📁 آخر الأخبار

في غزة : غداء في مطعم سماك طازج، رزق من حيث لا أحتسب - قصة حقيقية -



توجهت لحضور مناسبة ما اليوم في قاعة تتبع لمطعم مختص بتقديم المأكولات البحرية في غزة. انتهت الفعالية وهممنا بالمغادرة فدُعيت "خِلسة" لتناول طعام الغداء. 😋 طرت فرحا، ولم لا أطير فرحا؟ فالسمك الطازج (افتراضا) شحيح في غزة رغم أنها على شاطئ البحر، فالاحتلال يحرم الصيد أكثر من 6 ميل ! وشح السمك تسبب في أن اسعاره تطير في السماء وذلك تزامنا مع 50% رواتب... غداء في مطعم أسماك، رزق من حيث لا أحتسب،

- ألو، حتتغدى اليوم في الدار؟
- لا، اتغدوا انتو،
- وصينية الجاج والبطاطا؟
- أنا معزوم
- وين؟ عند مين
- عند .....في مطعم.....
- آه يا عم، صحتين عالسمك دايما الله رازقك
- حسب النية 😀
هبطنا في مهمة سرية الى القاعة السفلية التي يُقدم فيها ما "لذ وطاب"، لمحت الأواني الفخارية (الزبدية) التي ارتبطت شرطيا بالجمبري والكاليماري مع الشطة والسمسم بجانب وجبة السمك الرئيسة. جلست مع زملاء على مائدة وأنا أتخيل، هل بجانب الجمبري سمك الدنيس المشوي؟ أم لوكس، ام تشكيلة من أنواع مختلفة؟ هل سيقدمون شوربة السمك الشهيرة؟ هل سيحتوي صحن الشوربة على الكثير من "فواكه البحر" أم قلة في القاع مع قليل من الرمل كما عودنا هذا المطعم؟

انتظرت السمك وأنا أدندن (إمتى أشوفك أشوفك يا غايب عن عيني، قتالة الفرقة والله وبعادك عن عيني)...
جاء نُدُل عابسي الوجوه يحملون ما يُعرف ب "لابتوب" المصنوع من الفلّين الأبيض😨، صُدمت من أول ما شهدت هذا الوعاء الغبي، فهو في أحسن الأحوال خاص بالشاورما التي مللنا منها، لكن بقي أمل، عل وعسى، ألقى النادل "اللابتوب" على المائدة بقرف، بدون مشروب، وأدار ظهره، فتحت الوعاء المحروس فوجدت 8 قطع بطاطس مقلية لا يزيد طول الواحدة 5 سم ورقيقة مثل عود الكبريت (بيعبوش شحاطة) يقطر منها زيت القلي 😈، و4 حبات فلفل أصفر المخلل بحاض النيتريك وما يسمى بساندوتس (فينو مفتفت) فيه خضار وكثير من التوايل والفلفل الأسمر الخشن وبعض مما يوصف أنه لحم دجاج (مع أن كيلو الدجاج في غزة 6 شواكل)، ماذا سأقول لزوجتي؟! تجنبا للشماتة تناولت السم الهاري، ثم انتظرنا "المشروب" [عمليا لم ننتظر بقدر ما استغلينا الوقت لطق الحنك مع اصدقاء لم نرهم منذ فترة] إلى حين أحضروا لنا عبوة "أم الشيكل" شربناها (بدون شفاطة/ مصاصة) بعد أن انهمكنا في مسح فوهتها، وعند المغادرة كان في الثلاجة مشروبات "من أبو ال 2 شيكل".

طفحنا "أبو الشيكل" ودردشنا قليلا والنُدُل يلملمون أغراضهم عابسي الوجوه وكأنهم يقولون لنا "انقلعوا".
انقلعنا،
- كيف الغدا؟
- ممتاز،
- خلليتلك من الصينية،
- لالا أكلت كتير خلليها للأولاد... وقلبت الصفحة ، مين عليه واجب؟