رواية العنقاء كاملة : الجزء 28: رواية تاريخية تحدثت عن إنتصار المقاومة في غزة ما بين فترة الحكم العثماني و الاحتلال الفرنسي. للكاتب عبد الكريم السبعاوي في 1942 المولود في حارة التفاح بمدينة غزة لأسرة فقيرة لكنها حفية بالعلم والثقافة
----------------
رواية العنقاء كاملة :الجزء 29:
رواية العنقاء كاملة :الجزء 27:
----------------
صار سالم شيخا" لحارة التفاح .. أخلص في خدمة أسياده الجدد .. جمع لهــم بهمــة
ونشاط ما فرضوه من أتاوة على الحارة .. قمح ..شعير .. دواب .. وشى لهم بأسماء الــذين
يبيتون لهم العداء .. اصطنع لنفسه أعوانا" من الوغاد والسفله ممن ل خلق لهم .
حين جاءه نعي عمه الشيخ رمضان .. حسب أن السماء تسرع في تحقيق رغباته .. صــحيح
أنه ارتج عليه لحظة ( عظم ال ساعة الموت ) إل أنه في قرارة نفسه أحس بالرتياح .. لــم
يثر هواجسه موت عمه المفاجئ .. رآه بنفسه يصلي العصر في المسجد ثم لم يطلــع عليــه
الصباح .
حين ذهب يتقبل العزاء في عمه .. كانت فاطمة تجلس في ركن الغرفة متلفعــة بالســواد ..
كأنها شبح أو ظل من الظلل .. لم تجد دموعا" في مآقيها لبكاء والدها .. استنزفت كل دموعها
في البكاء على يونس .
سأل الناس عن مبارك .. كان قد اختفى منذ احتل الفرنسيون غزة .. ولم يعثر له على أثر .
ظل سالم ونساؤه والولد يحتلون البيت بحجة تقبل العزاء .. يعيثــون فســادا" فــي
مخزونه من أطايب الطعام .. معرضين فاطمة وأمها لفنون الكيد والذى .. ولـول زيـارات
سكينة .. وحدب ليلى .. وإخلص مرجانة .. لقتربت المرأتان من الجنون .
لكن ذلك لم يقدر له أن يستمر طويل" .. سقطت بركة زوجة المرحوم الشيخ رمضان
بنفس مرض زوجها المفاجئ .. ارتفعت حرارتها يوما" .. ثم ظهرت البقع الداكنة على الجلــد
في اليوم التالي .. وماتت في اليوم الثالث .. وجاء دور نعمة .. ظهرت على الطفلــة نفــس
العراض .. ولقيت نفس المصير .. عندها أدركت نساء سالم أن بالبيت لعنة وأن الموت قــد
استوطنه .. خشين أن يصيبهن ما اصاب الدارجين من أهله فولين الدبار .. مخلفات وراءهن
أكوام البرغل والشعيرية .. وصحاف السمن وما بقي في البيت من المؤونة .
لم تصمد إلى جوار فاطمة سوى جاريتها مرجانة .. وصديقتها الوفيــة ليلــى بنــت
سالم .. دأبت ليلى على مواساة فاطمة والحديث عن مبارك وعودته الوشيكة .. أما فاطمة فلم
تكن تفتح فمها بالحديث إل لماما".
في لحظات شرودها .. كانت تتحدث إلى نفسها أو إلى الراحلين من الهل .. عنــدها
كانت ليلى تمسك عن الكلم وتراقبها بأسى وحسرة .
ذات يوم اقتحمت رقية الدار.. انهالت على ابنتها بالضرب المبرح وهي تسب وتلعن :
- أل تعرفين يا مقصوفة الرقبة .. أن فاطمة ستصير ضرة لمك ؟ لقد أقسم سالم أن يتزوجها
بعد أن تلد .. ( ثم التفت إلى فاطمة ) :
- ل تفرحي كثيرا" يا فأل الشؤم .. يا مخربة الديار .. خربت ديار يونس ..وديار أهلك وأنت
تنعبين كالبومة .. إنه لن يفعل ذلك محبة في سواد عيونك .. ولكن من أجل وادي الزيــت ..
