فضائل الحمير
لست افهم لماذا عندما نتحدث عن مناقب الحيوانات ، لا تأتي الحمير ضمن قائمة التبجيل والاحترام والتقدير ، مع أن هذه الحمير - العظيمة - لا تقل أهمية عن اي بهيمة ، إن لم نقل أنها الأفضل والأكثر نفعا وقيمة، على وجه الإطلاق والتنمية المستديمة.
فمنذ قديم الزمن بجَّل الإنسان القوة ، وعبدها حينا او تملقها أحيان، كما أطلق أسماء الكثير من الحيوانات الضارية على نسله البشري (صقر، فهد، عقاب، ذيب، درغام، نمر، نسر..) وعائلات حملت ذات المسميات ( السبع، الجاموس، الواوي، الحصان، شاهين، بني ثعلب بني كلاب، دبابنه، الفار، والقط..) لكن الحمير بقيت في منأى عموما عن هذا الغزل و بقي نصيبها مقتصرا على المهانة والإذلال وشاق العمل، رغم كونها الخادم المطيع للبشرية مند الأزل.
الحمير في كتب الغفير..
لقد طفحت أسفار التوراة بذكر الحمير التي كانت خير ملازم ورفيق للأولياء والصالحين، واصحاب الطريق، و جاء (الإنجيل) ليصف قدوم السيد المسيح على أتانه (الأتان هي أنثى الحمار)، كذلك اليشع وغيره من انبياء وملوك بني إسرائيل. أما في القرآن الكريم، فقد ورد ذكر الحمار والحمير في اربعة مواطن لا ينافسه حيوان اخر بهذا العدد الكبير، وكان الحمار المدعو (عفير) من مركوبات النبي محمد عليه الصلوات ، وتلك المكانة الدينية احتلها الحمار لما يمتلكه من صفات ومقومات، كالمواظبة على العمل والطاعات، والتقشف والتطهر عبر التيمم في الارض اليباب ( يا حبيبي انت مش شايفو لمن يتفعفل في التراب)، بل ومن ذلك أكثر، إذ يدير خده الأيمن لمن "لطشه" على خده الأيسر.
الحمار والفلسفة
اقترن الحمار برفقته التقليدية للرجل الحكيم والصوفي العارف العليم.. ربما لطبائع فريدة تجمع بين الاثنين، فالحمار مخلوق متأنٍ حكيم، بعيد النظر غير جامح شأن جل الفلاسفة والحكماء، وكأن حكمته في الحياة تقول: (دع الأيام تفعل ما تشاء..) و (في التأني السلامة) و (يقولو زي ما يقولو).. وعشرات الحكم التي يجسدها بامتياز سلوك هذا الحمار المنماز، وتلك المناقب هي ذاتها ما يجب أن يتصف بها الرجل الحكيم من روية وتأمل وصمت وجلد وافر، والقبول بالنوازل عن طيب خاطر.. إلا يذكرنا هذا بما قاله "النفرّي" في عبارته الشهيرة: "كلما اتسعت الرؤيا ضاقت العبارة"؟ وما اعلنته الحكمة الشرقية القديمة (إن الذين يعرفون لا يتكلمون والذين لا يعرفون هم وحدهم من يتكلمون)؟؟
الحمار قائد الثوار
برز الحمار كوسيلة نقل مهمة في ظل الإغلاق الإسرائيلي للمناطق الفلسطينية، وتعين على الحمار أن يلعب هذا الدور النضالي الخطير في اختراق تلك الحصون والجدران متقدما الثوار ، محملا بالعبوات والاحزمة الناسفة ليفجر نفسه بين الاعداء باسلوب الانتحار، والحق انني لا اعلم طبيعة شعوره لحظة الإنفجار وتحوله الى إشلاء، هل يدرك هذا المغدور انه مات لأجل قضية عادلة، وأن روحه لم تذهب هباء؟
قائد وبطل ومعلم حنون
يثبت الحمار كل يوم شهامته من حيث امكانية الاعتماد عليه لرعاية الحيوانات الأخرى والجنس البشري عموما، فيبرز كرمز للحنان امام تعاطفه مع فئة المعاقين والاطفال، عبر تعامله بلطف بالغ معهم، وهو صديق أمثل للأطفال فلا يمكن أن يرفس أي طفل بجواره أو يعضه، الا عن غير قصد. و يستخدم للتزاوج مع الخيول بغية انجاب البغال. ويعمل مدربا للمهر الصغير الذي يتعلم المشي والاتجاهات، بربطهما معا ليصبح الحمار قائد مبدئيا للمهر، يذهبان ويجيئان معا "رجله على رجله". ويتولى الحمار ايضا المساعدة في فطام الحيوانات الأخرى، وهو صديق حميم للخيول في إسطبلها اثناء الحبس، فإن ثار الحصان وبدأ بالرفسْ، فدواؤه الحمار التعس.
