📁 آخر الأخبار

رواية العنقاء كاملة : الجزء الخامس: رواية تاريخية تحدثت عن إنتصار المقاومة في غزة ما بين فترة الحكم العثماني و الاحتلال الفرنسي

رواية العنقاء كاملة : الجزء الخامس:  رواية تاريخية تحدثت عن إنتصار المقاومة في غزة ما بين فترة الحكم العثماني و الاحتلال الفرنسي. للكاتب عبد الكريم السبعاوي في 1942  المولود في حارة التفاح بمدينة غزة لأسرة فقيرة لكنها حفية بالعلم والثقافة
----------------
انصرف شيخ المشايخ تيمور الضرغام من المجلس وقد ضاق صدره .. تذكر غلمه
يلماز فأخذ يحث الخطى إلى البيت .. كان يسكن بيتا" كبيرا" له سباط ينتظم جانبي الطريق ..
وكانت غرفة يلماز فوق الشارع تماما" .. تطل نوافذها على الجهتين بحيث يتسلى طوال النهار
بمراقبة السابلة ومتابعة ما يجري في أكثر شوارع المدينة حركة ونشاطا ..
في الدور الرضي كانت نساؤه الربعة تحتل كل الغرف .. مع جيش من الولد
والبنات .. هنيه صغراهن كانت وحدها.. لم يتسع وقته للنجاب منها بعد .
تذكر تيمور أنه كان يعدل بين نسائه في الليل .. ويتسرى بجواريه في النهار .. ل
شئ يسره قدر ما تسره القيلولة مع جارية ما زالت تراوح بين الطفولة والحتلم .. حتى
اشترى هذا الغلم القوقازي الصبوح الوجه .. الناعم البشرة .. في بياض مشرب بالحمرة ..
وشعر أشقر جعد .. أنساه كل من في البيت .
عجب تيمور لنسائه كيف انتهت الحروب الصغيرة والكبيرة بينهن .. واتحدن في الكيد للغلم
المسكين .. حتى أنه اضطر في السبوع الماضي لتأديبهن بالسوط حتى يرتجعن عنه ..
واحدة وضعت له الخروع في حسائه .. وأخرى أغرت أولدها بضربه .. حتى أن أثر
الضرب مازال ظاهرا" على بدنه .. لقد اشترى غلمه من اسطمبول .. التي صار يحب التردد
عليها منذ أوفده إليها أول مرة ولي نعمته أحمد باشا الجزار .. ضمن سلسلة من المكائد ضد
والي عكا في ذلك الحين ضاهر العمر..بعدها عينه الجزار شيخا" للمشايخ في غزة مكافأة له
على خدماته .
مر عامان على شراء يلماز .. فما زاد تيمور الضرغام إل تعلقا" به وانصرافا" إليه
عن كل نسائه .. في طريقه إلى البيت عرج شيخ المشايخ على زين الدين العطار .. ما أن
رآه الرجل حتى هرول باتجاهه وبيده صرة صغيرة .. تغليها في الماء وتشرب عنها وسوف
يكون خاطرك راضيا" يا سيدي .. تحياتي لعصفورك الصغير يلماز .. ما أجمل غناءه بالتركية
ثم أخذ يغني بصوته الفظ محاول" أن يقلد صوت يلماز ( اسكي دارا جيد ركي بير ما نديل
بولدوم أمان أمان ) .
كان تيمور الضرغام قد خص زين الدين بسهرة معه في العلية .. ليضمن إخلصه
في العمل .
حين دخل شيخ المشايخ بيته .. لحظ سلمى البلنة خارجة تحمل على رأسها قفتها المليئة
بلوازم النساء من أمشاط ومكاحل وعطور ولبان .. تذكر ليلة نالها في بيت معلمتها السابقة
البلنة بديعة .. كانت سلمى في الثالثة عشرة من عمرها .. واشترى ليلته معها بعشرة قروش
 .
سألها شيخ المشايخ ضاحكا" :
- كيف حال نسائي اليوم ؟
- بحاجة إليك .. هل تركت عنك هذا الفتى الرومي ليلة أو ليلتين ؟
ضربها على إليتها فكادت القفة أن تقع .
حين انصرفت قالت في نفسها : نساؤه الثلث مشغولت بأولدهن .. أما الرابعة فهي
صغيرة وجميلة ومتطلبة .. وليس لديها أولد تنشغل بهم .. حرام أن تترك هكذا حتى تذبل
وتموت .. عيني عليك يا هنيه .. لم يعد التدليك بزيت الزيتون بعد الحمام الساخن كافيا" لي أو
لك .. ملعون أبو الرجال إللي زيك يا تيمور الكلب .. تفوه.


 رواية العنقاء كاملة :الجزء الرابع: 
 رواية العنقاء كاملة :الجزء السادس: