بقلم: فايز أبو رزق
الوهم الكبير والمضلل للقارئ والمتلقي العربي والفلسطيني، يبدأ من ترجمة غير احترافية للصحف والمواقع العبرية، فيقع في الشرك الاسرائيلي الباحث عن حقائق في غير مظانها الصحيحة، أو كمن ينهل الماء عطشا من البحر.
والكثير من الأخبار في المواقع العبرية ولاسيما المواقع الكبرى مثل الصحف اليومية او القنوات العبرية يعمل بها ضباط احتياط في الجيش الاسرائيلي يضعون أمامهم مصلحة الدولة العبرية قبل السمعة المهنية وصدقية الخبر، ويسربون أخبارا مقصودة لخدمة الاحتلال أو لإثارة الفتنة ونشر الشائعات وإثارة الرأي العام في الشارع الفلسطيني أو لأهداف ظاهرة آنية أو باطنة مستقبلية. ولمن لا يعرف فهناك رقابة على ما ينشر في وسائل الإعلام العبرية سواء في الأمور الأمنية أو حتى المدنية طالما يمس نشر الخبر أمن الدولة أو المواطنين اليهود.
ومثال للوجه القبيح في الرقابة العسكرية على الإعلام الاسرائيلي أبان أسر المقاومة الفلسطينية للجندي الاسرائيلي “ابراهام منغستو”، والذي بعد عشرة شهور من اجتيازه حدود قطاع غزة سمحت الرقابة العسكرية بنشر الخبر.
ومن يعثر على مقالة تكشف المستور “كما يهيا له” في دولة الاحتلال، عليه أن يفيق من وهم حرية الصحافة الاسرائيلية، فهم أدرى بما يقدمونه للجميع من الغث والسمين. وغالبية الصحف الكبرى في اسرائيل مملوكة لعائلات تدين بالولاء للمال أولا وثانيا لهذا السياسي أو ذاك، وبالطبع جميعها تدين بالولاء لجيش الاحتلال ومجندة خلفه في السلم والحرب، وصحف مثل (يسرائيل هيوم ويديعوت احرونوت ومعاريف وهآرتس) يملكها على التوالي عائلات (ادلسون وموزس وبن تسفي وشوكن).
وفيما يخص المواقع العبرية التي نركض اليها صبيحة كل يوم لنقل اخبارها وكأنها العجل الذهبي لبني اسرائيل، فتدس لنا الأنباء المغلوطة والمنقوصة والمسربة بدون فحص او تمحيص أو تحليل، والكثير من الاسرائيليين ذاتهم لا يهتمون ببعض المواقع العبرية التي ينقل عنها الفلسطينيون الأخبار -فأهل تل أبيب أدرى بشعابها-.
وعلى سبيل المثال القناة السابعة”عروتس شبيع″ هي الناطق الرسمي باسم الاستيطان والمستوطنين في دولة الاحتلال، وهي عبارة عن محطة إذاعية وموقع انترنت وليس قناة تلفزيونية، كانت تبث من عرض البحر قبل أن تقوم الدولة العبرية بترخيص القناة بضغط من المستوطنين.
وموقع (0404) (04- مقدمة الهاتف في منطقة شمال فلسطين المحتلة)، موقع مغمور إسرائيليا مشهور فلسطينيا، ولم نسمع عنه قبل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في العام 2014، حيث أن الموقع أنشا بالأساس لتغطية الأخبار في منطقة الشمال، ومعروف عن الموقع تبريره لسياسات جيش الاحتلال وتمجيده لجنود الاحتلال الذين يقتلون الفلسطينيين (المخربين) ولا ينقل أيضا الاخبار الحصرية.
ومثال آخر هو موقع “تيك ديبكا” والذي يعتمد نظرية المؤامرة في معظم أخباره ولا يهتم به المتلقي الاسرائيلي ويعتبره موقعا غاصا بالمتناقضات مجافيا للعقل والمنطق.
وما ينطبق على المواقع السابقة ينطبق أيضا على العديد من المواقع الاسرائيلية مثل (حدشوت 24، ونيوز 1، وميدا، وكيكار هالشبات، وفريش نيوز، وحدشوت لايف، وعينيان مركيزي) وغيرها من المواقع، فهناك عدائية عامة في وسائل الإعلام الإسرائيلية لكل ما هو فلسطيني.
النموذج الأخطر في نقل الأخبار وترجمتها من المواقع الإخبارية العبرية هو فئة من المجهولين، حيث تبرز أسماء مجهولة في صفحات التواصل الاجتماعي وفي مجموعات الواتس أب، تتداول أخبارا بطريقة مشوهة ومشبوهة ، تثير علامات استفهام كبيرة، وفي الغالب أن هذه الفئة إن لم تكن وحدة اسرائيلية (على غرار وحدة التجسس والحرب الالكترونية 8200 ) ، فهي بالتأكيد عميلة للاحتلال سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، وتتعمد هذه الشخوص المجهولة إثارة البلبلة وتهويل الأحداث، وتسريب أخبار مختلقة لا وجود لها فعليا في المصادر العبرية المشار لها في الخبر، والمطلع على الإعلام العبري يدرك على الفور أن هذه أخبار مفبركة وترجمتها تمت وفق ما يخدم الاحتلال لبث الشائعات والتخبط، وللأسف تنتشر هذه الأخبار انتشار النار في الهشيم، ويقع كثير من الإعلاميين في فخ نقلها دون أن يكلفوا أنفسهم عناء التأكد من وجود الخبر في المصدر العبري المذكور.
هذا التيه المفتعل لا يجد متابعة أمنية فلسطينية، ورغم التحذيرات حول بث الإشاعات ومحاولة التوعية إلا أن الجهات الأمنية لا تقوم فعليا بواجبها في البحث عن جذور هذه التسريبات للوصول إلى شبكات قد تكون في غاية الخطورة على الجبهة الداخلية الفلسطينية.
ويزيد الطين بلة أن بعض رواد مواقع التواصل، هواة ترجمة غوغل والتي تخرج الخبر عن سياقه وتخل بالمعنى بسبب عدم احترافية الترجمة، ينطبق عليهم الحكمة القائلة ” ليس هناك بأشد عمى من الذين يرون ولكن لا يبصرون “.
بالإضافة الى أن بعض الترجمات التي تنقل عن الآخر تكون منقوصة لتخدم رؤية هذا الفصيل الفلسطيني أو ذاك، أو لأهداف مغرضة أخرى قد تخدم رؤية الاحتلال بقصد أو دونما قصد.
وفي النهاية يجب على رؤساء التحرير في الصحف والمواقع الفلسطينية تحمل مسؤوليتهم عند النقل من المواقع العبرية وعدم اعتماد مواقع التواصل الاجتماعي مصدرا رسميا للمعلومات.
ومن الواجب أيضا توعية النشطاء في مواقع التواصل من خلال حملات وندوات لكي يتعاملوا بحذر مع ما يتم نشره من مصادر غير معروفة أو مشكوك بصدقية أخبارها.
والأهم من ذلك كله على المسؤول الفلسطيني توفير المعلومة الدقيقة عن الحدث للصحفي الفلسطيني في وقتها الحقيقي كي لا يضطر للبحث عنها في المواقع العبرية.
الوهم الكبير والمضلل للقارئ والمتلقي العربي والفلسطيني، يبدأ من ترجمة غير احترافية للصحف والمواقع العبرية، فيقع في الشرك الاسرائيلي الباحث عن حقائق في غير مظانها الصحيحة، أو كمن ينهل الماء عطشا من البحر.
والكثير من الأخبار في المواقع العبرية ولاسيما المواقع الكبرى مثل الصحف اليومية او القنوات العبرية يعمل بها ضباط احتياط في الجيش الاسرائيلي يضعون أمامهم مصلحة الدولة العبرية قبل السمعة المهنية وصدقية الخبر، ويسربون أخبارا مقصودة لخدمة الاحتلال أو لإثارة الفتنة ونشر الشائعات وإثارة الرأي العام في الشارع الفلسطيني أو لأهداف ظاهرة آنية أو باطنة مستقبلية. ولمن لا يعرف فهناك رقابة على ما ينشر في وسائل الإعلام العبرية سواء في الأمور الأمنية أو حتى المدنية طالما يمس نشر الخبر أمن الدولة أو المواطنين اليهود.
ومثال للوجه القبيح في الرقابة العسكرية على الإعلام الاسرائيلي أبان أسر المقاومة الفلسطينية للجندي الاسرائيلي “ابراهام منغستو”، والذي بعد عشرة شهور من اجتيازه حدود قطاع غزة سمحت الرقابة العسكرية بنشر الخبر.
ومن يعثر على مقالة تكشف المستور “كما يهيا له” في دولة الاحتلال، عليه أن يفيق من وهم حرية الصحافة الاسرائيلية، فهم أدرى بما يقدمونه للجميع من الغث والسمين. وغالبية الصحف الكبرى في اسرائيل مملوكة لعائلات تدين بالولاء للمال أولا وثانيا لهذا السياسي أو ذاك، وبالطبع جميعها تدين بالولاء لجيش الاحتلال ومجندة خلفه في السلم والحرب، وصحف مثل (يسرائيل هيوم ويديعوت احرونوت ومعاريف وهآرتس) يملكها على التوالي عائلات (ادلسون وموزس وبن تسفي وشوكن).
