بوستات بالدفع المسبق
لماذا اكتب يوميا بوستات طويلة محشوة بالمعلومات؟
لماذا اكتب مجانا وفقط عبر الفيسبوك وليس عبر اَي صحيفة أو موقع؟
لماذا اكتب في شتى المواضيع ولا أتخصص في شأن واحد؟
لماذا لا اصبر على مراجعة أو جمع ما اكتب في كتاب؟
الجواب : لا اعرف، ولا اعرف أيضا لماذا تُلِّح علي هذه الأسئلة هذه الأيام رغم انشغالاتي.
كل ما اعرفه ان رأسي مليء باشياء مزعجة يجب ان اتلفظها فلا اجد احدا سواكم لالفظها باتجاهكم مكتوبة، واعرف انني لا أستطيع الكتابة حين تصبح واجبا بأجر مالي، واعرف ان الإزعاج لا يقل الا بعد الكتابة والنشر.
أفكر بكتابة بوستات مدفوعة الأجر مسبقا باللايكات، كخدمات الماء والكهرباء والجوال، ربما ردا على ما اتعرض له من سرقات باتت مزعجة في الآونة الاخيرة لانها تتم على أيدي من يعتبرون أنفسهم كتابا.
أنا كاتب ماكر واقصد أشياء قد تكون مستترة من وراء ما اكتب.
أنا ماكر اتسلل ليلا لإحصاء اللايكات والمشاركات والتمعن في أصحابها ورصد التعليقات، وأراقب مسرورا ان تبنى احدٌ قولا أو بنى فكرة أو أعاد انتاج شيء كتبته. أو بثه عبر برنامجه الاذاعي الصباحي أو نشره على موقعه، بموافقتي ومعرفتي أو دونهما، شريطة ان يشير الى انه من حسابي على الفيسبوك. ولَم يكتب حصريا لحضرة جنابه.
أنا ماكر اترصد واتابع من يردون علي بشكل غير مباشر، أنا أيضا في بعض الأحيان أرد بشكل غير مباشر عليهم وعلى غيرهم. احيانا يكون هذا أفضل من الجدل .
أنا بخيل في وضع علامات الإعجاب وأستطيع تقدير وزن كل لايك احصل عليه، ليس بناءا على سرعة صاحبه وإنما على نوعيته وكيفية توزيع بقية لايكاته.
أنا لا أعطي وزنا اكثر مما يجب للفيسبوك بمجمله، واعرف تماما انني وأننا أصبحنا مدمنين عليه، وانه هو وإخوته وأخواته قد غيروا وجه العالم أو بالأحرى جعلوه عالما دون وجه أو وجاهة. عالم منزوع اليقين مجرد من الفعل غارق في الفقاعات، طافح بالسلبية.
افعل اكثر من ذلك، أنا ابحث عن نصوصي وكم مرة تم نسخها وإعادة نشرها ، افرح حين اكتشف سارقا وقحا ، سرق المادة وأعاد نشرها ولَم يكلف نفسه عناء مجرد وضع لايك قبل السرقة، وافرح اكثر حين اكتشف سارقا ماكرا لا يضع لايك ويسرق المادة وينشرها ويمن علي بان يضع اسمي دون تاغ في ذيلها لا على رأسها كما يجب. هذا النوع هو الأسوأ باعتقادي.
وأكثر اكثر ما يثير دهشتي أولئك الذين يسألونني بوقاحة من أين تنقل بوستاتك ؟!، هؤلاء الذين لم يروا احدا يكتب من رأسه أين يعيشون وأي نوع علف يتناولون وفِي اَي مدرسة أو بيت أو مزبلة تلقوا التربية والاصول.