📁 آخر الأخبار

على شرفات الغروب .. قرأتُ سِفْرَاً من أسفار الماء ..؟!

المنحة الأميرية القطرية

على شرفات الغروب .. قرأتُ سِفْرَاً من أسفار الماء ..؟!

ولبثتُ ردحاً على سرير عشقك يازمان...!
أهزكَ سهواً ..وتهزني عمداً..
ذات وجدٍ..قفزتُ عنكَ..وعنّي..
قادتني السُرى حافيةَ الروح ..
فامتثلتُ عندَ ناصية الرمل..
ناسكةً تتوضأ من عطش القُـبلة..
جمرٌ يستغيثُ بجمرٍ..
نهر الفحيح يدفق من حنايا الضلوع...
يدايّ تضفران جدائل َمن بقايا عذوق الضوء ..
ألقيتُ بها على كتف الشاطئ..
أناملُ الغيم تهمي عليها قبضات ٍ من تبـر الغروب ..
انفلتَ عقالُ الصمتِ..
فترنّمَ وترٌ انبجس عن قيثارة الذاكرة
:" الشمس فوق لجين الماء عقيان"...!
وانفرطت عن مآق العين لألئ ٌ..
سبّحتْ الطيورُ من وكناتها ولهاً ..
سبحانَ من أودع َ بضعاً من خباياه بروح الماء ...!
غاصت قدماي..واحدة في الرمل..
وأخرى في الماء..
العقل نايٌ يئنُّ في أرجوحة تميدُ بين الغرق والانهيار...!
قلت:ُ آن للمغامرة أن تلقي بأرسان خيولها الجامحة..
فتركت ُيداي تخفقان على أغصان الماء..
دَنَتْ شفاهُ العطش لتُقبّلَ أكمام الرواء ..
فتشظّت الرغبةُ جافلة ًفوق مرايا الموج...!
جثوتُ على قدميّ الذهول ..
أقرأ عن كثبٍ في إرث الوصايا ..
وأرنو بإمعانٍ لصفحات النهر ..
فانبلج عن جدار الصمت صوتٌ :
ـ ويحَكِ..؟ لا الإنس ينبغي له أن يبني قصوراً..
ولا الجنّ يتهيكل في مملكة الماء...!
وَثَبَتْ موجةٌ من ثنايا العقل ..
اعتليتُ صهوتها وأبحرتُ أرمقُ احتضار الشمس ..
فتشتُ عن خيطٍ وإبرةٍ لأرفو جراح الغروب..
ولكن...هيهات أن توصلني إليها سلالم الضياء.....؟!
همس َالصمتُ للصّمتِ نائحاً: ياشجرَ السؤال ..
كُـنْ غابة في المفازات ..كي لا ينكسر الظلّ ُ عن الظلِّ
ويتيهُ الوهجُ بين النور وبين النار..!
من وشيعة الحيرة انبثق َصهيلُ فارس ٍ..
فساءلتُ نفسي الهائمة : أتمخّضَ الغيمُ عن أملٍ منشود..! ؟..
خَفْقُ جناحيه أجفل حراشف الماء..
وبعد هنيهة ٍ..انبرى الموجُ أساورَ تدورُ حولَ خاصرة ِالدهشة ..
الشاطئ نهض وارتقى ليكون بساطاً منسوجاً باخضرار اللحظة ..
النوارس تغردُ وتلتحم ببعضها مشكلةً اسماً على صفحات الغروب ..
الشيح ُوالقيصومُ والطرفاءُ والنيتول ُوالصفصافُ وشجرُ الروح..
اشرأبت عيونها لتقرأ أبجدية النوارس ..
تنفس الحصى مُسبّحاً بآلاء الله..!
والفارس يهبط على براق مُجنّح ..
جنحٌ بلون الأرض ..وآخر بلون السماء ..
ابتدرَ ذهولي بمفرداتٍ:
" سبحان من أسرى بك َمن سماءٍ إلى سماء.!
اتقدت الجرأة ُ إليه بالسؤال...:
هل يلدُ التاريخ أبطاله مرتين أيها الصقر الأندلسي ..؟
فافترّ ثغره ُبالجواب .. :
أنا الصقرُ القرشي وتلك صفة أضافتها إرادة ُالذاتِ للذات....
فانّسلَّ عن جوفي أنينٌ :
تَـبّتْ عُيونك ِ باصرتي إن لم أفُـرِّق بينَ ذا وذاك..!
ولكن لي مَأرَبٌ ...أن أُبسمل.َ.ب (أندلس) فاتحة الوجع التاريخي..!
فأخبرني أيها الفاتح ..

كيف عَبَرتَ الفرات إلى الفرات؟!
أهو الخوفُ يلدُ الجرأة َ..
والجرأة تلدُ المجازفة ..
أم القدرُ أوحى لك لتعتلي صبوات المجد؟
قال: لملمي حروف الماء واقرئيها على عطش ٍ..
وتأملي كيف يفور النسغ بجذع الصخر..
بعذب الدمع..
وكيف تهمي عيون الغيم بشذر الماس على الأوراق...
قلت ُ: دعاني الفراتُ كعاشقة له ..
وأنا مدركة أن للماء ذاكرة تَلِدُ العشاق..
ولم يخالجني يوما ً أنّ لها ذاكرة تلدُ الأبطال..!؟
ـ فهل لي أن أكونك َ..وتكونني ...
لنطفئ أسطورة عطش الماء للماء..؟
ونبتكر عشقاً يولد ُمن رحم الموت ويتماهى بنسغ الحياة..؟
ـ قال: كنتها يوماً....وكانتني....!
شهقتُ بصرخةٍ تشبه صرخة الوليد آنَ انفصاله ِعن مشيمته ..
ارتسمتْ الصرخة ُحولي دائرةً باتساع الكون ..
وأنا بوسطها..كنقطة استكانتْ بغير حرف ..
للحزن قدسية ..تتوضأ الروح من نهرها في كلّ شهقة ..
فانبرت مآق العشق تذرف ملحاً أجفل صدر الماء...
وعزف نبضي على أوتار قلبي بلحنٍ :
مقدسة ٌ كلُّ دموع الحزن ..
ولكن............؟
انسلّ السيفُ من غمده. ..عربوناً للدهشة.
فتأبطته وشاحاً لوجدي ..
وسَرَتْ في عروقي الأماني..
وباحت بالتبتل أوتار نبضي:
أيها المنبجس عن مهجة الإله أخبرني :
أآثمة ٌ أنا إذ كابدتُ بالخطى من سرير العشق ..إلى سرير الماء؟
ـ قال: لله درّكِ.....فللعشق أبجدية لايتقن اللثغ بها
إلاّ من أتقن فن العشق والتبتل لإلـــــــه المـــــــــــاء...!