وطن: على الرغم من مرور 69 عاماً على النكبة، وتهجير آلة "الحرب الإسرائيلية" أكثر من 800 ألف فلسطيني من قراهم ومدنهم إلى الضفة الغربية وقطاع غزة والدول العربية المجاورة، والسيطرة شبه الكاملة على مساحة فلسطين التاريخية، فإن ذاكرة المهجرين الفلسطينيين "المتوارثة" عبر أجيالهم ما تزال حية رغم "فظاعتها"، ونابضة برسمة فلسطين التي عجزت خرائط إسرائيل ومستوطناتها عن محوها وتغيير ملامحها.
ويُجسد شكل خريطة فلسطين التاريخية، التي تبلغ مساحتها قرابة 27.000 كيلومتر مربع، لدى الفلسطينيين، مزيجاً من الفخر والتحدي، والتمسك بكل "ذرة تراب" من الأراضي المحتلة، وعدم التنازل عن هذا الحق مهما كلف ذلك من ثمن.
- ذاكرة لا تموت
تلك الخريطة التي زُرعت كل تفاصيلها التاريخية في ذاكرة الحاجة "أم إبراهيم بحور" (90 عاماً)، من سكان مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين شمالي قطاع غزة، لم تستطع سنوات الألم وما حملته معها من معاناة وقسوة، خلال هجرتها لغزة أيام نكبة الـ48 من بلدتها "المجدل"، أن تغير تفاصيلها وملامحها، على الرغم من خطورة استمرار عمليات النهب والسيطرة الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وتقول أم إبراهيم : "حبنا لفلسطين كحبي لأولادي وأحفادي، أو أكثر قليلاً، وما تقوم به إسرائيل الآن لن يُضعف هذا الحب أو حتى يقلله، مهما كان ومهما جرى على أرض الواقع من سرقة للحقوق والأراضي".
وتضيف، ومشاهد النكبة ما تزال عالقة في ذهنها: "خريطة فلسطين التاريخية بالنسبة لنا هي كنز وطني، لا يمكن تركه أو حتى نسيانه، مهما طال الزمن، وطالت فترة الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي"، وتتابع: "أتذكر الآن، وأنا شارفت على دخول العام الـ90، كل تفاصيل خريطة بلادي، وأعلم أين تقع المجدل والقدس والخليل وغزة وأريحا على الخريطة".
وبينما تتذكر المثل القائل: ما ضاع حق وراءه طالبه، تذكر أم إبراهيم أن "جيلنا الذي عاش النكبة ووجع التهجير من قراه الفلسطينية على أيدي اليهود، ورّث لكل أولاده حب فلسطين وتمسكه بكل شبر منها، وعدم التفريط بأي ذرة تراب فلسطينية".
ويحيي الفلسطينيون، الجمعة، الذكرى الـ69 للنكبة، في يوم شهد تهجير نحو 800 ألف فلسطيني وتشريدهم من قراهم ومدنهم، فضلاً عن تهجير الآلاف من الفلسطينيين من ديارهم، على الرغم من بقائهم داخل نطاق الأراضي التي أخضعت لسيطرة الاحتلال الإسرائيلي، وذلك من أصل 1.4 مليون فلسطيني كانوا يقيمون في فلسطين التاريخية عام 1948، في 1300 قرية ومدينة فلسطينية.
- حب فلسطين
في حين اعتبر المواطن ماهر بركة (56 عاماً)، من سكان مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين غرب مدينة غزة، قبول أي فلسطيني فكرة تغيير شكل فلسطين لشكل جديد غير المتوارث، أنه بمنزلة "انتحار".
ويقول ماهر، وهو لاجئ هُجرت عائلته من بلدة بئر السبع خلال النكبة: "فلسطين ستبقى بمساحة 27 ألف كيلومتر مربع، ولن تُغير إسرائيل ملامح تلك الخريطة أو المساحة مهما قامت بتجريف وتدمير وسرقة للأراضي وترسيم للحدود".
ويضيف: "لن يقبل أي جيل فلسطيني قادم التنازل عن أي شبر من فلسطين، مهما كانت التحديات، وستبقى خريطة فلسطين بشكلها الحالي تزين كل المنازل الفلسطينية، على أمل العودة من جديد لكل القرى التي عاش فيها أجدادي".