ومن مناقب الحمير التي لا تعد ولا تحصى بعلم الحساب، هناك الجمال الخلاب الذي يسلب الألباب ، فإذا نظرت إليه بإمعان وتدقيق، ومزاج صاف رقيق، فلن تجد حيوانا في ملامحه جدير بحبك، أو يستحق أن "يرفس قلبك"، فتلك السيقان الطويلة والأنفاس العليلة ووجهه ذو الملامح البريئة و الخجولة، ناهيك عن لمعة الأحداق، تقودك طرا إلى حبه منذ النهقة الأولى، فتكتشف بقلب منفتح دفاق، تلك الاستخدامات والفوائد العديدة التي تلبي كل الإحتياجات و الأذواق.
أخيرا، أليس الحمار جدير بالحب والاحترام، لما يقدمه من أعمال لا تقوى عليها حيوانات كثيرة؟ ثم ألا يجدر بالبشرية أن تجعل منه شعارا لبعض قيمها الحضارية، فتقيم له التماثيل الفخيمة، وتطلق اسمه على ابنائها وبعض الشوارع و حتى المجالس و الجامعات والمدارس..؟
أعرف أن هذه الأخيرة ، نوعا ما "كبيرة" ، فلا أظن ان اي اب عاقل مغوار، يرغب بإرسال ابنه الى "مدرسة الحمار".. إذاً لنتركها مؤقتا ودعونا نأمل، فلا احد يدري ما يحمله المستقبل.
هنا أنتهى المقال، لطفا غادروا، فثمة جوز كلام خاص بيني وبين الحمار..
(.. يعني إنت كمان يابوصابر، الله يصلحك، لازم تشدلنا حيلك شوي، كل هلحيوانات تطورت واستفادت من التجارب والخبرات الا انت، صارلك مليون سنة واقف مطرحك لا بتهش ولا بتنش، يخرب بيتك يا زلمه أذانك طوال عالفاضي، ولك القطة والغزال ذانها قد ربع ذانك وبسمعو عن بعد كيلو، وانت بجيك الواحد من ورا ظهرك وبلقطك ولا بتحس عليه، يا اخي شوف الدببة مثلا وتعلم، منخارها زغير وبتشم عن بعد 15 كيلو ريحة الدم، وانت مناخيرك كل فتحه قد الخم، وبتعاقط وبتجامع بنص هالشوارع لا بتخجل ولا بتشم.. يلعنك ويلعن الي بدافع عنك يا مشم. أي شفتلك فيديو عاليوتيوب من كم يوم، "جرو" زغير بوكل معك اكلاتك وانت خايف منو وبدك ترفسو بس مش عارف كيف..هو بجهة وانت بترافس بجهة ثانية الله ينتقم منك..اي عليم الله شغايلك وعمايلك ما بسويها الا حمار، ول عليك لا بتخجل ولا بتغار).