يريد أن يرثك ويرث يونس .
سحبت ابنتها من شعرها .. خرجت وهي تنذر فاطمة بالثبور وعظائم المور ..
بكت فاطمة كثيرا" قبل أن تستنجد مرجانة بسكينة وزوجها حسان .. الــذين هرعــا
لنجدة فاطمة .. بعد أن طيبا خاطرها قالت لهما :
- خذوني إلى بيتي في وادي الزيت .. فإنني أحس بمنيتي تقترب .. وأريد أن أموت هناك ..
في كنف سيدي يونس .
ربتت سكينة خدها :
- ل تقولي ذلك يا فاطمة .. ستعيشين وتلدين لنا ولدا" يعوضنا عن يونس .. يونس إللي كــان
للسيف وللضيف .
حملوها الى الوادي .. كان الدخان يتصاعد من الفرن .. خفق قلب فاطمة بشــدة ..
هل هم قطاع الطرق .. أم أنهم عبيد يونس عادوا إلى الوادي أم .
قالت في نفسها ليكن ما يكون .. فما جئت هنا إل لكي أموت .
طرقت الباب فانفتح .. أخذتها المفاجأة .. صرخت :
- مبارك .
كان مبارك ورجاله يعتصمون في البيت .. يتخذون الوادي قاعدة لهم في مناوشــاتهم
مع الفرنسيين منذ سقطت غزة .
???
استيقظ القاضي معروف .. وجد الشمس قد ارتفعت إلى مستوى النوافذ .. مــا كــان
يجدر به أن ينام بعد أن نهض لصلة الصبح .. اليوم موعده للقاء ساري عســكر .. خطبــة
الجمعة الخيرة التي ألقاها في الجامع العمري الكبير حازت إعجاب بونابرته .. أمر بطبعهــا
وتوزيعها على المسلمين في بر الشام كله .
تبسم معروف راضيا" عن نفسه .. كانت خطبة لم تسمع المنابر مثلها .. في الثناء على
موفد العناية اللهية ( ساري عسكر ) .. الذي جاء ليخلص البلد والعباد من ظلــم الجــزار
وزبانيته حتى الشيخ الدسوقي شهد لتلك الخطبة:
- الحاديث النبوية التي استشهدت بها يا شيخ معروف .. لم تخطر على بال شيوخ الزهــر
وحينما ترجموا لبونابرته ( اسمعوا وأطيعوا ولو أمر عليكم عبد حبشي ) ضحك ساري عسكر
وقال لقواد جنده (( لشك أنني افضل من عبد حبشي )) .
لعل الرجل يجزل لي العطاء اليوم .
نهض معروف متثاقـل" وهو يلم أطرافه المبعثرة وينوء بثقل كرشه .. لم يكــن فــي
حياته متعبا" كما هو الن .. ما الذي جرى له ؟
تذكر ما حدث بعد قيامه لصلة الصبح .. فتمتم لنفسه : سوف تقتلني هذه الجارية اللعينة .
كان قد نادى جاريته مسكه .. لتعد له الحمام .. بدا سعيدا" منشرح الصدر موقنا" بقرب نيلــه
لمكافأة ساري عسكر .
أجلسته الجارية في الطشت .. دلكت جسده المترهل بالليفة والصابون .. مركزة على
موضع ل تبرحه إل لتعود إليه .. دب في مولنا نشاط لم يكن يعهده فـي نفسـه .. لبـد أن
الدواء الذي أعطاه له حكيم ساري عسكر قد فعل فعله .