وبثقة عالية بتحقق العودة، قال ماهر بركة: "ورثت من جدي، الذي عاش النكبة بكل تفاصيلها، أن خريطة فلسطين التاريخية ستبقى ثابتة، وأن الحق سيعود لنا يوماً ما، وأنا كذلك الآن أورث أولادي وأحفادي ما تعلمته من والدي وجدي؛ بأن فلسطين ستعود لنا مهما طال الزمن".
وتبلغ مساحة فلسطين التاريخية قرابة 27 ألف كيلومتر مربع، يستغل الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 85% من مساحتها الكلية، في حين يستغل الفلسطينيون نحو 15% فقط من مساحة الأراضي، في ظل إجراءات الاحتلال الإسرائيلي في تقسيم الأراضي الفلسطينية إلى عدة مناطق.
وبلغت نسبة الفلسطينيين 48% من إجمالي السكان في فلسطين التاريخية؛ ممّا يقود إلى الاستنتاج بأن الفرد الفلسطيني يتمتع بأقل من خمس مساحة الأرض التي يستحوذ عليها الفرد الإسرائيلي.
- صمود وتحدٍّ
الدكتور خليل التفكجي، الخبير في شؤون الاستيطان ومدير دائرة الخرائط في "بيت الشرق"، أكد أن وعي الفلسطينيين لقراهم الأصلية ومكان ولادة أجدادهم مرتبط تماماً بخريطة فلسطين التاريخية، وهذا الوعي "الثابت" لن يتغير، مهما طال الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأوضح التفكجي، أن الفلسطينيين مرتبطون فكرياً واجتماعياً ووجودياً بكل القرى التي هجروا منها قسراً من قبل الجماعات الصهيونية المتطرفة قبل 69 عاماً، وهذا الارتباط "سيكون أبدياً ما دام الفلسطينيون موجودين على أي بقعة من هذا العالم".
وأشار إلى أنه حتى بعد مرور 69 عاماً على ذكرى النكبة الفلسطينية، فإن الفلسطينيين حتى اللحظة يتغنون بأسماء القرى التي هجّروا منها بالقوة، ويعتبرون انتماءاتهم لتلك القرى دليل "قوة وصمود" في وجه إسرائيل، وكل المخططات التي نفذتها للنيل من ذلك الحق.
وقال التفكجي: "تأكيداً لوعي الفلسطيني المتأصل في أرضه ووطنه، نقوم بجولات لمخيمات اللاجئين الفلسطينيين وعمل استطلاعات رأي لهم حول مكان ولادتهم، فتكون الإجابة بذكر القرى التي ولدوا فيها وهجروا منها؛ ممّا يدلل على التمسك الكبير بالتاريخ الفلسطيني العريق".
وأضاف أن كل المحاولات الإسرائيلية التي استمرت خلال السنوات الماضية في طمس الهوية الفلسطينية، وسرقة الأملاك وضمها إلى دولتهم، لم تنجح حتى اللحظة، وما يزال هناك شيوخ يتذكرون، وأطفال ورثوا عن أجدادهم تلك الذاكرة التي لم تمت ولن تموت.
واعتبر أن حق عودة اللاجئين الفلسطينيين لقراهم وأراضيهم التي سرقها منهم الاحتلال الإسرائيلي بالقوة، لا يمكن التنازل عنه مهما كلف ذلك من ثمن، وذاكرة الفلسطينيين ستبقى حية بأمل قريب بالعودة من جديد لمكان حياة أجدادهم.
وأظهرت الإحصاءات الفلسطينية الرسمية أن عدد الفلسطينيين في شتى أنحاء العالم، قد تضاعف قرابة تسعة أضعاف، منذ النكبة عام 1948، وقُدر عدد الفلسطينيين في العالم، نهاية عام 2014، بنحو 12.1 مليون نسمة.
وفيما يتعلق بعدد الفلسطينيين المقيمين حالياً في فلسطين التاريخية "ما بين النهر والبحر"، فإن البيانات تشير إلى أن عددهم بلغ في نهاية عام 2014 نحو 6.1 ملايين نسمة، ومن المتوقع أن يبلغ عددهم نحو 7.1 ملايين نسمة بحلول نهاية عام 2020، في حال بقاء معدلات النمو السائدة حالياً على حالها.
أما ما يخص نسبة اللاجئين الفلسطينيين في دولة فلسطين، فتبين أنها تشكل 43% من مجمل السكان حتى نهاية 2014، كما بلغ عدد اللاجئين المسجلين لدى وكالة الغوث حتى 1 يوليو/تموز عام 2014، نحو 5.49 ملايين لاجئ فلسطيني، يعيش نحو 29% منهم في 58 مخيماً، تتوزع بواقع 10 مخيمات في الأردن، و9 مخيمات في سوريا، و12 مخيماً في لبنان، و19 مخيماً في الضفة الغربية، و8 مخيمات في قطاع غزة.
