اتصلت صباح اليوم، بشركة خدمات انترنت، لكي ترسل اليّ من يزودني بالخدمة. ففي منزلي هناك خدمة انترنت تزودني بها شركة "فوادافون" ويغطي خطها البيت مع تشغيل التلفزيون عبر الجهاز المخصص للقنوات العربية. وعلى الرغم من كون التعاقد مع فودافون على 18 غيغا في الحد الأدنى الذي يرتفع ليلاً، إلا أنني شعرت ببطء الإشارة في غرفتي!
اتصلت بشركة "ويست نت" لكي تأتي صباح اليوم، وهي مشهورة بقوة خدمتها ولها طبق جاهز مثبت في أعلى المنزل كان لاستخدام الساكن السابق. فقد زادت شكوكي في "فودافون" بسبب ضآلة قيمة الخدمة التي تساوي 70 يورو سنوياً، بينما "ويست نت" تقدمها بنحو 8 يورو شهرياً.
في العاشرة صباحاً، جاءت سيارة "ويست نت" وفوقها سلالمها وتبدو من داخلها ورشة متحركة. نزل منها شاب فارع الطول رشيق الحركة، وسرعان ما بدأ العمل. عاين الخطوط والأسلاك ثم أخرج "الراوتر" الجديد من صندوقه وفتح جهاز اللاب الذي معه، وبدأ البرمجة والتوصيلات، وعمل اللازم ثم ذهب الى جهاز التلفزيون وقام بإيصاله لاسلكياً بخدمة "ويست نت". بعد الانتهاء من عمله، قلت له ليتك تقوم بإعادة تثبيت "فودافون" لكي يكون مخصصاً لجهاز اللاب توب الخاص بي فقط. عندئذٍ تغيرت قسمات وجهه وسأل: هلى تقصد أن الفودافون عندك شغال؟" قلت له نعم شغال. وسرعان ما أخرج هاتفه لقياس قوة إشارة الفودافون. ولما قرأها قال بدون تردد. إشارتهم افضل من إشارتنا، وأنت لا تحتاجني، وذهب لكي ينزع جهاز "ويست نت". ووجدت نفسي مضطراً لمجادلته على طريقتنا العربية في الرغي الفارغ، فقلت له إشارتهم ليست دائماً قوية، ثم إنها تكاد تكون مجانية. فقال لي، انت مخطيء هي لن تنزل باي حال عن قوة 10 غيغا ونحن كذلك. أما كونها ضئيلة الرسوم، فهذا بسبب اتساع حجم الاشتراكات معهم.
تراجعت فشكوت من عدم قوة الإشارة في غرفتي، لكي يظل الاشتراك الجديد قائماً. فجاء الى غرفتي وعاينها وقال إن الانتشار الأفقي يضعف أحياناً بسبب الجدران المبطنة ولديك بابان قبل الوصول الى الغرفة. عندئذٍ أحسست أنه يدافع عن الشركة المنافسة كأنها تدافع عن نفسها. طلب هاتفي، وسرعان ما قام بفتح الخارطة على المدينة القريبة، واراني عنوان محل، ثم قطعة صغيرة قال اسمها بالانجليزية ومعناه "موسع مدى الإشارة" وثمنها 20 يورو، تشبكها يا سيد في الكهرباء مقابل باب غرفتك وينتهي الموضوع!
أشياء صغيرة لكنها تفسر لك كيف تُبنى الأوطان، وكيف يتخلق الناس بأخلاق الوئام، وكيف يتنافس المتافسون بلا سفالة، فلا يضع واحدهم في منافسه مائة "بعبوص" ظلماً وتجنياً، وكيف يعيش الإنسان ويموت شبعاناً، لا "يتسلبط" فيطلب ما يوازي "القهوة" حسب التعبير الشائع عن التطلب. فلا إلحاح على "البقششة" و"كل سنة وانت طيب".. حتى ولو لم يكن يملك أكثر من رزق يوميه.
أعاد الشاب شبك جهاز التلفزيون على فودافون مرة أخرى، وسلّم عليّ مودعاً، شاكراً لي حسن الظن بشركة "ويست نت"!
اتصلت بشركة "ويست نت" لكي تأتي صباح اليوم، وهي مشهورة بقوة خدمتها ولها طبق جاهز مثبت في أعلى المنزل كان لاستخدام الساكن السابق. فقد زادت شكوكي في "فودافون" بسبب ضآلة قيمة الخدمة التي تساوي 70 يورو سنوياً، بينما "ويست نت" تقدمها بنحو 8 يورو شهرياً.
في العاشرة صباحاً، جاءت سيارة "ويست نت" وفوقها سلالمها وتبدو من داخلها ورشة متحركة. نزل منها شاب فارع الطول رشيق الحركة، وسرعان ما بدأ العمل. عاين الخطوط والأسلاك ثم أخرج "الراوتر" الجديد من صندوقه وفتح جهاز اللاب الذي معه، وبدأ البرمجة والتوصيلات، وعمل اللازم ثم ذهب الى جهاز التلفزيون وقام بإيصاله لاسلكياً بخدمة "ويست نت". بعد الانتهاء من عمله، قلت له ليتك تقوم بإعادة تثبيت "فودافون" لكي يكون مخصصاً لجهاز اللاب توب الخاص بي فقط. عندئذٍ تغيرت قسمات وجهه وسأل: هلى تقصد أن الفودافون عندك شغال؟" قلت له نعم شغال. وسرعان ما أخرج هاتفه لقياس قوة إشارة الفودافون. ولما قرأها قال بدون تردد. إشارتهم افضل من إشارتنا، وأنت لا تحتاجني، وذهب لكي ينزع جهاز "ويست نت". ووجدت نفسي مضطراً لمجادلته على طريقتنا العربية في الرغي الفارغ، فقلت له إشارتهم ليست دائماً قوية، ثم إنها تكاد تكون مجانية. فقال لي، انت مخطيء هي لن تنزل باي حال عن قوة 10 غيغا ونحن كذلك. أما كونها ضئيلة الرسوم، فهذا بسبب اتساع حجم الاشتراكات معهم.
تراجعت فشكوت من عدم قوة الإشارة في غرفتي، لكي يظل الاشتراك الجديد قائماً. فجاء الى غرفتي وعاينها وقال إن الانتشار الأفقي يضعف أحياناً بسبب الجدران المبطنة ولديك بابان قبل الوصول الى الغرفة. عندئذٍ أحسست أنه يدافع عن الشركة المنافسة كأنها تدافع عن نفسها. طلب هاتفي، وسرعان ما قام بفتح الخارطة على المدينة القريبة، واراني عنوان محل، ثم قطعة صغيرة قال اسمها بالانجليزية ومعناه "موسع مدى الإشارة" وثمنها 20 يورو، تشبكها يا سيد في الكهرباء مقابل باب غرفتك وينتهي الموضوع!
أشياء صغيرة لكنها تفسر لك كيف تُبنى الأوطان، وكيف يتخلق الناس بأخلاق الوئام، وكيف يتنافس المتافسون بلا سفالة، فلا يضع واحدهم في منافسه مائة "بعبوص" ظلماً وتجنياً، وكيف يعيش الإنسان ويموت شبعاناً، لا "يتسلبط" فيطلب ما يوازي "القهوة" حسب التعبير الشائع عن التطلب. فلا إلحاح على "البقششة" و"كل سنة وانت طيب".. حتى ولو لم يكن يملك أكثر من رزق يوميه.
أعاد الشاب شبك جهاز التلفزيون على فودافون مرة أخرى، وسلّم عليّ مودعاً، شاكراً لي حسن الظن بشركة "ويست نت"!