هؤلء الفرنسيين الملعين قد بلغوا من العلم كل مبلغ .. خرج من الطشت فلفته مسكه
بالمنشفة .. محتفية بما نشط من جسده .. قادته إلى فراش قريب .. نالت منه بركة لم تنلها من
ستة اشهر .
بعدها أغرق مولنا في النوم .. وها هو يستيقظ وقد فاتته صلة الصبح .. صــفق براحــتيه
ونادى :
- مسكه .
جاءته أم البنين وقد ضاع طولها في عرضها من البدانة .. كانت تتماوج في شــميتها
كأنها تزحف :
- محظيتك نائمة يا سـيدي .. ثم غمغمت بلؤم وهـي تمصـمص شــفتيها :
( نوم السراري للضحى العالي ) .
قال في نفسه:
زوجتي اللعينة ..إنها تنام بعين واحدة وتراقب ما يجري بالعين الخرى .. ثــم ل تلبــث أن
تضع همها في الطعام منذ اشتريت هذه الجارية من قافلة الطاهر .
سلقها بنظرة اقشعر لها جلدها السميك .. ثم هتف بعلو صوته :
- الحمام .
استحم وارتدى ثيابه .. صلى الصبح قضاء بعد أن فاتته الصلة حاضــرا" .. وضــع
جبته واختار أغلى عمامة لديه ..تلك التي اشترى شاشها من دمشق الشام.. تعطر وبالغ فــي
التعطر .. تناول عصاه المصنوعة من العاج .. ألقى التحية على أهـل بيته وخرج .
لم يكد يبتعد خطوات حتى بـرزوا له .. أحاطوا بـه من كـل جـانب .. قـال لـه
مبارك :
- أحمد باشا الجزار يهديك السلم أيها القاضي .
بلع معروف ريقه .. قبل أن ينبس بكلمة كمموا فاه .. مددوه إلى جــانب الجــدار ..
تدحرجت عمامته تحت أقدامهم وانسابت في عرض الطريق حتى استقرت تحت الجدار المقابل
.. استلوا خناجرهم وأغمدوها في صدره الواحد بعد الخر .. همد تماما" .. ربطــوه بشــاش
عمامته من عرقوبه .. وعلقوه في شجرة جميز قريبة .. مضوا دون أن يلتفت إليهم أحد مــن
المارة .
ونشاط ما فرضوه من أتاوة على الحارة .. قمح ..شعير .. دواب .. وشى لهم بأسماء الــذين
يبيتون لهم العداء .. اصطنع لنفسه أعوانا" من الوغاد والسفله ممن ل خلق لهم .
حين جاءه نعي عمه الشيخ رمضان .. حسب أن السماء تسرع في تحقيق رغباته .. صــحيح
أنه ارتج عليه لحظة ( عظم ال ساعة الموت ) إل أنه في قرارة نفسه أحس بالرتياح .. لــم
يثر هواجسه موت عمه المفاجئ .. رآه بنفسه يصلي العصر في المسجد ثم لم يطلــع عليــه
الصباح .
حين ذهب يتقبل العزاء في عمه .. كانت فاطمة تجلس في ركن الغرفة متلفعــة بالســواد ..
كأنها شبح أو ظل من الظلل .. لم تجد دموعا" في مآقيها لبكاء والدها .. استنزفت كل دموعها
في البكاء على يونس .
سأل الناس عن مبارك .. كان قد اختفى منذ احتل الفرنسيون غزة .. ولم يعثر له على أثر .
ظل سالم ونساؤه والولد يحتلون البيت بحجة تقبل العزاء .. يعيثــون فســادا" فــي
مخزونه من أطايب الطعام .. معرضين فاطمة وأمها لفنون الكيد والذى .. ولـول زيـارات
سكينة .. وحدب ليلى .. وإخلص مرجانة .. لقتربت المرأتان من الجنون .
