📁 آخر الأخبار

في المعركة: يوميات غزة "مقاومة دائمة"



في المعركة: يوميات غزة "مقاومة دائمة"
تأليف معين بسيسو

.. كان المدرسون في معسكرات اللاجئين أيام الكويكرز..
يقبضون رواتبهم قطعاً من الصابون..
وسمكاً مقدداً وبصلاً لكي يفرض عليهم الرحيل من القطاع...
ورغم ذلك واصلت تلك الكتيبة المقاتلة بأصابع الطباشير معركتها لإنقاذ جيل معسكرات الصفيح عام 1948...
إنه هو جيل القنابل اليدوية اليوم في شوارع غزة...
القتال
بعيدان الثقاب
وبأصابع الطباشير
كان المهاجرون الفلسطينيون من يافا ومن بئر السبع ومن المجدل ومن قرى أسدود والمسمية والكوفخه... وغيرها... كانت الطوابير التي أسكنها الكويكرز أكواخ الصفيح... في أعقاب كارثة 1948... تحاول أن تلائم وهي في معسكرات الهجرة بين حياتها الجديدة في المنفى الجديد... وحياتها القديمة في شوارع مدنها وقراها التي خلفتها وراءها... لقد تحولت أسماء المدن إلى أسماء المعسكرات... تحولت يافا... وبئر السبع.. والمجدل... وأسدود... والمسمية... إلى أسماء معسكرات النصيرات... والمغازي... والبريج... وجباليا... والشاطئ...
***
إن الطائر لا يحمل معه.. وهو يهاجر... عيدان قش عشه القديم.. ولا يحمل أيضاً ذكرياته معه فوق هذه الشجرة أو تلك الشجرة... ولكن الأمر يختلف تماماً حينما يتعلق بالإنسان المهاجر... فإذا لم يمكنه المحتل الغازي من أن يحمل معه غير الثياب التي تغطي جسده... فهو لا يستطيع أن يمنعه من حمل ذكرياته أو أن يطمس من عينيه... مهما أغرقهما بالدم... صورة البيت والشارع... وحتى التفاصيل الصغيرة عن البيت والشارع والمدينة...

÷ لا تزال الحياة الثقافية والفنية وعلى امتداد الوطن العربي كله، من المحيط حتى الخليج، تشبه ذلك الجبل من الجليل، الذي يظهر ثمنه فوق سطح الماء، وتختفي الأجزاء الأخرى منه ـ أي سبعة أثمانه ـ تحت الماء.

الحياة الثقافية والفنية رأسها في النصف الثاني من القرن العشرين، وصدرها وأرجلها لا تزال في مطلع القرن العشرين أو النصف الأول أو الثاني من القرن التاسع عشر إذا أردنا الدقة...

وما دمنا في هذه الحال، فعلينا أن لا ندير الطواحين الهوائية ونرجم بالحجارة دور النشر العالمية لأنها لا تنشر إنتاجنا الأدبي والفني... وإذا ما أخذنا بقاعدة مصارحة أنفسنا ومكاشفتها ـ أي الجلوس فوق كرسي الاعتراف... فعلينا أن نعترف ـ وبعد كارثة حزيران 1967، بأنه لم يكتب بعد لا في مجال القصيدة ولا دائرة المسرحية، ولا إطار القصة والرواية، ذلك العمل الفني أو الأدبي، الذي يرتفع إلى المستوى العالمي... أي ان يكون الساق الأخرى أو الوجه الآخر للكفاح المسلح في الأرض المحتلة.

هل هناك أسباب لهذا العجز أو القصور؟ في تقديري الشخصي، أننا لا نزال نتخذ من مأساة حزيران مادة للمتاجرة والبيع والشراء، كل فنان يريد أن يسبق الآخر، وأن يرمي بدلوه في البئر. قبل فوات الوقت، أي قبل تضميد الجراح... وبالتالي إغلاق السوق في وجه القصائد التي لا تتكلم إلا عن السلبيات في حياتنا.

إن الفن كان دائماً وأبداً وسيبقى ذلك الملاذ الروحي والوجداني للناس أينما كانوا... هو لن يكون كذلك، إلا إذا كتب على أناة وبعيداً عن قذائف الورق... وبعيداً عن مفهوم اللحاق بالسوق قبل أن تغلق حوانيته.
معين بسيسو
في سطور
 
 معين بسيسو هو شاعر فلسطيني وكاتب واديب من مواليد غزة 1926 وعاش في مصر حيث خاض تجربة المسرح الشعري.
أنهى علومه الابتدائية والثانوية في كلية غزة عام 1948.
 
