نفضت هذه الشكوك ربما كانت مجرد أوهام .. وحسب
لا شأن لها ... ليس عليها أن تعكر شوق مجيئه فهي حقا اشتاقت ..
اشتاقت إلي كلامه .. محادثته .. مراقبته وهو يلعب مع أطفاله. . اشتاقت لرائحته التي تتنفسها دون أن يدري ..
صارت هائمة متيمة عاشقة .. محبة له وليس لأحد غيره !!
تمنت أن تسارع الدقاىق والثواني فقط لتطمىن عليه وتسكن قريرة العين لرؤيته ..
دق الباب علمت أنه هو عدلت من ردائها وفتحت الباب ..
ووجدت عزيز ينظر لها نظرة غير المعتاد !!
↚
نظرة اتهام !!
ربما ظنت ذلك .. سألت نفسها " ما به ؟"
ظلا صامتين كلايهما ... ينظر كلا منهما للآخر ..
لم يدخل .. وهي لم تتحرك .. حتي قطع عزيز حاجز الصمت قائلا بنبرة باردة يشوبها عدم الاهتمام
ازيك يا شهد ..
أدركت نبرته ونزلت من علي السحاب بعدما أجلسها عليه ونزلت ...
ربما
إلي
أسفل
سافلين .
هذا ما شعرت به !!
لم ترد .. وكيف ترد علي طعنه إياها ..
كل التغيير حدث بنبرته .. ولكن لم تغير ..؟
بعدما ظنت أن بعده ربما سيكشف جوانب له
انه ربما يشتاق
ربما يفتقدها
يحن إليها
ولكن كانت كأماني فحسب ..
ليت الحلم قد كمل ولكن هيهات !!
أدرك طول صمتها .. وقفا كثيرا .. لو مر أحدهم سيثير أسئلة هو لا يريدها ..
تنحنح ليوقظها من غفلتها. .
فاقت من تساؤلاتها. .. علي واقع أمر وأسوء ..
دخلت الغرفة .. ودخل ورائها. . احتضن ولديه بشوق لاحظته فيه ... ولكن ماذا عن حظها هي ؟ ؟
ألعنة أختها تراودها في حياتها وبعد مماتها. .
فأني لها الفرار ..؟تبا لتلك لعنة ادمن