لكن ذلك لم يقدر له أن يستمر طويل" .. سقطت بركة زوجة المرحوم الشيخ رمضان
بنفس مرض زوجها المفاجئ .. ارتفعت حرارتها يوما" .. ثم ظهرت البقع الداكنة على الجلــد
في اليوم التالي .. وماتت في اليوم الثالث .. وجاء دور نعمة .. ظهرت على الطفلــة نفــس
العراض .. ولقيت نفس المصير .. عندها أدركت نساء سالم أن بالبيت لعنة وأن الموت قــد
استوطنه .. خشين أن يصيبهن ما اصاب الدارجين من أهله فولين الدبار .. مخلفات وراءهن
أكوام البرغل والشعيرية .. وصحاف السمن وما بقي في البيت من المؤونة .
لم تصمد إلى جوار فاطمة سوى جاريتها مرجانة .. وصديقتها الوفيــة ليلــى بنــت
سالم .. دأبت ليلى على مواساة فاطمة والحديث عن مبارك وعودته الوشيكة .. أما فاطمة فلم
تكن تفتح فمها بالحديث إل لماما".
في لحظات شرودها .. كانت تتحدث إلى نفسها أو إلى الراحلين من الهل .. عنــدها
كانت ليلى تمسك عن الكلم وتراقبها بأسى وحسرة .
ذات يوم اقتحمت رقية الدار.. انهالت على ابنتها بالضرب المبرح وهي تسب وتلعن :
- أل تعرفين يا مقصوفة الرقبة .. أن فاطمة ستصير ضرة لمك ؟ لقد أقسم سالم أن يتزوجها
بعد أن تلد .. ( ثم التفت إلى فاطمة ) :
- ل تفرحي كثيرا" يا فأل الشؤم .. يا مخربة الديار .. خربت ديار يونس ..وديار أهلك وأنت
تنعبين كالبومة .. إنه لن يفعل ذلك محبة في سواد عيونك .. ولكن من أجل وادي الزيــت ..
يريد أن يرثك ويرث يونس .
سحبت ابنتها من شعرها .. خرجت وهي تنذر فاطمة بالثبور وعظائم المور ..
بكت فاطمة كثيرا" قبل أن تستنجد مرجانة بسكينة وزوجها حسان .. الــذين هرعــا
لنجدة فاطمة .. بعد أن طيبا خاطرها قالت لهما :
- خذوني إلى بيتي في وادي الزيت .. فإنني أحس بمنيتي تقترب .. وأريد أن أموت هناك ..
في كنف سيدي يونس .
ربتت سكينة خدها :
- ل تقولي ذلك يا فاطمة .. ستعيشين وتلدين لنا ولدا" يعوضنا عن يونس .. يونس إللي كــان
للسيف وللضيف .
حملوها الى الوادي .. كان الدخان يتصاعد من الفرن .. خفق قلب فاطمة بشــدة ..
هل هم قطاع الطرق .. أم أنهم عبيد يونس عادوا إلى الوادي أم .
قالت في نفسها ليكن ما يكون .. فما جئت هنا إل لكي أموت .
طرقت الباب فانفتح .. أخذتها المفاجأة .. صرخت :
- مبارك .
كان مبارك ورجاله يعتصمون في البيت .. يتخذون الوادي قاعدة لهم في مناوشــاتهم
مع الفرنسيين منذ سقطت غزة .
???
استيقظ القاضي معروف .. وجد الشمس قد ارتفعت إلى مستوى النوافذ .. مــا كــان
يجدر به أن ينام بعد أن نهض لصلة الصبح .. اليوم موعده للقاء ساري عســكر .. خطبــة
الجمعة الخيرة التي ألقاها في الجامع العمري الكبير حازت إعجاب بونابرته .. أمر بطبعهــا
وتوزيعها على المسلمين في بر الشام كله .