وهو شقيق الكاتب والاديب عابدين بسيسو بدأ النشر في مجلة " الحرية " اليافاوية ونشر فيها أول قصائده عام 1946، التحق سنة 1948 بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، وتخرج عام 1952 من قسم الصحافة وكان موضوع رسالته " الكلمة المنطوقة والمسموعة في برامج إذاعة الشرق الأدنى " وتدور حول الحدود الفاصلة بين المذياع والرائي (=التلفزيون) من جهة والكلمة المطبوعة في الصحيفة من جهة أخرى.
 
 انخرط في العمل الوطني والديموقراطي مبكرا، وعمل في الصحافة والتدريس. وفي 27 كانون الثاني (يناير) 1952 نشر ديوانه الأول (المعركة). سجن في المعتقلات المصرية بين فترتين الأولى من 1955 إلى 1957 والثانية من 1959 إلى 1963.
 

كان معين شيوعيًا فلسطينيًا وصل إلى أن أصبح أمينًا عامًا للحزب الشيوعي الفلسطيني في قطاع غزة، وكان سمير البرقوني نائبًا للأمين العام مقيمًا في القطاع، وفي عام 1988 عندما توحد الشيوعيون الفلسطينيون في حزبهم الموحد، أعلن بسيسو ذلك من على منبر المجلس الوطني الفلسطيني الذي عقد بالجزائر حينها ،وظل معين عضو اللجنة المركزية للحزب حتى وفاته.
 
من أعمالة الادبية الشعرية المشهورة

المسافر (1952م).
المعركة، أول دواوينه الشعرية دار الفن الحديث، القاهرة، 1952م).
الأردن على الصليب (دار الفكر العربي، القاهرة، 1958م).
قصائد مصريّة / بالاشتراك (دار الآداب، بيروت، 1960م).
فلسطين في القلب (دار الآداب، بيروت، 1960م).
مارد من السنابل (دار الكاتب العربي، القاهرة، 1967م).
الأشجار تموت واقفة / شعر (دار الآداب، بيروت، 1964م).
كرّاسة فلسطين (دار العودة، بيروت، 1966م).
قصائد على زجاج النوافذ (1970م).
جئت لأدعوك باسمك (وزارة الإعلام، بغداد، 1971م
الآن خذي جسدي كيساً من رمل (فلسطين، بيروت، 1976م).
القصيدة / قصيدة طويلة (دار ابن رشد، تونس، 1983م).
الأعمال الشعرية الكاملة / مجلد واحد (دار العودة، بيروت، 1979م).
آخر القراصنة من العصافير.
حينما تُمطر الأحجار.
اعماله للرائي (التلفزة)

محاكمة ابن المقفع في 7 ساعات من إخراج صلاح أبو هنود.
رسائل إلى العالم في 12 ساعة من إخراج صلاح أبو هنود.
أعمالةه المسرحية

مأساة جيفارا (دار الهلال، القاهرة، 1969م).
ثورة الزنج (1970م).
شمشون ودليلة (1970م).
مأساة جيفارا.
ثورة الزنج.
الصخرة.
العصافير تبني أعشاشها بين الأصابع.
محاكمة كتاب كليلة ودمنة.
أعماله النثرية

مات الجبل، عاش الجبل (1976).
نماذج من الرواية الإسرائيلية المعاصرة (القاهرة، 1970م).
باجس أبو عطوان / قصة (فلسطين الثورة، بيروت، 1974م).
دفاعاً عن البطل (دار العودة، بيروت، 1975م).
البلدوزر / مقالات (مؤسسة الدراسات، 1975م).
دفاتر فلسطينية / مذكرات (بيروت، 1978م).
كتاب الأرض / رحلات (دار العودة، بيروت، 1979م).
أدب القفز بالمظلات (القاهرة، 1972م).
الاتحاد السوفيتي لي (موسكو، 1983م).
88 يوماً خلف متاريس بيروت (بيروت، 1985).
عودة الطائر / قصة.
وطن في القلب / شعر مترجم إلى الروسية - مختارات موسكو.
يوميات غزة - غزة مقاومة دائمة (القاهرة) 1971.
 
 
 ترجم أدبه إلى اللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية والروسية، ولغات الجمهوريات السوفياتية؛ أذربيجان، أوزبكية، والإيطالية والإسبانية واليابانية والفيتنامية والفارسية.

حصل على جائزة اللوتس العالمية وكان نائب رئيس تحرير مجلة " اللوتس " التي يصدرها اتحاد كتاب آسيا وأفريقيا.

حصل على أعلى وسام فلسطيني (درع الثورة). وكان مسؤولاً للشؤون الثقافية في الأمانة العامة للاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين. كان عضو المجلس الوطني الفلسطيني.