ألقت التحية على الركاب ثم استيقظت لتجد نفسها بالمستشفى.. هذا كل ما كانت تذكره الصربية فيسنا فولوفيتش عن حادثة الطائرة التي أدخلتها موسوعة غينيس كأشهر ناجية من أعلى سقوط حر بدون مظلة في التاريخ.
وكانت فولوفيتش (66 عاماً) التي عثر عليها أصدقاؤها ميتة في شقتها ببلغراد قبل أيام، قد نجت من حادث انفجار طائرة وسقوطها من ارتفاع 33 ألف قدم في العام 1972.
وقال التلفزيون الصربي إن أسباب الوفاة غير معروفة بعد، بحسب صحيفة الغارديان البريطانية 24 ديسمبر/كانون الأول 2016.
الأعجوبة
في يناير/كانون الثاني 1972، كانت فولوفيتش تعمل مضيفة طيران على متن الطائرة دي سي-9 التابعة لخطوط الطيران اليوغوسلافية، عندما انفجرت الطائرة فوق سلاسل جبلية جليدية كانت موجودة داخل أراضي ما كان يعرف آنذاك بتشيكوسلوفاكيا. وقد توفي في تلك الحادثة جميع أفراد طاقم الطائرة الآخرين والركاب البالغ عددهم 27 راكباً.
بعد أن حوصرت داخل ذيل الطائرة، سقطت فولوفيتش في أراضي منطقة تنخفض درجات الحرارة فيها تحت الصفر، وفوق منحدر شديد الانحدار تملأه أشجار الغابات الكثيفة بالقرب من إحدى القرى. وقال المحققون حينها إن جسم الطائرة تعلق بفروع أشجار الصنوبر وسقط داخل طبقة سميكة من الثلج، مما خفف أثر الصدمة عند نزول الطائرة إلى أسفل التل.
وأنقذ أحد الحطابين فولفيتش بعد أن تتبع صرخاتها في الغابة المظلمة، لتُنقل بعدها إلى المستشفى حيث دخلت في غيبوبة لعشرة أيام. عانت المرأة من كسر في الجمجمة وكسور في الساقين والضلوع والحوض، كما سُحقت فقرتان بعمودها الفقري. اشتبهت التحقيقات في أن قنبلة زُرعت بالطائرة عند توقفها في العاصمة الدانماركية كوبنهاجن، إلا أنه لم يُلق القبض على أي شخص.
ودخلت فولفيتش موسوعة غينيس للأرقام القياسية عام 1985؛ لنجاتها بعد السقوط من أعلى ارتفاع بدون مظلة.
وبعد أن عانت من شلل في الجزء السفلي من جسمها إثر الحادث مباشرة، استعادت فولوفيتش عافيتها تماماً في النهاية، بل وعادت للعمل في وظيفة مكتبية لصالح شركة الطيران ذاتها.
ولم تستطع المرأة على الإطلاق أن تسترجع ذكريات الحادث الذي أُنقذت فيه، فقد قالت في عام 2008 إنها لا تتذكر سوى تحية المسافرين قبل إقلاع الطائرة من الدانمارك، ثم استيقظت لتجد نفسها في المستشفى وأمها بجوارها.
واصلت فولوفيتش توظيف شهرتها لخدمة القضايا السياسية، لتشارك في المظاهرات ضد حكم الرئيس سلوبودان ميلوشيفيتش في تسعينيات القرن الماضي، كما شاركت فيما بعد في الحملة الداعمة للقوى الليبرالية بالانتخابات.