ويُجسد شكل خريطة فلسطين التاريخية، التي تبلغ مساحتها قرابة 27.000 كيلومتر مربع، لدى الفلسطينيين، مزيجاً من الفخر والتحدي، والتمسك بكل "ذرة تراب" من الأراضي المحتلة، وعدم التنازل عن هذا الحق مهما كلف ذلك من ثمن.
- ذاكرة لا تموت
تلك الخريطة التي زُرعت كل تفاصيلها التاريخية في ذاكرة الحاجة "أم إبراهيم بحور" (90 عاماً)، من سكان مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين شمالي قطاع غزة، لم تستطع سنوات الألم وما حملته معها من معاناة وقسوة، خلال هجرتها لغزة أيام نكبة الـ48 من بلدتها "المجدل"، أن تغير تفاصيلها وملامحها، على الرغم من خطورة استمرار عمليات النهب والسيطرة الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وتقول أم إبراهيم : "حبنا لفلسطين كحبي لأولادي وأحفادي، أو أكثر قليلاً، وما تقوم به إسرائيل الآن لن يُضعف هذا الحب أو حتى يقلله، مهما كان ومهما جرى على أرض الواقع من سرقة للحقوق والأراضي".
وتضيف، ومشاهد النكبة ما تزال عالقة في ذهنها: "خريطة فلسطين التاريخية بالنسبة لنا هي كنز وطني، لا يمكن تركه أو حتى نسيانه، مهما طال الزمن، وطالت فترة الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي"، وتتابع: "أتذكر الآن، وأنا شارفت على دخول العام الـ90، كل تفاصيل خريطة بلادي، وأعلم أين تقع المجدل والقدس والخليل وغزة وأريحا على الخريطة".
وبينما تتذكر المثل القائل: ما ضاع حق وراءه طالبه، تذكر أم إبراهيم أن "جيلنا الذي عاش النكبة ووجع التهجير من قراه الفلسطينية على أيدي اليهود، ورّث لكل أولاده حب فلسطين وتمسكه بكل شبر منها، وعدم التفريط بأي ذرة تراب فلسطينية".
ويحيي الفلسطينيون، الجمعة، الذكرى الـ69 للنكبة، في يوم شهد تهجير نحو 800 ألف فلسطيني وتشريدهم من قراهم ومدنهم، فضلاً عن تهجير الآلاف من الفلسطينيين من ديارهم، على الرغم من بقائهم داخل نطاق الأراضي التي أخضعت لسيطرة الاحتلال الإسرائيلي، وذلك من أصل 1.4 مليون فلسطيني كانوا يقيمون في فلسطين التاريخية عام 1948، في 1300 قرية ومدينة فلسطينية.
- حب فلسطين
في حين اعتبر المواطن ماهر بركة (56 عاماً)، من سكان مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين غرب مدينة غزة، قبول أي فلسطيني فكرة تغيير شكل فلسطين لشكل جديد غير المتوارث، أنه بمنزلة "انتحار".
ويقول ماهر، وهو لاجئ هُجرت عائلته من بلدة بئر السبع خلال النكبة: "فلسطين ستبقى بمساحة 27 ألف كيلومتر مربع، ولن تُغير إسرائيل ملامح تلك الخريطة أو المساحة مهما قامت بتجريف وتدمير وسرقة للأراضي وترسيم للحدود".
ويضيف: "لن يقبل أي جيل فلسطيني قادم التنازل عن أي شبر من فلسطين، مهما كانت التحديات، وستبقى خريطة فلسطين بشكلها الحالي تزين كل المنازل الفلسطينية، على أمل العودة من جديد لكل القرى التي عاش فيها أجدادي".
وبثقة عالية بتحقق العودة، قال ماهر بركة: "ورثت من جدي، الذي عاش النكبة بكل تفاصيلها، أن خريطة فلسطين التاريخية ستبقى ثابتة، وأن الحق سيعود لنا يوماً ما، وأنا كذلك الآن أورث أولادي وأحفادي ما تعلمته من والدي وجدي؛ بأن فلسطين ستعود لنا مهما طال الزمن".
وتبلغ مساحة فلسطين التاريخية قرابة 27 ألف كيلومتر مربع، يستغل الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 85% من مساحتها الكلية، في حين يستغل الفلسطينيون نحو 15% فقط من مساحة الأراضي، في ظل إجراءات الاحتلال الإسرائيلي في تقسيم الأراضي الفلسطينية إلى عدة مناطق.
وبلغت نسبة الفلسطينيين 48% من إجمالي السكان في فلسطين التاريخية؛ ممّا يقود إلى الاستنتاج بأن الفرد الفلسطيني يتمتع بأقل من خمس مساحة الأرض التي يستحوذ عليها الفرد الإسرائيلي.
- صمود وتحدٍّ
الدكتور خليل التفكجي، الخبير في شؤون الاستيطان ومدير دائرة الخرائط في "بيت الشرق"، أكد أن وعي الفلسطينيين لقراهم الأصلية ومكان ولادة أجدادهم مرتبط تماماً بخريطة فلسطين التاريخية، وهذا الوعي "الثابت" لن يتغير، مهما طال الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأوضح التفكجي، أن الفلسطينيين مرتبطون فكرياً واجتماعياً ووجودياً بكل القرى التي هجروا منها قسراً من قبل الجماعات الصهيونية المتطرفة قبل 69 عاماً، وهذا الارتباط "سيكون أبدياً ما دام الفلسطينيون موجودين على أي بقعة من هذا العالم".
وأشار إلى أنه حتى بعد مرور 69 عاماً على ذكرى النكبة الفلسطينية، فإن الفلسطينيين حتى اللحظة يتغنون بأسماء القرى التي هجّروا منها بالقوة، ويعتبرون انتماءاتهم لتلك القرى دليل "قوة وصمود" في وجه إسرائيل، وكل المخططات التي نفذتها للنيل من ذلك الحق.
وقال التفكجي: "تأكيداً لوعي الفلسطيني المتأصل في أرضه ووطنه، نقوم بجولات لمخيمات اللاجئين الفلسطينيين وعمل استطلاعات رأي لهم حول مكان ولادتهم، فتكون الإجابة بذكر القرى التي ولدوا فيها وهجروا منها؛ ممّا يدلل على التمسك الكبير بالتاريخ الفلسطيني العريق".
وأضاف أن كل المحاولات الإسرائيلية التي استمرت خلال السنوات الماضية في طمس الهوية الفلسطينية، وسرقة الأملاك وضمها إلى دولتهم، لم تنجح حتى اللحظة، وما يزال هناك شيوخ يتذكرون، وأطفال ورثوا عن أجدادهم تلك الذاكرة التي لم تمت ولن تموت.
واعتبر أن حق عودة اللاجئين الفلسطينيين لقراهم وأراضيهم التي سرقها منهم الاحتلال الإسرائيلي بالقوة، لا يمكن التنازل عنه مهما كلف ذلك من ثمن، وذاكرة الفلسطينيين ستبقى حية بأمل قريب بالعودة من جديد لمكان حياة أجدادهم.
وأظهرت الإحصاءات الفلسطينية الرسمية أن عدد الفلسطينيين في شتى أنحاء العالم، قد تضاعف قرابة تسعة أضعاف، منذ النكبة عام 1948، وقُدر عدد الفلسطينيين في العالم، نهاية عام 2014، بنحو 12.1 مليون نسمة.
وفيما يتعلق بعدد الفلسطينيين المقيمين حالياً في فلسطين التاريخية "ما بين النهر والبحر"، فإن البيانات تشير إلى أن عددهم بلغ في نهاية عام 2014 نحو 6.1 ملايين نسمة، ومن المتوقع أن يبلغ عددهم نحو 7.1 ملايين نسمة بحلول نهاية عام 2020، في حال بقاء معدلات النمو السائدة حالياً على حالها.
أما ما يخص نسبة اللاجئين الفلسطينيين في دولة فلسطين، فتبين أنها تشكل 43% من مجمل السكان حتى نهاية 2014، كما بلغ عدد اللاجئين المسجلين لدى وكالة الغوث حتى 1 يوليو/تموز عام 2014، نحو 5.49 ملايين لاجئ فلسطيني، يعيش نحو 29% منهم في 58 مخيماً، تتوزع بواقع 10 مخيمات في الأردن، و9 مخيمات في سوريا، و12 مخيماً في لبنان، و19 مخيماً في الضفة الغربية، و8 مخيمات في قطاع غزة.