في عيد محمد صلاح الـ28| محطات في مشوار «الملك المصري»
يحتفل اليوم النجم المصري محمد صلاح نجم فريق ليفربول الإنجليزي بعيد ميلاده الـ28، ويحتفل معه موقع «آس آرابيا» بأبرز 10 محطات في حياته منذ ولادته حتى اليوم..
عام 1992 لم يكن عامًا جيدًا في تاريخ مصر، كان عامًا مليئًا بالأحداث المآساوية، فمع بداية العام خرج المنتخب المصري لكرة القدم بفضيحة من كأس الأمم الإفريقية، التي أقيمت في السنغال، من الدور الأول بعدما تذيل مجموعته في مشهد غريب للغاية.
ثم جاءت انتكاسة أخرى بخروج المنتخب الأوليمبي من دورة الألعاب الاوليمبية التي أقيمت في برشلونة أيضًا من الدور الأول بعد احتلاله المركز الثالث في المجموعة بفوز وحيد على كولومبيا.
وفي الربع الأخير من العام، وفي قلب العاصمة، القاهرة، ضربت مصر بزلزال مهول راح ضحيته العشرات، وهو الحدث الذي يتذكره الجميع حتى يومنا هذان حتى من لم يكن موجودًا في القاهرة وقتها.
اقرأ أيضًا: رابحون وخاسرون من توقف الدوري الإنجليزي الممتاز
ومن بين كل هذا، وفي منتصف العام بالضبط، يوم 16 يونيو عام 1992، وفي قرية بعيدة عن كل هذه الأحداث، كان هناك حدثاً صغيراً، لم يكن يعرف أحد أنه بعد 20 عامًا من حدوثه سيقلب موازين القوى في عالم كرة القدم، في قرية نجريج التابعة لمحافظة الغربية في جمهورية مصر العربية، كانت أسرة صلاح حامد حروس غالي تتلقى مولودها الثاني، والذي أطلق عليه اسم محمد، الذي أخذ الخطوة الاولى له في عالم الاحتراف عام 2012، أي بعد ولادته بـ20 عاماً، ليصبح بعد ذلك أحد أهم اللاعبين في العالم.
محطات في حياة محمد صلاح.. من الصفر إلى القمة
منذ ان ولد محمد صلاح، وضح عليه اهتمامه الكبير بكرة القدم، وحبه الشديد لها، وتمسكه بها في مواجهة ظروف حياتية أجبرته على تقديم عدد كبير من التنازلات والتضحيات، وفي السطور المقبلة سنستعرض أبرز المحطات التي مر بها محمد صلاح حتى أصبح «الملك المصري»
*المحطة الأولى.. الدوري المصري للاعب الشاب
البداية كانت مع اتحاد بسيون وفريق عثماثون طنطا، الذي انضم له محمد صلاح مبكراً للغاية، ويشارك مع مدرسته في بطولة لاكتشاف المواهب في ذلك الوقت كانت تسمى دوري بيبسي للمدارس، ليتألق اللاعب، ويتم اختياره عام 2006 للانضمام إلى ناشئين المقاولون العرب، وبفضل اجتهاده وتركيزه، والتضحيات الكبيرة التي قام بها اللاعب في هذه السن الصغيرة يتم تصعيده إلى الفريق الأول عام 2010، وهو في الثامنة عشر من عمره.
خاض صلاح عدة مباريات قوية، وتألق فيها، خاصة أمام المنصورة، ليصبح لاعباً أساسياً، ويحرز أول هدف له في الدوري في مرمى النادي الأهلي المصري، بطل الدوري في هذا العام، في مباراة تألق فيها بشكل كبير بخلاف الهدف الذي أحرزه
المحطة الثانية.. الظهور العالمي للمرة الأولى
تألق صلاح في مباريات الدوري المصري أمام الفرق الكبرى جعلته ينضم إلى منتخب مصر للشباب في التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم للشباب الذي أقيم في كولومبيا، وينجح محمد ورفاقه في التأهل إلى البطولة، والتألق فيها، ليتأهل من دور المجموعات، قبل أن يودع البطولة من دور الـ16 على يد الأرجنتين في المباراة التي انتهت بهدفين نظيفين.
يمكنك قراءة: إصابة محمد صلاح وروبرتسون تعقد خطط ليفربول قبل عودة «البريميرليج»
وبعد انتهاء مشواره مع منتخب الشباب، أصبح صلاح لاعباً في المنتخب الأوليمبي، ليخوض غمار منافسات دورة الألعاب الأوليمبية التي أقيمت في لندن، وأيضاً ظهر بشكل جيد للغاية، وأحرز ثلاثة أهداف ساهم بهم في تأهل المنتخب من المجموعة، لكنه أيضاً ودع البطولة في أول الأدوار الإقصائية على يد منتخب اليابان.
المحطة الثالثة.. صلاح يتفوق على نجوم جيله
إذا سألت أي شخص عن محمد صلاح في منتخب الشباب، سيخبرك أنه لاعب جيد، لكنه لم يكن نجم المنتخب الأول، فهناك محمد إبراهيم وعبدالله عبدالعظيم وعمر جابر وأحمد الشناوي وأحمد حجازي، الذين يشار لهم انهم نجوم الصف الأول في المنتخب.
الكل كان يتوقع لصلاح مسيرة رائعة في الدوري المصري، وأن يصبح في المستقبل أحد أفضل اللاعبين في مصر، بسبب سرعته الكبيرة ومهارته، لكن صلاح ضرب بكل ذلك عرض الحائط، وتخطى كل نجوم جيله، عندما أصبح أول لاعب من هذا الجيل يحقق حلم الاحتراف.
صلاح في إبريل عام 2012 أتم تعاقده مع نادي بازل السويسري، لينتقل إلى الدوري السويسري، ليصبح مادة شيقة للمتابعة بالنسبة للمصريين، لكن في رأسه كانت تدور أفكار أخرى، لم أحضر إلى هنا لمجرد الاحتراف، جئت إلى سويسرا لأصبح الأفضل وأنتقل إلى دوري أكبر.
وتقريباً هذا بالضبط ما حدث، فخلال الموسمين الذين قضاهما صلاح مع بازل تمكن من الحصول على لقب أفضل لاعب في الدوري السويسري على 2013، ولقب أفضل لاعب صاعد من الاتحاد الإفريقي لكرة القدم لعام 2012.
المحطة الرابعة.. كبار إنجلترا يزينون طريق صلاح نحو البريميرليج
وربما كانت مشاركات صلاح مع بازل جيدة، وحصوله معه على لقب الدوري عامين متتاليين، لكن تظل اللقطة الأبرز هي مشاركة صلاح في البطولات الأوروبية، ومواجهته عدد من الفرق القوية، ويأتي فريقا العاصمة الإنجليزية لندن، تشيلسي وتوتنهام، على رأس هذه الفرق التي أحدثت فارق كبير مع صلاح في مشواره.
الموسم الأول لصلاح واجه فريق توتنهام في الدوري الأوروبي أولاً وتمكن من إحراز هدف في مرماهم بعد أداء أكثر من رائع، خاصة أمام نجم الديوك جاريث بيل، وتمكن من الصعود بفريقه إلى نصف النهائي، ليواجه فريق تشيلسي، ويحرز هدفاً في مرماهم أيضًا، لكن النتيجة النهائية انتهت لصالح «البلوز» وودع بازل البطولة.
اقرأ أيضًا: وائل جمعة: صلاح إضافة لمونديال 2022.. ولن يلعب بمفرده مع منتخب مصر
وفي الموسم الثاني كان بازل على موعد مع المشاركة في دوري أبطال أوروبا، ليواجه فريق تشيلسي مجدداً في دور المجموعات، ليفوز بازل في المباراة الأولى بهدفين مقابل هدف، أحرز منهم صلاح هدفاً، وفي لقاء العودة انتهت المباراة بفوز بازل بهدف نظيف، أحرزه أيضًا محمد صلاح.
ليؤكد صلاح في 4 مباريات من أصل 6 مباريات خاضها أمام كبار الدوري الإنجليزي، تفوقه الواضح على الفريق الإنجليزية، لينير ذلك طريقه نحو الاحتراف في «البريمييرليج».
المحطة الخامسة.. صلاح يثير الجدل للمرة الأولى
في عام 2013 كان بازل على موعد في الدوري الأوروبي مع فريق مكابي تل أبيب في الدوري الأوروبي، ونظراً لوجود اللاعب المصري محمد صلاح ضمن صفوف بازل، انتظر العالم أجمع كيف سيكون استقبال اللاعب المصري للمثل الكيان الصهيوني في المباراة، بل هل سيسافر معهم لمواجهتهم في أرضهم.
المباراة الاولى شهدت لقطة ذكية من محمد صلاح بالهروب من مصافحة لاعبي مكابي تل أبيب، عندما توجه إلى خط الملعب لتغيير حذائه وعاد بعدما انتهت مراسم المصافحة بين اللاعبين، لتنقلب الأراء حول هذه اللقطةن بين من يشيد بذكائه، وبين من يقول أنه لا يجب أن نخلط الرياضة بالسياسة، لكن في كل الأحوال أخذ صلاح اللقطة، وبات الجميع منتظراً مباراة العودة ليعرف كيف يتصرف محمد صلاح.
يمكنك قراءة: محمد صلاح يُفسد خطة ريال مدريد وراموس لضم هارفي إليوت
في المباراة الثانية، وبعد كم كبير من التهديدات التي تلقاها فريق بازل من الاتحاد الأوروبي بأنه إذا ما كرر صلاح فعلته ستتم معاقبة الفريق، لجأ المصري إلى حيلة جديدة، وهي أن يصافح اللاعبين بقبضة مضمومة لا تظهر الكثير من الود، وفعل ذلك، ليثور الجمهور، ويبدأ في إطلاق صافرات الاستهجان على اللاعب.
في كل مرة يحصل فيها صلاح على الكرة كانت تصحبه عاصفة من الصافرات، لكنه على الرغم من ذلك ظل محافظاً على هدوء أعصابه، وتصرفه الصحيح بالكرة، ليعطيك انطباعًا عن قوة شخصيته، لتعلق لقطتين من المباراة في الأذهان، لقطة إحرازه الهدف وسجوده في أرض الملعب، ولقطة خروجه من الملعب باسماًن يرد على الصافرات مصفقاً بهدوء في طريقه إلى الخارج، لتكون هذه المرة الأولى التي يثير فيها محمد صلاح جدلاً واسعاً في مسيرته.
المحطة السادسة.. الدوري الإنجليزي والإخفاق الأول
في كل المحطات التي اجتازها صلاح لم يعرف معنى الإخفاق، لم يتذوق طعم ان يفشل في خطوة من خطواته، حتى كان قراره بتفضيل الانتقال إلى تشيلسي الإنجليزي على حساب لفربول بعد المكالمة التي نلقاها شخصياً من المدير الفني البرتغالي جوزيه مورينيو المدير الفني للبلوز في ذلك الوقت.
محمد صلاح، وعلى مدار سنة كاملة لعبها ضمن صفوف فريق العاصمة الإنجليزة، شارك فقط في 19 مباراة، أحرز خلالهم 3 أهداف، وقدم 4 تمريرات حاسمة، لكن خلال هذا العام كان حبيس مقاعد البدلاء أغلب الوقت، ليذهب في إعارة إلى فريق فيورينتينا الإيطالي، بعدما خرجت كل الأراء لتؤكد أنه ليس جاهزاً للدوري الإنجليزي بعد.
المحطة السابعة.. الدوري الإيطالي.. هدف تاريخي وثنائية مميزة
وكا عهدنا صلاح منذ بداية مشواره حتى هذه اللحظة، فلا شيء يقف أمامه، لذلك كانت خطوة انتقاله إلى فيورنتينا هي الخطوة الأهم في مشواره، والتي جنى منها الكثير من المكاسب، أن يلعب في في دوري قوي له أسلوب مميز كالدوري الإيطالي، لكن في نادي وسط، فيحصل على فرصة اللعب دون الكثير من الضغوط والعراقيل.
بالفعل، كانت الثلاثة أشهر ونصف التي لعبها ضمن صفوف «الفيولا» نقلة كبيرة له، ليشارك في هذه الفترة القصيرة في 26 مباراة، احرز خلالهم 9 أهداف، هدف في الدوري الأوروبي، هدفين في كأس إيطاليا، و6 أهداف في 16 مباراة لعبها في الدوري، كما أنه قدم 4 تمريرات حاسمة.
ولعل أبرز مباريات صلاح مع فيورنتينا كانت مباراته أمام يوفنتوس في نصف نهائي كأس إيطاليا، والتي احرز بها هدفين، لتنتهي المباراة بفوز الضيوف بهدفين مقابل هدف، لكن أكثر ما لفت الأنظار كان الهدف الأول، والذي أحرزه صلاح في الدقيقة 11 بعدما ركض الملعب بأكملهن ليحرز هدف تاريخي من جهود فردي رائع.
وعلى الرغم من ان القدر لم يكن رحيماً، وتمكن يوفنتوس من الفوز في العودة بثلاثية نظيفة، إلا أن هدف صلاح لفت الانظار إليه، حتى كان موعد نهاية إعارته مع فيورنتينا وعودته إلى تشيلسي، تقدم فريق إيه إس روما بطلب لاستعارته، لينتقل اللاعب المصري إلى كبير العاصمة الإيطالية.
وفي ظل وجود عدد من اللاعبين المميزين مثل البلجيكي ناينجولان والبوسني ميراليم بيانيتش والإيطالي الكبير فرانشيسكو توتي، تمكن من صلاح من تشكيل ثنائية قوية من المهاجم البوسني إيدين دزيكو.
ومنذ شهر أغسطس عام 2015، وحتى شهر يوليو من عام 2017، شارك محمد صلاح في 83 مباراة، احرز خلالهم 34 هدفاُ، وقدم 22 تمريرة حاسمة، ليشارك بشكل مباشر في 56 هدفاً، لكن الموسم المميز كان الموسم الثاني، والذي شارك فيه في 41 مباراة، أحرز خلالهم 19 هدفاً، وقدم 15 تمريرة حاسمة.
هذا المستوى جعل نادي ليفربول يجدد اهتمامه بضم اللاعب المصري الموهوب، لكن هذه المرة ليكون تحت قيادة المدرب الألماني يورجن كلوب الذي انضم إلى «الريدز» عام 2015 ليحدث بعض التغييرات الجذرية هناك.
المحطة الثامنة.. الدوري الإنجليزي مجدداً.. رب ضارة نافعة
هذه المرة انضمام صلاح إلى الدوري الإنجليزي جاء كواحد من النجوم البارزين في عالم كرة القدم الأوروبية، لم يعد ذلك الفتى صاحب الـ22 عاماً والذي يخطو أولى خطواته ضمن الكبار، لتكون قيمة تعقد ليفربول هي الأعلى في تاريخ النادي في ذلك الوقت، بعدما ضمه مقابل 42 مليون يورو.
صلاح في موسمه الأول تمكن حصد لقب هداف الدوري الإنجليزي، وتحطيم الكثير منا لأرقام القياسية سواء للاعبي ليفربول أو في الدوري الإنجليزي بشكل عام، وخطف لقب أفضل لاعب في الدوري، ووصل مع الفريق إلى نهائي دوري أبطال أوروبا امام ريال مدريد، لكن الإصابة الشهيرة التي تعرض لها منعته من استكمال المباراة، ليخسر فريق بثلاثة أهداف مقابل هدف.
كانت هذه محطات محمد صلاح، حتى انضم إلى ليفربول، والباقي الجميع يعرفه ويحفظه عن ظهر قلب.