وفيما يخص المواقع العبرية التي نركض اليها صبيحة كل يوم لنقل اخبارها وكأنها العجل الذهبي لبني اسرائيل، فتدس لنا الأنباء المغلوطة والمنقوصة والمسربة بدون فحص او تمحيص أو تحليل، والكثير من الاسرائيليين ذاتهم لا يهتمون ببعض المواقع العبرية التي ينقل عنها الفلسطينيون الأخبار -فأهل تل أبيب أدرى بشعابها-.
وعلى سبيل المثال القناة السابعة”عروتس شبيع″ هي الناطق الرسمي باسم الاستيطان والمستوطنين في دولة الاحتلال، وهي عبارة عن محطة إذاعية وموقع انترنت وليس قناة تلفزيونية، كانت تبث من عرض البحر قبل أن تقوم الدولة العبرية بترخيص القناة بضغط من المستوطنين.
وموقع (0404) (04- مقدمة الهاتف في منطقة شمال فلسطين المحتلة)، موقع مغمور إسرائيليا مشهور فلسطينيا، ولم نسمع عنه قبل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في العام 2014، حيث أن الموقع أنشا بالأساس لتغطية الأخبار في منطقة الشمال، ومعروف عن الموقع تبريره لسياسات جيش الاحتلال وتمجيده لجنود الاحتلال الذين يقتلون الفلسطينيين (المخربين) ولا ينقل أيضا الاخبار الحصرية.
ومثال آخر هو موقع “تيك ديبكا” والذي يعتمد نظرية المؤامرة في معظم أخباره ولا يهتم به المتلقي الاسرائيلي ويعتبره موقعا غاصا بالمتناقضات مجافيا للعقل والمنطق.
وما ينطبق على المواقع السابقة ينطبق أيضا على العديد من المواقع الاسرائيلية مثل (حدشوت 24، ونيوز 1، وميدا، وكيكار هالشبات، وفريش نيوز، وحدشوت لايف، وعينيان مركيزي) وغيرها من المواقع، فهناك عدائية عامة في وسائل الإعلام الإسرائيلية لكل ما هو فلسطيني.
النموذج الأخطر في نقل الأخبار وترجمتها من المواقع الإخبارية العبرية هو فئة من المجهولين، حيث تبرز أسماء مجهولة في صفحات التواصل الاجتماعي وفي مجموعات الواتس أب، تتداول أخبارا بطريقة مشوهة ومشبوهة ، تثير علامات استفهام كبيرة، وفي الغالب أن هذه الفئة إن لم تكن وحدة اسرائيلية (على غرار وحدة التجسس والحرب الالكترونية 8200 ) ، فهي بالتأكيد عميلة للاحتلال سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، وتتعمد هذه الشخوص المجهولة إثارة البلبلة وتهويل الأحداث، وتسريب أخبار مختلقة لا وجود لها فعليا في المصادر العبرية المشار لها في الخبر، والمطلع على الإعلام العبري يدرك على الفور أن هذه أخبار مفبركة وترجمتها تمت وفق ما يخدم الاحتلال لبث الشائعات والتخبط، وللأسف تنتشر هذه الأخبار انتشار النار في الهشيم، ويقع كثير من الإعلاميين في فخ نقلها دون أن يكلفوا أنفسهم عناء التأكد من وجود الخبر في المصدر العبري المذكور.
هذا التيه المفتعل لا يجد متابعة أمنية فلسطينية، ورغم التحذيرات حول بث الإشاعات ومحاولة التوعية إلا أن الجهات الأمنية لا تقوم فعليا بواجبها في البحث عن جذور هذه التسريبات للوصول إلى شبكات قد تكون في غاية الخطورة على الجبهة الداخلية الفلسطينية.
ويزيد الطين بلة أن بعض رواد مواقع التواصل، هواة ترجمة غوغل والتي تخرج الخبر عن سياقه وتخل بالمعنى بسبب عدم احترافية الترجمة، ينطبق عليهم الحكمة القائلة ” ليس هناك بأشد عمى من الذين يرون ولكن لا يبصرون “.
بالإضافة الى أن بعض الترجمات التي تنقل عن الآخر تكون منقوصة لتخدم رؤية هذا الفصيل الفلسطيني أو ذاك، أو لأهداف مغرضة أخرى قد تخدم رؤية الاحتلال بقصد أو دونما قصد.
وفي النهاية يجب على رؤساء التحرير في الصحف والمواقع الفلسطينية تحمل مسؤوليتهم عند النقل من المواقع العبرية وعدم اعتماد مواقع التواصل الاجتماعي مصدرا رسميا للمعلومات.
ومن الواجب أيضا توعية النشطاء في مواقع التواصل من خلال حملات وندوات لكي يتعاملوا بحذر مع ما يتم نشره من مصادر غير معروفة أو مشكوك بصدقية أخبارها.
والأهم من ذلك كله على المسؤول الفلسطيني توفير المعلومة الدقيقة عن الحدث للصحفي الفلسطيني في وقتها الحقيقي كي لا يضطر للبحث عنها في المواقع العبرية.