تبسم معروف راضيا" عن نفسه .. كانت خطبة لم تسمع المنابر مثلها .. في الثناء على
موفد العناية اللهية ( ساري عسكر ) .. الذي جاء ليخلص البلد والعباد من ظلــم الجــزار
وزبانيته حتى الشيخ الدسوقي شهد لتلك الخطبة:
- الحاديث النبوية التي استشهدت بها يا شيخ معروف .. لم تخطر على بال شيوخ الزهــر
وحينما ترجموا لبونابرته ( اسمعوا وأطيعوا ولو أمر عليكم عبد حبشي ) ضحك ساري عسكر
وقال لقواد جنده (( لشك أنني افضل من عبد حبشي )) .
لعل الرجل يجزل لي العطاء اليوم .
نهض معروف متثاقـل" وهو يلم أطرافه المبعثرة وينوء بثقل كرشه .. لم يكــن فــي
حياته متعبا" كما هو الن .. ما الذي جرى له ؟
تذكر ما حدث بعد قيامه لصلة الصبح .. فتمتم لنفسه : سوف تقتلني هذه الجارية اللعينة .
كان قد نادى جاريته مسكه .. لتعد له الحمام .. بدا سعيدا" منشرح الصدر موقنا" بقرب نيلــه
لمكافأة ساري عسكر .
أجلسته الجارية في الطشت .. دلكت جسده المترهل بالليفة والصابون .. مركزة على
موضع ل تبرحه إل لتعود إليه .. دب في مولنا نشاط لم يكن يعهده فـي نفسـه .. لبـد أن
الدواء الذي أعطاه له حكيم ساري عسكر قد فعل فعله .
هؤلء الفرنسيين الملعين قد بلغوا من العلم كل مبلغ .. خرج من الطشت فلفته مسكه
بالمنشفة .. محتفية بما نشط من جسده .. قادته إلى فراش قريب .. نالت منه بركة لم تنلها من
ستة اشهر .
بعدها أغرق مولنا في النوم .. وها هو يستيقظ وقد فاتته صلة الصبح .. صــفق براحــتيه
ونادى :
- مسكه .
جاءته أم البنين وقد ضاع طولها في عرضها من البدانة .. كانت تتماوج في شــميتها
كأنها تزحف :
- محظيتك نائمة يا سـيدي .. ثم غمغمت بلؤم وهـي تمصـمص شــفتيها :
( نوم السراري للضحى العالي ) .
قال في نفسه:
زوجتي اللعينة ..إنها تنام بعين واحدة وتراقب ما يجري بالعين الخرى .. ثــم ل تلبــث أن
تضع همها في الطعام منذ اشتريت هذه الجارية من قافلة الطاهر .
سلقها بنظرة اقشعر لها جلدها السميك .. ثم هتف بعلو صوته :
- الحمام .
استحم وارتدى ثيابه .. صلى الصبح قضاء بعد أن فاتته الصلة حاضــرا" .. وضــع
جبته واختار أغلى عمامة لديه ..تلك التي اشترى شاشها من دمشق الشام.. تعطر وبالغ فــي
التعطر .. تناول عصاه المصنوعة من العاج .. ألقى التحية على أهـل بيته وخرج .
لم يكد يبتعد خطوات حتى بـرزوا له .. أحاطوا بـه من كـل جـانب .. قـال لـه
مبارك :
- أحمد باشا الجزار يهديك السلم أيها القاضي .
بلع معروف ريقه .. قبل أن ينبس بكلمة كمموا فاه .. مددوه إلى جــانب الجــدار ..
تدحرجت عمامته تحت أقدامهم وانسابت في عرض الطريق حتى استقرت تحت الجدار المقابل
.. استلوا خناجرهم وأغمدوها في صدره الواحد بعد الخر .. همد تماما" .. ربطــوه بشــاش
عمامته من عرقوبه .. وعلقوه في شجرة جميز قريبة .. مضوا دون أن يلتفت إليهم أحد مــن
المارة .
رواية العنقاء كاملة :الجزء 29: