📁 آخر الأخبار

مقال جديد - الواسطة والرشوة والمحسوبية دمرت الامة والقضية


الُواسِطة، والمَحَسُوبِيَة، والرَشَوُة دمَرتَ القَضَية، والَرعَيَّة

 

إن من أهم أسباب فشل بعض الدول، ودمَار الأُمم، والبلاد، والعِبَادْ، ويطُيل زمن  الاستعمار، والاستكبار من غير استقلال هو الفساَد، وظُلُم الناس، وعدم رد المظالم، وإعطاء كل ذي حقٍ حقهُ، ووجُود الواسطة، والرشوة، والمحسوبية، وحالَنا اليوُم هُو: "مُحمدٌ يرث، ومحُمدٌ لا يرث"!؛ فِإن فسد الراعي فسدت الرعية؛ وحينما يكُون بَرلماَن جُلهُ غيرُ صالِح، ووزيرٌ مُّسَتُوِّزِرَ، أو مُواطنٌ غيرُ وُطَّنيٌ مُستُوُطنٌ، ومُسَتَحَكِمٌ  وهو حَاكَم عَاكِمْ!؛ ولهُ بَوُاطِن في بَاَطن بَطنهِ يُبَطِّنُها فَيُنَافق!؛ وحينما يكُون ولاةٌ،  وأمراء  فَجَرةٌ فَسَدّةَ، مُفَسِّدة، فَاسِدَة،  ونُواب  عُيَاب؛  أو حكومة كَالأصنام، ووزراء طرَاطيرٌ كَالأغنَام، ظالمُون، غير عادلوُن؛ وكُل ما يُهمهم مصالحهم الشخصية فقط،، وولُوا مناصبهُم وهم لا يستحقونها، من خلال المحسوبية، والواسطة !؛ فَقُلْ على الدُنيا السلام!؛ وهذا حال الكثير  مِمَن يتصدرون المشهد القيادي في الوطن العربي، والعالم الإسلامي عموماً!؛  ففي أكبر استطلاع عالمي عن الفساد، اتضح أن العالم كُله يُعاني من الرشوة، وكذلك فلسطين تُعاني من الرشوة فلا يدخل الوظيفة  كمُعلم مثلاً صاحب الكفاءة العالية  بل  الأفضلية  لابن الحزب أو الحركة أو التنظيم أو بالأحرى لأبناء القيادات من كل الاتجاهات؛ أو لمن يأتي  بورقة  تزكية من أمير  المسجد  في منطقتهِ  بمدينة غزة!؛ وكذلك في الضفة فالوظيفة المرموقة أغلبهُا تكون لمن لهُ واسطة كبيرة؛ فتلعب الواسطة والمحسوبية دوراً كبيراً مؤثراً في التوظيف،  ويعاني حملة المؤهلات العُليا من التَطنَيِشْ والتَهمِيش!؛ وأغلب الشعب يُعانون من وجُود حالات كثيرة تتدخل فيها الواسطة والرشوة، والمحسوبية، والفساد بكل أنواعه؛ والرشوة والواسطة، والمحسوبية، تُسَبب الظلم، والتراجع وخاصةً  أمام الدوُل المُتقدمة، وهو  أحد أهم أسباب الفشل، والضعف، والترهُل الذي يصيب أي مجتمع ويترك مضاعفات نفسية خطيرة على المواطنين قد تؤدي بهم إلى هجرة الوطن، والرحيل في رحلة المُستحيل للبحث عن حياة كريمة، يحيا فيها من غير أن يري وجُوه الظالمين، والفاسدين والمرُتشين، والمحسوبية التي دمرت الرعية، وأضعفت القضية، وأماتت في صدورِهِمْ الوطنية!؛ وهي العقبة الكَئَّوُد الأساسية أمام الحُرية، والازدهار، والعمار، والاستقلال، فحينما يوضع الرجل الغير مُناسب في المكان المناسب فهذا هو الخراب والدمار بعينه!؛ وحينما يرفع الجُهلاء للعلياء!؛  وفي مراكزٍ مرموقة، ويتم تجاهُل العلماء، ومسحَهُم وسحقهم!؛ فهذا هو الدمار وبهذا يكون من فعل ذلك قد خدم عصابة  الاحتلال بقصدٍ أو بغير قصد، وكان رَدَيفُ، وحليف لهُم!!.

 وإن القاضي الذي يتعين بالواسطة والمحسوبية سوف يظلم الرعية، لأنه أصلاً جاء من خلال المحسُوبية، ورفُع مكاناً عَلياَ؛ وهو راسبٌ أساسًا بين البرية، وفاشلٌ في كُل قضية، ومن قَبلُ كَان نسياً منسياً وبين الناس سُّفلياَ!.

 ولذلك قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺالْقُضَاةُ ثَلَاثَةٌ: اثْنَانِ فِي النَّارِ، وَوَاحِدٌ فِي الْجَنَّةِ: رَجُلٌ عَرَفَ الْحَقَّ فَقَضَى بِهِ، فَهُوَ فِي الْجَنَّةِ، وَرَجُلٌ عَرَفَ الْحَقَّ فَلَمْ يَقْضِ بِهِ، وَجَارَ فِي الْحُكْمِ، فَهُوَ فِي النَّارِ، وَرَجُلٌ لَمْ يَعْرِفِ الْحَقَّ، فَقَضَى لِلنَّاسِ عَلَى جَهْلٍ، فَهُوَ فِي النَّارِ ولنا في سيدنا رسول الله الأسوة الحسنة في مُحاربة الواسطة والمحسوبية والفساد فلقد جاء في الحديث الصحيح الذي ترويه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: أن قريشا أهمتهم المرأة المخزومية التي سرقت فقالوا من يكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن يجترئ عليه إلا أسامة بن زيد حب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو الصحابي الوحيد الذي ذكُرِ باسمهُ صريحاً  في القرآن الكريم - فكلم " زَيَد"  رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الرسول:" أتشفع في حد من حدود الله!!؛ ثم قام النبي فَخَطَب قال:" يا أيها الناس إنما ضل من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق الشريف تركوه وإذا سرق الضعيف فيهم أقاموا عليه الحد، وَايَمَ الله لو أن فاطمة بنت محمد  سرقت لقطع محمد يدها "!؛ وحَاشَاها سيدتُنا فاطمة الزهراء العفيفة الشريفة الكريمة أن تسرق!؛  أما نحن اليوم فإن سرق أي غني أو أمير، أو ملك  أو  رئيس  أو  وزيرٍ  أو مسئول كبير تَركوهُ، وغنوا له، ورفعوهُ،  ونافقوهُ، وكرموهُ، وهتفوا لهُ!؛ فويلٌ  ثم  ويلٌ  لكُلِ من يَسَتغل مركزهُ أو وظيفتهُ  فلا يعدل، أو يتلقي الرشوة، ويكون دَيَدَنَهُ  المحسوبية، والواسطة، وليس وفقاً للشريعة والدين، والحق والعدل والأنظمة والأصول والقَوُانين، وخاب وخَسِرْ لكل من  تُولي أمر الناس سواء كان  زعيماً  أو  أميراً   ثُم  بَاتَ غاشاً لهم؛ فَقد برئت منهُ ذمةُ اللهِ ورسولهِ!!؛؛.

ونحن، نُشاهدُ اليوم ونسمع عن المنح الدراسية، والتي  غالباً  لا تذهب للطلاب الأوائل الذين يستحقوُن المنح الدراسية، ويَذهب بعضاً منها أدراج الرياح لمن لا يستحقُون، أو لمن هم في أذني سُلم النجاح في الثانوية العامة أو البكالوريوس، وغالباً ما نري، ونسمع  تعيين بعض القُضاة أو  بعض وكلاء النيابة، أو بعض الوزراء، أو المُستشارين، أو بعض الوكلاء والمُدراء العامُون، وبعض المُعلمين، والمُعلمات ليس على أساس المهنية والكفاءة والأصُول والقانون!؛ وإنما يتم التعيين  غالباً وفقاً  للواسطة، والمحسوبية وابن المسئول أو الوزير أو الرشوة، وتبِعاً لحجم الواسطة، والانتماء الحزبي، والتنظيمي، وقائد هذا الحزب، أو ذاكَ،  وللأهواء؛! بينما  يتم  تجاهُل، وظُلم، وسحَق، ومحَقْ  كل من  يستحق التوُظيف،  والتعين، والترقية !؛، وهذا يُدمر، ومُدمِر، ويهَدِم البُينان والأركان، والأوطان، والإنسان!!  ولَرُبَما تري سفيراً  وهو  لا يستحقُ أن يكون غفيراً، وربُما تري وزيراً سكيراً، ولا يستحق أن يكون تلميذاً!؛ وربما تري وكيلاً لوزارة، وكأنهُ طِفَلاً رضيعاً؛ وربما تري مُعَلماً مُعيناً بالواسطة وهو فارغاً، وخاوياً، أو قاضياً عاصياً!!؛؛ وإن كل ما سبق دمارٌ منتشرٌ  كالنارِ في الهشيم، ويَشطُب مبدأ العدالة، وتكافؤ الفرص، والكفاءة، والنّزاهة، ويَقهر العباد، ويَّنكُبْ البلاد، ويَضُر، ويُدمر منظومة القيم، والفضيلة، والأخلاق ، ويُعرقل ويشل عجلة التقدم، والرخاء، والبناء، ويُوقف عجلة التنمية الاقتصادية، ويُدمر المجتمع كله اجتماعياً، وثقافياً، ويُخلخل ويُزلزل الأوطان في كافة المجالات الاقتصادية، ويخلق الفلتان الأمني، ويُفِسخ التماسك الوطني، ويُدمِر النسيج الاجتماعي، والسياسي؛ وحال بعض  وُلاة الأمر  الفاسدين من بعض الزعماء اليوم  كالمثل القائل:" إن كان كبيرُ القوم على الَدُّفِ ضَارباً – فَّشِّيَمَةُ أَهلُ الَبيتِ الَرقصُ"!!؛؛ فعلينا أن نحارب ظواهر الظلم، والفساد، والمحسوبية، والواسطة؛ فلن يكون للأُمة نصرٌ، أو تمكينٌ على  الأعداء  أو  تحرير، وعندنا  فُجور، وعهرٌ، وقهرٌ، وشرٌ، ورِشَوَة، وكرٌ، وقَرٌ،  ورقٌ، وغشٌ.

 

الأديب الكاتب الصحفي، والباحث، والمفكر العربي الإسلامي والمحلل السياسي

الأستاذ الدكتور/ جمال عبد الناصر محمد عبد الله أبو نحل "أبو عدي"

رئيس، ومؤسِس المركز القومي لعلماء فلسطين، والعرب

الأمين العام لاتحاد المثقفين والأدباء العرب في فلسطين

عضو الاتحاد الدولي للصحافة الدولية، والصحافة الالكترونية

عضو مؤسس في اتحاد الأدباء والكتاب العرب - القاهرة

عضو مؤسس في اتحاد  الأكاديميين، والعلماء  العرب

عضو مؤسس في جمعية البحث العلمي والدراسات

dr.jamalnahel@gmail.com

 

 

--
دكتور/ جمال عبد الناصر محمد عبد الله أبو نحل
   0568919333-059771126-0598919333
-------------------------------------------------------------
فيس بوك احتياطي : https://www.facebook.com/jamal.nahel.3
------------------------------------------------------------
 تويتر : @DrNahel سكاي بي : dr.jamalnahe